عقدت زوال أمس وزارة التربية الوطنية »جلسة مصالحة« مع نقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع )كناباست( بمقر الوزارة، الهدف منها دراسة المطالب المرفوعة، والاتفاق بشأنها، و»فرملة« الحركة الاحتجاجية المقرر انطلاقها بإضراب وطني صباح اليوم عبر كامل تراب الوطن، وفي كل الأحوال وفق ما جاء على لسان العضو القيادي الفاعل بوديبة مسعود لن يكون هناك وقف لهذا الإضراب لا اليوم ولا غدا، لأن جلسة اليوم تعني ما سيأتي لاحقا، ولا الإضراب الحالي. ي ظرف خمسة أيام بادرت وزارة التربية الوطنية إلى عقد ثلاثة لقاءات بالقيادة الوطنية لنقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع )كناباست(، الأول برمجته يوم الأربعاء الماضي، والثاني في اليوم الذي يليه ) الخميس كانا فاشلين ولم يِؤديا لأية نتيجة لأن »كناباست« رفضت أن يكون هذان اللقاءان »جلستي صلح،أوساطة«، والثالث هو الذي عقدته زوال أمس، ومقرر له وفق ما تريد الوزارة أن يكون جلسة مصالحة حسب ما دُوّن على نص الدعوة، وأن يكون جلسة عمل وفق ما تريده نقابة »كناباست«. وفي غياب اطلاعنا على النتائج التي انتهت إليها جلسة أمس، فإننا نعتقد أن يكون ممثلو وزارة التربية قد صارحوا ممثلي نقابة »كناباست« بما هم قادرين ومستعدين لتلبيته من مطالب ، وما هم غير قادرين على تلبيته، وبما فيه توضيح الصورة بالنسبة للمطالب التي تشترك فيها معهم باقي القطاعات الوطنية الأخرى. وغير مستبعد أن تكون وزيرة التربية نورية بن غبريت قد تقربت بشكل جاد من الوزير الأول والوظيفة العمومية، وأشعرتهم بخطورة الوضع في حال الإبقاء على ما هو كائن بالنسبة لعدد من المطالب المهنية والاجتماعية التي هي نفسها اعترفت بمعقوليتها ومشروعيتها على غرار ما حصل مع سابقيها، وقد تمّ توقيعها مع القيادة الوطنية للنقابة، وأرضيتها حسب ما أعتقد تضمنت 12 مطلبا. وطالما أن الوزير الأول كان راسل مؤخرا وزير الصحة، وفوّضه بترخيص استثنائي لتجسيد مطلب الترقية في الرتب لكل من تتوفر فيه الشروط المطلوبة، ومطالب أخرى لكل أسلاك القطاع، قبيل انطلاق احتجاجات وإضرابات كانت مقررة للأطباء العامين والصيادلة وجراحي الأسنان، فإنه من غير المستبعد أن تكون الوزيرة بن غبريت تلقت نفس التفويض الاستثنائي في التعامل الإيجابي مع المطالب المرفوعة، التي هي في حالة »حرب غير معلنة« منذ فترة ليست بالقصيرة، وهو الأمر الذي قد يُمكّنها من امتصاص حالة الإحباط والتذمر التي يوجد عليها الأساتذدة وشرائح واسعة من عمال وموظفي قطاع التربية الوطنية. وحسب التصريحات التي أدلى بها أمس مسعود بوديبة قبيل التحاقه بجلسة عمل أمس، التي تواصلت لساعة متأخرة من زوال أمس، فإن الإضراب المقرر شنّه اليوم وغدا سوف يُشنّ عبر كامل أرجاء الوطن، ولن يُتراجع عنه، وسيشارك فيه أساتذة أطوار التعليم الثلاثة، لأن ما قد يتمّ الاتفاق بشأنه هو أمر يخص الاحتجاجات والإضرابات المفترضة لاحقا، ولأن المجلس الوطني للنقابة هو الذي قرر الإضراب، وهو السيد في تجميده أو تعليقه، أو توقيفه، وهذا يحتاج على الأقل إلى يومين لاجتماع أعضائه من جديد في دورة طارئة. وتمنى بوديبة أن تُثمر جلسة أمس على نتائج إيجابية من أجل تفادي إضرابات واحتجاجات أخرى، لأن هذين اليومين ما هُما حسبه إلا »يومين تحذيريّين للوزارة«، ونحن وفق ما يضيف »لدينا أرضية من الالتزامات والتعهدات، ولدينا مطالب متمسكين بها أكثر من أي وقت مضى، لأنها مبنية على قواعد سليمة، ونحن نرفض التلاعب بها«.