تبنت ما تعرف ب»دولة العراق الإسلامية« المرتبطة بتنظيم »+القاعدة« تفجيرات الأحد الماضي في العاصمة العراقية بغداد والتي أودت بحياة 155 شخصا على الأقل وأصابت أكثر من 500 آخرين، في وقت شددت فيه السلطات العراقية الأمن في مختلف مناطق بغداد تحسبا لوقوع هجمات أخرى. وقالت »دولة العراق الإسلامية« في بيان على الإنترنت إن رجلين ينتميان لها فجرا نفسيهما فيما سمتها وزارة الظلم والجور المعروفة بوزارة العدل ومبنى مجلس محافظة بغداد، مشيرة إلى أن ما وصفتهم بالأعداء لا يعرفون غير لغة القوة. وكانت السلطات العراقية قالت في وقت سابق إن شاحنتين صغيرتين يقودهما انتحاريان استخدمتا في تفجيري يوم الأحد، وقررت فرض حظر على مرور الشاحنات في وسط العاصمة بغداد. كما شددت السلطات الأمن في مختلف مناطق بغداد مما تسبب باختناقات مرورية، بينما نفذت قوات عراقية وأمريكية حملة مداهمات واعتقالات. وقال المتحدث باسم عمليات بغداد اللواء قاسم الموسوي إن كاميرات الأمن المنتشرة في المنطقة أظهرت أن التفجيرين كانا هجمات انتحارية، كاشفا أن المحققين عثروا على بعض بقايا المهاجمين وهم يحاولون معرفة هوياتهم. وذكر الجيش الأمريكي في بيان له أن قوات عراقية أمريكية مشتركة دهمت أول أمس عدة مبان في بغداد بحثا عن زعيم شبكة لتفخيخ المركبات يعتقد أن لها صلة بتفجيري الأحد، واعتقلت 11 مشتبها بعضويته في تلك الشبكة يعملون بين بغداد والموصل. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء محمد العسكري إن قوات الأمن دهمت منزلين في بغداد، وقد وجدوا مواد لصنع القنابل ونفذوا اعتقالات، لكنه لم يحدد عددها. في حين صرح وزير الداخلية العراقي جواد البولاني بأن 76 شخصا اعتقلوا في إطار القضية، لكنه لم يشر إلى أسمائهم أو صلتهم بالتفجيرين اللذين وقعا على بعد مئات قليلة من المنطقة الخضراء الشديدة التحصين. وتسبب الانفجاران بدمار ثلاثة مبان حكومية لا تبعد بعضها عن بعض سوى بضع مئات من الأمتار، حيث استهدف الانفجار الأول وزارة العدل ووزارة البلديات والأشغال العامة، في حين استهدف الانفجار الثاني إدارة محافظة بغداد. ومن بين قتلى الانفجار الأول نحو 24 طفلا كانوا يغادرون حضانة مجاورة لوزارة العدل في حافلة، كما جرح ستة آخرون، بينما دمرت الحضانة، وذلك حسب مصادر في الشرطة والمستشفى تحدثت شريطة عدم الإفصاح عن أسمائها. وبينما شيع العشرات جثث الضحايا لا تزال فرق الإنقاذ تواصل عملية البحث بين الأنقاض عن مزيد من الجثث، ويواصل رجال الإطفاء إزالة الجدران الإسمنتية التي تحيط بوزارة العدل لتسهيل إخراج الأنقاض التي سدت الطريق أمام حركة المرور. وقد اتهم محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق قوات الأمن بالإهمال والصراع فيما بينها مما تسبب بوقوع الهجومين الداميين. وأشار المحافظ إلى وجود شريط فيديو يظهر أن الشاحنة التي استهدفت وزارة العدل كانت محملة بطنين من المتفجرات ومطبوع على جانبها شعار دائرة مياه مدينة الفلوجة، وتساءل»كيف وصلت من الفلوجة إلى هنا؟«. يأتي ذلك في وقت جدد العراق طلبه من المجتمع الدولي إرسال مبعوث دولي لتقييم حجم التدخل الخارجي في العراق إثر تفجيرات يوم الأحد الدامية. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن هذه التفجيرات تعزز الحاجة إلى أن يساعد المجتمع الدولي العراق في الدفاع عن نفسه ضد هذا النوع من الهجمات، مشيرا إلى أن تفجيرات الأحد عززت من الموقف العراقي وما وصفه بمشروعية طلبه المقدم إلى مجلس الأمن والأمين العام الأممي لتسمية ممثل دولي كبير للتحقق وتقييم حجم هذه العمليات التي تستهدف الاستقرار في العراق والمنطقة. وفي واشنطن قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إيان كيلي إن الولاياتالمتحدة تؤيد إجراء تحقيق لمعرفة إن كان هناك أي تورط أجنبي في الهجمات أم لا. وقالت المتحدثة باسم الأممالمتحدة ميشيل مونتا للصحفيين في نيويورك إن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون ما زال ينتظر ردا من مجلس الأمن بشأن إجراء التحقيق.