اهتزت العاصمة العراقية أمس على وقع تفجيرين عنيفين استهدفا سوقين وسط بغداد أسفرا عن سقوط مالايقل عن 64 شخصا وإصابة 107 آخرين·واستهدف التفجير الأول سوق الغزل الخاص ببيع الحيوانات وسط بغداد ونفذته انتحارية فجرت حزامها الناسف بالوقت الذي كان المكان يعج بالمتسوقين مخلفة مقتل 46 شخصا و82 جريحاً· وليست هي المرة الأولى التي يستهدف فيها سوق العزل الذي يتوافد عليه آلاف المواطنين العراقيين لاقتناء حاجياتهم كل جمعة حيث كان عرضة لتفجير انتحاري شهر نوفمبر الماضي أودى بحياة 13 شخصا·واستهدف التفجير الثاني سوقا شعبية أيبضا جنوب شرق العاصمة دقائق فقط بعد التفجير الأول وخلف مقتل 18 شخصا واصابة 25 آخرين· وتعد هاتان العمليتان الانتحاريان الأعنف من نوعهما تشهدها العاصمة العراقية منذ الفاتح أوت الماضي، حيث أودت سلسلة تفجيرات انتحارية بحياة قرابة 100 عراقي·مثل هذه العمليات التي عادت بقوة في الفترة الأخيرة سواء بالعاصمة بغداد أو محافظات شمال العراق تفند إدعاءات السلطات العراقية والقوات الأمريكية بتحسن الوضعية الأمنية في هذه المناطق وتمكنها من فرض قبضتها على المقاومة العراقية· كما تشكك في قدرة المخططات الأمنية المنفذة حتى الآن في امكانية احتواء الوضع الأمني وضع حد لتصاعد موجة العنف· مقابل ذلك تكبدت قوات الاحتلال الأمريكي خسائر جديدة في صفوفها بعد مقتل ثلاثة من جنودها في هجمات مسلحة استهدفت دوريتهم في العاصمة بغداد وشمال العراق·وأقر الجيش الأمريكي أمس بمقتل جنوده دون اعطاء تفاصيل أخرى ليقارب بذلك عدد قتلى وحدات المارينز الى 4 آلاف جندي منذ غزو العراق في مارس عام 2003· من جهة أخرى ذكرت دراسة أجراها مركز "أوبينيون ريسرتش بيزنس" لاستطلاع الرأي بالعاصمة البريطانية لندن أن أكثر من مليون عراقي قتلوا في أعمال العنف منذ احتلال بلادهم· وأشارت الدراسة الى أن خمس العائلات العراقية فقدت أحد أفرادها على الأقل منذ الفترة الممتدة من مارس 2003 الى غاية أوت 2007· وأضافت أن العدد الأكبر في هذه الحصيلة سجل في العاصمة بغداد التي فقدت 40% من الأسر أحد أفرادها· وأوضح المركز أنه استند في هذه الأرقام الى احصائيات أجراها بعد مقابلات ميدانية شملت 2414 عراقيا ممن تجاوزت أعمارهم 18 سنة· وتزامن صدور هذه الدراسة مع اصدار منظمة الدفاع عن حقوق الانسان "هيومن رايتس ووتش" لتقريرها السنوي والتي خصصت أحد فصوله للوضع الانساني في العراق·وأكدت المنظمة على أن الوضع الانساني في هذا البلد تدهور العام الماضي ووصفت الحكومة العراقية بالمفككة وأعربت عن مخاوفها من قتل العراقيين والاعتقالات التي تقوم بها القوات المحتلة· ورغم أن تقرير المنظمة الحقوقية تضمن الكثير من الأمور مثل اغتصاب الشتاء وتل المدنيين إلا أنه تغاضى عن الانتهاك الأول في مجال حقوق الانسان والذي يكمن في احتلال العراق أصلا·كما أنه لم يحاول أن يلقي باللوم على سلطات الاحتلال لكونها المسؤولة الأولى عن مايجري في العراق وتقع على عاتقها مسؤولية مباشرة بخصوص حماية المدنيين من الأخطار وفقا للقانون الدولي·