اعتبر الكاتب الصحفي، يوسف شنيتي، أن جريدة "صوت الأحرار" قدمت نموذجا راقيا في الاحترافية المهنية وبالذات في المجال الثقافي عندما وضعت في استراتيجيتها التحريرية القضية الثقافية كونه خيار استراتيجي للعملية الإعلامية التي يفترض أن تكون المعبر عن الهوية الوطنية. جاء تصريح الكاتب الصحفي يوسف شنيتي، خلال فعاليات الملتقى الوطني الثاني حول الإعلام الثقافي، يومي 14 و15 جانفي الجاري المنظم من طرف دار الثقافة مفدي زكريا بورقلة، وبمساهمة الشبكة الجزائرية للإعلام الثقافي، والذي تناول في مداخلته المعنونة بجريدة "صوت الأحرار" "بين الوظيفة الإخبارية والوظيفة التثقيفية"طبيعة العلاقة المتكاملة بين وظائف الإعلام الست المعروفة والتي تتقدمها من حيث الأهمية الوظيفة الإخبارية الصرفة التي يكون فيها الحدث هو الأولوية والواجهة وهو من صميم نشأة الصحافة بكافة أشكالها ووسائطها في التاريخ وبقيت كذلك إلى اليوم بالرغم من التكنولوجيات الحديثة في الاتصال والعولمة. وقد اخترت –هنا- يقول شنيتي: لاستعراض طبيعة الوظيفتين الإخبارية والتثقيفية صحيفة "صوت الأحرار" أنموذجا وهي من الصحف القليلة التي تولي أهمية بالغة للثقافة، كما أنها لا تضحي بالصفحة الثقافية لصالح الإشهار مثلما يحدث في كثير من الصحف، كما تخصص صفحتين في كل يوم للثقافة أخبارا ومتابعات ومقالات وإبداع. كما أنها تصدر ملحقها الأسبوعي الخميس الثقافي، إضافة إلى ملحق «أصوات أدبية»الذي يصدر كل أربعاء ويحتفي بالمبدعين من شعراء وقصاصين ونصوصهم الجديدة. وللصحيفة صفحة فنية هي الصفحة ما قبل الأخيرة بعنوان "صوت وصورة"وتخص متابعة أخبار الفنانين وإنتاجهم . وقال المحاضر أيضا: على مدار سنوات ظلت الصحيفة تهتم بمختلف النشاطات الثقافية والفنية والتظاهرات المختلفة كما تقيم وزنا للندوات الفكرية وتديرها شهريا وتستجمع آراء أهل التخصص في قضية من القضايا، إضافة إلى الحوارات المطولة مع الكتاب والمفكرين والمبدعين عموما. وتبدو الثقافة واضحة المعالم في "صوت الأحرار"وتنسجم تماما مع الخط الافتتاحي للصحيفة والمبادئ التي تدافع عنها. ويرى، كذلك وجود مهمتان واضحتان هما الوظيفة الإخبارية التي تحرص الصحيفة على أدائها من خلال تتبع ما هو يومي من نشاطات وتظاهرات ونشر الأخبار الثقافية الجديدة التي يحصل عليها الصحفيون، والوظيفة التثقيفية التي تؤدى جنبا إلى جنب مع الوظيفة الأولى دعما وشرحا ومتابعة وتحليلا. هناك تناغم كبير بين ما هو إخباري وما هو تثقيفي في الصحيفة على الأقل في السنوات العشر الماضية، إذ تكون هناك صفحة غالبا مخصصة للأخبار الثقافية والتغطيات الخاصة بمختلف الفعاليات الفنية والفكرية والأدبية، ناهيك عن أجندة يومية للبرامج التي تقام في ذات اليوم أو طيلة الأسبوع حتى يواكب القراء ذلك علما ومعرفة وحضورا. أما الصفحة المخصصة غالبا للوظيفة التثقيفية بمعناها الأكبر، من خلال نشر المقالات والدراسات المتسلسلة والندوات الشهرية والحوارات الكبيرة مع كبار الكتاب والمبدعين. وفتحت صوت الأحرار الباب مشرعا على الثقافة بمعناها الأكبر ليس في جانبها الأدبي والفني فقط بل في مفهومها الشامل فلسفة وفكرا وتاريخا ومعرفة، كما هو وارد ومتبنى من حيث المفاهيم والإشكاليات كما أن هناك أيضا برؤية نقدية بناءة حتى في دفاع الصحيفة عن الهوية بأبعادها التصالحية وليس الإقصائية. وتجدر الإشارة، عرفت أشغال الملتقى، العديد من المحاضرات التي ألقاها عدد من المختصين على غرار للأستاذ: خليفة بن قارة بعنوان"الثقافة في الإعلام"والدكتور: قوي بوحنية. جامعة ورقلة"في العلاقة بين السياسة والإعلام والثقافة".والدكتور: حمام زهير. جامعة الجلفة "الاتصال القرائي".الدكتور: العيد جلولي . جامعة ورقلة"النشر الالكتروني للأطفال"، وكذا مشاركة الأستاذ : محمد بغداد.جامعة المدية"جغرافية المشهد الثقافي والمخيال الإعلامي". والأستاذ جلولي مختار جامعة باتنة،"مدخل للإعلام الثقافي، والأستاذ عبد الكريم احراش ، جامعة ادرار"ازلاوان اهليل منطقة قورارة نموذجا"وكذا الدكتورة سميرة بالعربي جامعة البويرة"الإعلام الثقافي من خلال الصحافة الوطنية، جريدة الخبر نموذجا". الأستاذ عبد الكريم بن عيشة جامعة مستغانم"المضمون الثقافي في الصحافة الجزائرية -جريدة الشروق- نموذجا".الأستاذ جيدور بشير جامعة غارداية"مساهمة الانترنيت والتواصل الاجتماعي في الإعلام المحلي-دراسة في دور المنتديات ووسائل التواصل الاجتماعي في الحراك الثقافي"الدكتورة لندة ضيف . جامعة أم البواقي"الإعلام الثقافي والتنمية".