شدد مسؤول التكوين السياسي بحزب جبهة التحرير الوطني السعيد بدعيدة أن قيادة الأفلان تراهن على إعداد مناضل مؤهل سياسيا لمواجهة التحديات التي تفرضها الساحة السياسية الوطنية والإقليمية، داعيا في نفس الوقت إلى نشر ثقافة الحوار بين المناضلين ونبذ العنف اللفظي التي تولد في السنوات الأخيرة وأصبح لغة المناضل، واعتبر هذه الممارسات الدخيلة تعلى الحزب لا تمت بصلة بصفات المناضل الجبهوي. وأوضح عضو المكتب السياسي بحزب جبهة التحرير الوطني السعيد بدعيدة أن الندوات الجهوية للتكوين السياسي تهدف إلى توحيد صفوف الحزب من خلال توحيد الفكر السياسي لدى المناضلين وتأهيلهم لتولي المسؤوليات في المراحل المقبلة، معتبرا غياب مثل هذه اللقاءات الفكرية نتج عنها ظهور اهتمامات أخرى لدى المناضلين هي التسابق نحو المسؤوليات والمناصب التي لم تكن موجودة في السابق، مشددا على أن الأمين العام للحزب قرر ضرورة الرجوع إلى تكوين الإطارات والقيادات وتحضيرها للمراحل القادمة، معتبرا أن الانطلاق يكون بداية بتوحيد الفكر والانضباط الحزبي ونبذ العنف وتمكين المناضلين من فهم الواقع وما يدور بجوار الجزائر حتى يتمكن من إحباط مختلف المؤامرات التي تحاك ضد الجزائر. أوضح بدعيدة، خلال الندوة الجهوية للتكوين السياسي التي احتضنتها ولاية البليدة أن أمين عام الأفلان قرر إعادة الاعتبار للتكوين السياسي لإطارات ومناضلي الحزب من أجل تمكين الحزب من مسايرة التطورات التي تشهدها الجزائر وتمكين المناضلين من توحيدهم صفوفهم وإشباعهم، مضيفا بأن سياسة التكوين كانت غائبة منذ 1988 ما أدت إلى بروز اهتمامات أخرى لدى المناضلين والتي انحصرت في التسابق نحو المكاسب والمناصب التي لم تكن موجودة في السابق بعدما كان المناضلون ملتزمين ومنضبطين. وأشار بدعيدة إلى ضرورة إعداد المناضلين وقيادات الحزب للمراحل السياسية المقبلة وعلى المناضل أن يتسلح حتى يجابه المسؤوليات التي يتولاها في كافة المستويات، مؤكدا أن قيادة الحزب تهدف إلى توحيد الفكر النضالي والتوجه نحو هدف واحد، معتبرا أن العديد من التشكيلات السياسية موجهة سهامها نحو حزب جبهة التحرير الوطني وأن هدفها الوحيد هو الانتقام من الأفلان والنيل منه. وأكد مسؤول التكوين السياسي أنه من أجل مواجهة ما يحاك ضد الأفلان يجب العمل والوحدة وفتح الحوار ما بين المناضلين من أجل تبليغ رسالة وبرنامج الحزب إلى المواطنين وتوسيع الانتشار الحزبي، مذكرا في ذات الشأن أن عقد مثل هذه الندوات للمناضلين تمكنهم من فهم قوانين ومبادئ الحزب ومرجعيته الفكرية وجعل المناضلين أكثر قدرة على معرفة ما يدور بجوارهم وفهم الواقع والحقائق الوطنية والإقليمية والدولية وكذا الوضع في الدول العربية والخطر الذي يهدد الوطن، مثمنا في هذا السياق وقوف الجيش الوطني الشعبي لصد مختلف التهديدات التي قد تشكل خطرا على أمن واستقرار الجزائر. وأمام إطارات الحزب، ذكر بدعيدة بأن الثورة التحريرية الكبرى وانتصارها لم يكن انتصارا للجزائر وحدها وإنما كان انتصارا لجميع الدول التي شهدت الاحتلال، داعيا المناضلين إلى استلهام نضالهم من نضال الرجال الذين صحوا بأنفسهم لطرد الاستعمار الأمبريالي، مشددا على أن بناء الوطن عمل شاق محفوف بالمخاطر يتطلب رجال متشبعين بالوطنية والوحدة والعمل والانضباط لحماية الوطن، حيث طالب بضرورة الاهتمام بشؤون المواطنين للتمكن من قيادة البلاد إلى بر الأمان. وأشار مسؤول التكوين بالمكتب السياسي إلى أن بيان أول نوفمبر تضمن هدفين أساسيين تتمثل غي تحرير الجزائر وبناء الوطن، مؤكدا أن تحرير الوطن قد تم وأن عملية بناء الوطن لا يزال قائما وعلى المناضلين مواصلة الكفاح للبناء، منددا من جهة أخرى بالآفة التي شهدها الحزب في السنوات الآخيرة من بلطجة وعنف لفظي وجسدي، حيث اعتبر معالجة الظاهرة يكون من خلال التعقل والحكمة، مضيفا بأن الحزب لا زالت أمامه مسؤوليات كبيرة تنتظره، كما دعا إلى الابتعاد عن السلوكات التي تسيء للمناضل ولحزب جبهة التحرير الوطني والتي اعتبرها دخيلة ونتيجة ظروف معينة.