يشهد الصالون الوطني للتشغيل »سلام 2015« في طبعته الخامسة إقبالا منقطع النظير من طرف الطلبة الجامعيين والباحثين عن مسار مهني رغبة منهم في الاستعلام والاستفسار عن عالم الشغل الذي يطمحون لدخوله، وقد عبر العديد منهم عن استحسانهم للطبعة وتأكيدهم على نجاحها في حين اشتكى آخرون من بعض النقائص خاصة فيما يتعلق بالتوجيه والتي تمنوا أن تستدرك في الطبعات القادمة. لا تزال فعاليات الطبعة الخامسة لصالون التشغيل »سلام 2015« قائمة بقصر المعارض بالصنوبر البحري بالجزائر العاصمة التي انطلقت في الخامس من الشهر الجاري والتي يشارك بها ما يزيد عن 300 مؤسسة مصغرة من كامل قطر الوطن في إطار التعريف بمختلف أنشطتها وكذا توجيه الشباب الباحث عن مسار مهني، وهو الأمر الذي جعل التوافد كبيرا على الصالون من مختلف الشرائح والفئات. ولغرض رصد انطباعات الزوار حول فعاليات الصالون قامت »صوت الأحرار« صباح أمس بجولة استطلاعية إلى قصر المعارض بالصنوبر البحري واقتربت من بعض الزائرين المتجولين بالصالون، والبداية كانت مع تينهنان طالبة جامعية بجامعة البليدة تخصص طيران، أطلعتنا أنه تم إحضارهم إلى المعرض من طرف مشرفي الإقامة الجامعية التي تتواجد بها لغرض البحث عن المؤسسات التي يمكن أن تستقبلهم بعد التخرج، كما أعلمتنا أنهم لم يجدوا الشيء الكبير فيما يتعلق بتخصصهم خاصة وأنها تفضل العمل في مجال تخصصها كما أثنت على التنظيم الذي يشهده الصالون. وتشاطرها الرأي زميلتها هاجر التي استحسنت المبادرة كثيرا واعتبرت الصالون همزة وصل بين العارضين للعمل والباحثين عنه وهو الأمر الذي من شأنه أن يسهل على الطالب خاصة، وجهته بعد إنهائه لدراسته، وعن الأجواء التنظيمية أكدت أنها جد محكمة كما أثنت على المبادرة التي أضيفت للصالون هذه السنة والمتمثلة في فتح ورشة تقنيات البحث التي تقدم بها شروحات وتوجيهات للطلبة والباحثين عن وظيفة فيما يخص إعداد السيرة الذاتية وكذا الإجراءات اللازمة التي يقوم بها الباحث عن مسار مهني. وبالنسبة للعروض المتاحة أكدت هاجر أن المناصب التجارية حاضرة بقوة في الصالون وهو الأمر الذي لاق إعجابها خاصة وأنها لا تشترط العمل في مجال تخصصها وكل ما يهمها هو الظفر بوظيفة وهي تفكر في العودة مرة أخرى قبل الاختتام لتقدم سيرتها الذاتية. أحمد عاطل عن العمل هو الآخر التقيناه بأحد أروقة الصالون علمنا منه أنه يحمل شهادة تقني سام في التجارة الدولية منذ سنتين وهو من حينها يشغل مناصب لا تمت لتخصصه بصلة لذلك قصد الصالون بعد أن سمع عنه من طرف أصدقائه للاستعلام عن ما إذا كان هناك توظيف، وبالنسبة للطريقة المتعامل بها من طرف العارضين بالصالون يقول أنّها لم تلق رضاه، سيما وأن العديد منهم رفض أخذ سيرته الذاتية وطلب منه التسجيل عن طريق الأنترنت، في حين هو يفضل أن يجري مقابلات مع المتعاملين بصفة مباشرة عوض التماطل والانتظار. لكن مع هذا يرى أحمد أن المبادرة جد مهمة خاصة إذا ما أدت الدور الأساسي لها ألا وهو تقريب الباحثين عن العمل من أربابه وتمكينهم من شغل وظيفة كل حسب تخصصه وميوله. ويرى زميله أن الأغلبية بصدد القيام بإشهار لمؤسساتها عوض تقديم فرص عمل أو توجيه الباحثين عنه خاصة وأنه زار الصالون في طبعته السابقة وتقدم بعدة عروض لكنه لم يتلقى أي رد إلى حد الساعة ورغم ذلك لم يفقد الأمل وهو يتمنى أن تكون هذه الطبعة عكس سابقتها. ونحن نواصل جولتنا التقينا بالسيدة شرشار وهي تقدم السيرة الذاتية لابنتها لإحدى المؤسسات، وعند سؤالنا لها عن رأيها في معرض الشغل أطلعتنا أنها جد مسرورة ومتفائلة خيرا وبأنها ما إن سمعت بالصالون من إحدى جاراتها تقدمت بمجموعة من السير الذاتية لابنتها المتخرجة منذ سنة ونصف وهي عاطلة عن العمل رغم أنها تحمل شهادة ليسانس في الموارد البشرية وقد أعجبت كثيرا بالطريقة التي استقبلت بها من طرف المشرفين على المعرض وهي تنوي العودة رفقة ابنتها لاستكمال الجولة بالمعرض الذي لا شك في أنه سيفتح العديد منى الأبواب في أوجه المتخرجين والعاطلين عن العمل.
ومن المنتظر أن تتواصل فعاليات المعرض »سلام 2015« إلى غاية 12 من الشهر الجاري الأمر الذي سيزيد من عدد الزائرين للصالون دون شك.