توقع اليوم تنسيقية حركات الأزواد على اتفاق السلام في مالي، وهذا تمهيدا لتوقيع الحركات الترقية المتمردة على الاتفاق المقرر في باماكوغد الجمعة، في وقت تصاعدت فيه حدة التوتر في الميدان على خلفية الكمين الذي نفذته الحركات المسلحة التابعة للتنسيقية بنواحي تومبوكتووأوقع حوالي 30 جنديا ماليا بين قتيل وجريح. كشف الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية عبد العزيز بن علي شريف في تصريح تناقله أمس الموقع الاليكتروني »كل شيء عن الجزائر« أن تنسيقية حركات الأزواد تقوم اليوم بالجزائر العاصمة بالتوقيع على اتفاق السلام في مالي، في انتظار التوقيع على الاتفاق بين مختلف الحركات الأزوادية المتمردة والحكومة المالية، غدا بباماكوكما كان مقررا منذ البداية، علما أن اتفاق الجزائر جرى التوقيع عليه بالعاصمة في الفاتح من مارس الماضي، وحينها تحفظت ثلاثة حركات أزوادية تنشط تحت لواء تنسيقية حركات الأزواد، عن التوقيع على الاتفاق وطلبت مهلة للتشاور بعد العودة إلى قواعدها، وشهدت المنطقة منذ ذلك التاريخ حالات من التململ دفع إلى الاعتقاد باحتمال فشل اتفاق السلام ومنه دخول الوساطة الجزائري في مالي في مأزق حقيقي قد يرهن مستقبل السلم في منطقة تعيش على التوتر وعلى الحروب المتقطعة منذ فترة طويلة. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية قائلا أن اتفاق السلام الموقع بفضل الوساطة الجزائرية »يستجيب لضرورات المحافظة على الوحدة الترابية لمالي بما يسمح بعزل الإرهاب ونبذ العنف..«، مضيفا أن »اتفاق السلام سيدعم أكثر الأمن في المنطقة والجزائر معنية بذلك وبشكل مباشر..«، وقد تم التوصل هذا المكسب بعدما تخلى المتمردون التوارق عن مطلب الاستقلال عن الدولة المركزية في مالي، وحصلوا في المقابل على حق المشاركة في السلطة على المستوى المركزي والمحلي، والالتزام من قبل السلطات في باماكوبخصوص إعادة توزيع الثروة بين مختلف مناطق البلاد، المهم أن مالي سيظل موحدا والاتفاق يستجيب لكل المطالب المرفوعة من القبل الحركات المتمردة..« ويأتي التوقيع على اتفاق السلام من قبل أهم فصائل المتمردين الأزواد في شمال مالي، بعد نقاش حاد وتكهنات تحدثت عن خيبة أمل حقيقية حول مستقبل السلام في مالي، بل إن بعض الأوساط استبقت الأحداث لتتنبأ بفشل الوساطة الجزائرية في مالي، خاصة بفعل المناوشات التي حصلت وخصوصا بعد الكمين الذين نفذه فصيل أزوادي متمرد خلف سقوط نحو30 جنديا ماليا بين قتيل وجريح بنواحي تومبوكتو، وهوالهجوم الذي أدانته الخارجية الجزائرية وشجبته باريس بنفس القوة، فيما وجهت الجزائر وباريبس أول أمس الثلاثاء نداء لكل أطراف الأزمة المالية من أجل التوقيع غدا الجمعة ( 15 ماي ) بباماكوعلى اتفاق السلام والمصالحة في مالي وأكدتا سعيهما للعمل مع المجموعة الدولية من أجل إنجاح الحفل المقرر بهذه المناسبة . واستغل وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة لقاءه بنظيره الفرنسي لوران فابيوس أول أمس الثلاثاء لتجديد نداءه لمختلف الأطراف المالية للتوقيع على اتفاق السلام والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر الموقع عليه بالأحرف الأولى في فاتح مارس الماضي وأكد لعمامرة بأن الجزائر باعتبارها تقود الوساطة فهي على اتصال دائم مع كل الأطراف المالية وكذا مع أعضاء لجنة الوساطة الموسعة، أما وزير خارجية فرنسا، لوران فابيوس فقد دعا من جهته الأطراف المالية إلى التوقيع يوم 15 ماي المقبل على اتفاق السلم والمصالحة في بلادهم وقال فابيوس خلال الندوة الصحفية »ندعوبشكل واضح من أجل السلم في مالي والمنطقة إلى التوقيع على النص الذي تم إعداده تحت الوساطة الجزائرية..« الجزائر تدين بشدة الاعتداء على موكب عسكري بشمال مالي أدانت الجزائر بشدة الاعتداء الذي استهدف موكبا للجيش المالي بمنطقة تومبوكتو شمال مالي الذي أودى بحياة تسع جنود ماليين حسبما أكده الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عبد العزيز بن علي شريف. وقال بن علي شريف في تصريح لوأج »إننا ندين بشدة الاعتداء الذي استهدف موكبا للقوات المسلحة المالية بمنطقة تومبوكتو بشمال مالي الذي أودى بحياة تسع جنود ماليين«، مضيفا »نتقدم بتعازينا لعائلات الضحايا ونعبر عن تضامننا مع الحكومة والشعب المالي الشقيق«. وسجل ذات المصدر أن هذا الاعتداء الذي يأتي في وقت تستعد فيه مالي للتوقيع على اتفاق السلم والمصالحة لن يزيد إلا من إيمان الماليين بمستقبل دون عنف وإرهاب. وأضاف الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية أنه لا يمكن لمرتكبي هذا الاعتداء أن يأملوا بأن يثبط عملهم هذا الذي يعكس يأسهم بأي شكل من الأشكال عزيمة كافة الماليين على مواصلة مسيرتهم نحو السلم والاستقرار والمصالحة في ظل احترام الوحدة الترابية للبلد.