صرّح أمس، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، في الملتقى الدولي الأوّل حول الإعلام الديني المنظم بجامعة مستغانم، أنّه يتوجّب ترشيد الخطاب الديني بوسائل الإعلام والاهتمام الإعلام المرئي، كاشفا عن خطورة الاستغلال السيئ لها، خصوصا وأنّ خطاب الكراهية والتكفير ينتشر بقوة في السنوات الأخيرة بدليل وجود أزيد من 46 ألف موقع إلكتروني تكفيري. حذّر وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، في المداخلة التي ألقاها في الملتقى الدولي حول الإعلام الديني المنظم بجامعة عبد الحميد بن باديس بمستغانم بالتنسيق مع مخبر دراسات الإعلام والاتصال، من مغبّة الاستهانة بدور الإعلام الديني ونشر القيم والأفكار، خصوصا إذا تعلّق الأمر بالإعلام المرئي والفضائيات التلفزيونية، منها القنوات الخاصّة التي ظهرت بالجزائر. وقال عيسى إنّ الجزائر تضطلع بدور ريادي في مكافحة الإرهاب والتطرّف الديني في المنطقة العربية ويتوجّب عليها أن تكمل المسار في الشقّ الإعلامي، بالترويج لقيم التسامح والتعايش ما بين الأديان، محذّرا من الخطاب الديني المتطرّف والدعوة للطائفية من خلال منابر إعلامية، من بينها وجود أزيد من 46 ألف موقع إلكتروني يحرّض على التطرّف والإرهاب ويشيد بالتنظيمات المسلّحة مثل تنظيم داعش. ودعا وزير الشؤون الدينية إلى ضرورة ترشيد الخطاب الديني بوسائل الإعلام المحليّة والوطنية وتكوين الصحفيين والإعلاميين في هذا المجال بالرجوع إلى الهوية والمرجعية والثوابت الوطنية، معتبرا ذلك يصّب في الوطنية. وشارك في الملتقى الدولي الذي سينظّم اليوم الثالث منه على مستوى قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، ميلود شرفي رئيس سلطة ضبط السمعي البصري الذي أكّد على إعداد برنامج تكويني للصحفيين بالتنسيق مع الأكاديميين لنشر خطاب الاعتدال والوسطية، لمواجهة الفكر التكفيري والتدخل لتنظيم الإعلام المرئي، كما شارك في الملتقى، مجموعة من الإعلاميين الناشطين في وسائل إعلام وطنية وأجنبية في مجال الإعلام الديني، إضافة إلى باحثين مختصين وجامعيين، من السودان والأردن والمملكة العربية السعودية، وتونس والبحرين، ومصر وماليزيا، والإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى مشاركين من مختلف جامعات الوطن، بمواضيع متشعبة تتناول مختلف أبعاد الإعلام الديني. وحسب منسق الملتقى الدكتور العربي بوعمامة رئيس مخبر دراسات الإعلام والاتصال، فإنّ الملتقى يهدف إلى إظهار دور وسائل الإعلام الكلاسيكية والجديدة في الترويج للقيم الدينية والمذاهب والتوجهات، وخطورة انحراف المضامين في الدعوة للتطرّف والطائفية والتعصّب، إضافة إلى تسليط الضوء على تجربة الإعلام الجزائري، في ظلّ التعددية والانفتاح على السمعي البصري من جانب تقييم للإيجابية والسلبية في الرسائل المقدّمة.