تمكن العشرات من العناصر الإرهابية القادمة من الجنوب التونسي من التسلل إلى جبل الشعانبي بمحافظة القصرين المتاخمة للحدود مع الجزائر، فيما أشارت معلومات استخبارتية تونسية حديثة أن ما لا يقل عن 200 إرهابي يتواجدون حاليا بجبل الشعانبي والجبال المجاورة. نقل الموقع الإخباري التونسي "أرابيسك" عن مصادر أمنية قولها أن الأجهزة الأمنية والعسكرية المختصة حصلت على تقارير استخبارتية مفادها تمكن العشرات من العناصر الإرهابية من التسلل إلى جبل الشعانبي قادمين من الجنوب التونسي ويرجح أن هذه العناصر الخطيرة القادمة من ليبيا، تمكنت من التسلل عبر الحدود الصحراوية مع تونس وتنقلت من القصرين، ومن إلى جبل الشعانبي، لتعزيز عناصر أخرى موجودة بالجبل والجبال المحيطة به، مما جعل عددها يصبح ملفتا وكبيرا. وأورد نفس الموقع الإخباري نقلا عن صحيفة "المصور"في عددها الصادر أمس الاثنين أن العناصر المسلحة تمكنت من نقل كميات هامة من الأسلحة عبر مناطق حدودية مع الجزائر أو من مناطق حضرية بالقصرين وسيدي بوزيدة، مشيرة من جانب أخر إلى أن الجهات الأمنية والعسكرية تسعى إلى وضع خطط ناجعة للقضاء على هذه العناصر بعد أن تم التأكد أن عددها أصبح كبيرا وملفتا وقد يتجاوز 200 عنصر إرهابي لا تعرف مخططاتهم بعد. وتؤكد هذه المعلومات الاستخبارتية إلى تصاعد خطر النشاط الإرهابي في محافظة القصرين في تونس خصوصا في جبل الشعانبي القريب من الحدود مع الجزائر، والذي أصبح ومنذ فترة طويلة نسبيا معقلا لعناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ولكتيبة عقبة بن نافع التي أعلنت منذ فترة مبايعتها لأمير تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، أبو بكر البغدادي، وهو ما يشكل تهديدا خطيرا بالنسبة لتونس وبالنسبة للجزائر أيضا، علما أن معلومات استخبارتية جزائرية كانت قد حذرت في وقت سابق من وجود مخطط إرهابي جهنمي يستهدف الجزائر على وجه الخصوص يتمثل في تجميع عدد كبير من المتطرفين المنتمين للتنظيم الإرهابي "داعش" والقيام بعمليات تسلل مبرمجة وعلى مراحل نحو التراب الجزائر لتنفيذ هجمات ضد أهداف مدنية وعسكرية. وأصبحت تونس في الفترة الأخيرة على مرمى حجر من التنظيمات الإرهابية التي تنشط في ليبيا، فالتطورات التي شهدتها ليبيا في الفترة الأخيرة خاصة بعد العمليات التي نفذها تنظيم "داعش" وتمكنه من تحقيق انجازات في الميدان، خصوصا بعد سيطرته على مطار سيرت، تنذر بما هو أسوا بالنسبة لليبيا وتونس وكامل المنطقة، فانتقال الإرهابيين بأعداد كبيرة إلى جبل الشعانبي، يعني أن خطر هؤلاء أصبح قريبا جدا من الجزائر التي تحاول إقناع شركائها في المنطقة وخارج المنطقة أن الأولوية في الظرف الحالي هو للتنسيق الأمني لمواجهة خطر المجموعات الإرهابية ، خصوصا تلك المنتمية لتنظيم البغدادي الذي يسعى على ما يبدو إلى تكرار تجربته "الناجحة" في العراق وسوريا، بالمنطقة المغاربية ومنطقة شمال إفريقيا بشكل عام.