وعد وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، المتسببين في إشعال نار الفتنة والفرقة في ولاية غرداية بمعاقبتهم، قائلا إن الدولة ستسهر على التطبيق الصارم للقانون على كل من تخول له نفسه المساس بالنظام العام والتلاعب بمصير الولاية والعبث بمستقبلها، ونصب الوزير في هذا الصدد اللجنة الوزارية المشتركة لدراسة سبل ووسائل التحكم في الوضع بهذه الولاية ، لتحقيق بدرجة أولى الأمن والاستقرار وإعطاء الحركية التنموية بالولاية. قال وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، أول أمس بغرداية بدوي في اجتماع مع فعاليات المجتمع المدني والمنتخبين وأعيان الولاية بحضور السلطات المدنية والعسكرية » سوف نتعامل بكل حزم مع أولئك الذين يشعلون نار الفتنة والفرقة، وهذا وفقا لقوانين الجمهورية، مبرزا أنه » لا تساهل مع من تسول له نفسه المساس بأمن أبنائنا وإخواننا بغرداية ولا تساهل أيضا مع من ينوي العبث بمستقبل المنطقة«. وأكد الوزير أن الدولة عازمة على مواصلة كامل جهودها ورصد كل الموارد والوسائل لإعادة الاستقرار الكامل بهذه الولاية، وجدد عزم الدولة الكامل على مواصلة تعزيز جهود الإصلاح بالتعاون مع عقلاء المنطقة لرأب الصدع، مشددا على أهمية مرافقة هذه الجهود بمساهمات فعالة من قبل وجهاء وعقلاء كل من المذهبين المالكي والاباضي بهدف تقوية مبادرات الدولة الرامية إلى لم الشمل وضمان استقرار المنطقة، ودعا إلى استلهام العبرة من التاريخ الوطني وكذا من روح ميثاق السلم والمصالحة الوطنية ومن أخلاق وتقاليد المجتمع الجزائري. وذكر بدوي أن ما تشهده غرداية من أحداث أليمة بين الحين والآخر، إنما هي من صنيع دعاة الفتنة والتفرقة بين الإخوة ومكائد تخيطها بإحكام بعض الأطراف المغرضة، وأوضح أن هذه الأحداث وإن كانت لها أسباب عديدة، فإنها لا تخرج عن تلك المخططات الدنيئة والآثمة التي تغذيها أطراف مغرضة لضرب أمننا واستقرارنا. وأكد وزير الداخلية أن هذه الأحداث لا تخدم سوى المتربصين بالبلاد، مشيرا إلى التراجع الحاصل في النشاط التجاري والسياحي والاقتصادي الذي عرفته ولاية غرداية جراء هذه الأحداث، وذكر بالمناسبة بدعوة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في مناسبات عدة بضرورة ترجيح قيم التسامح والوئام والحوار الذي يحث عليه الدين الإسلامي الحنيف وكذا تغليب روح الإيثار واحترام الغير. وكان الوزير قد حل صباح أول أمس، بولاية غرداية مرفوقا بوفد يضم المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل وممثل عن القيادة العامة للدرك الوطني وكذا الأمناء العامين لعدد من الدوائر الوزارية، والتقى بوفد عن أعيان المنطقة، حيث استقبل أعيان المجلس المالكي وكذا أعيان الاباضية وذلك على هامش الزيارة التي قادته إلى هذه الولاية، وقد تم التطرق خلال هذا اللقاء إلى الوضع العام الذي تعرفه غرداية وما يقابله من مجهودات معتبرة تبذلها الحكومة لإعادة الاستقرار التام للولاية. وبهذه المناسبة، ثمن الأعيان مجهودات الحكومة تحت توجيهات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الرامية إلى إخماد نار الفتنة وإعادة الاستقرار والسكينة والطمأنينة في أسرع وقت، كما طالبوا السلطات ب»التطبيق الصارم لقوانين الجمهورية في حق كل من يمس بالأمن والاستقرار وممتلكات الأشخاص والدولة«، وخلال هذا اللقاء، نقل بدوي تحيات رئيس الجمهورية لأعيان وسكان المنطقة، مؤكدا لهم أن الوضع في هذه المنطقة يحظى باهتمام وعناية بالغة من طرف رئيس الجمهورية الذي دعا في مناسبات عدة إلى ضرورة ترجيح قيم الحوار والتسامح والوئام واحترام الغير. وخلال هذه الزيارة أشرف بدوي على تنصيب اللجنة الوزارية المشتركة لدراسة سبل ووسائل التحكم في الوضع بهذه الولاية، وتعمل هذه اللجنة التي يرأسها وزير الداخلية والجماعات المحلية، بتوجيهات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وتعليمات صارمة من الوزير الأول عبد المالك سلال، وتسمى هذه اللجنة أيضا ب اللجنة العليا للمصالحة والتنمية بين أهالي غرداية، وتجتمع مرة في الشهر سواء بولاية غرداية أو بالجزائر العاصمة. وفي هذا الصدد، أوضح الوزير أن هذه اللجنة تعمل ضمن مقاربة شاملة لتحقيق بدرجة أولى الأمن والاستقرار وإعطاء الحركية التنموية بالولاية ومتابعة تطبيق القرارات التي تتخذ لفائدة الولاية والعمل بنظرة متكاملة تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات الولاية، داعيا إلى ضرورة بذل مزيد من الجهود وتعزيز التعاون لتحصين أمن واستقرار غرداية وتعزيز اللحمة بين سكانها، وذكر بالمناسبة ب»الاحترام الكبير« الذي يكنه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لمنطقة غرداية وأهلها. كما تفقد وزير الداخلية ظروف عمل منتسبي أجهزة الشرطة والدرك الوطني بولاية غرداية، قائلا خلال لقائه بإطارات الأمن الوطني » نحن نعتز بعزيمتكم في الدفاع عن الجزائر وانتم حماة أمنها واستقرارها «، ومن جهته عبر المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل عن سعادته بكون إطارات الشرطة العاملين بهذه المنطقة جلهم من الشباب وخريجي الجامعة الجزائرية، كما تفقد الوزير أيضا مركز التدخل السريع لجهاز الدرك الوطني.