لفتت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان انتباه الجزائر وأوروبا والعالم إلى المخاطر المحدقة بأفواج المهاجرين الأفارقة "الذين يقطعون مسافات بعيدة تحت حر الشمس الحارق"بحثا عن رمق العيش "، مسجلة معاناة هؤولاء النازحين الذين يدفعون مبالغ تصل 2600 أورو مقابل الوصول إلى الجزائر. وقالت الرابطة في بيان لها -تلقينا نسخة منه- "إن مهاجرين يموتون وسط الرمال تحت أشعة الشمس الحارقة، والظمأ الشديد، فهم يقطعون مسافات طويلة على امتداد مساحات مفتوحة في الصحراء يكونون فيها عرضة لجملة من الأخطار على رأسها سقوطهم بين أيدي مافيا الاتجار بالبشر، ولاسيما منهم النساء والفتيات". وتأسفت الرابطة لعدم اكتراث العالم بالوضعية الإنسانية لهؤولاء المهاجرين الفارين من نكد العيش والنزاعات المسلحة، وبقاء "هذه الماسي بعيدة كل البعد عن اهتمامات الإعلام الأوروبي". وجاء في بيان الرابطة الموقع من طرف القيادي فيها، هواري قدور، أن "الاتحاد الأوربي يضغط على بلدان إفريقيا الشمالية لتنفذ ما يتلاءم وأجنداتها، حيث تحرص فرنسا وإيطاليا وإسبانيا في المقام الأول على إقامة حاجز يمنع مرور قوافل المهاجرين غير الشرعيين، و فرز وانتقاء ما يلبي حاجتها من العمالة وتمريرها إلى أوربا". ودعت الرابطة الحقوقية إلى الإسراع في وضع إستراتيجية شاملة ومتوازنة لمعالجة ظاهرة الهجرة وتسيير تدفقها في ظل الاحترام التام لحقوق الإنسان وكرامة المهاجرين، منددة بما أسمته برنامج (فرونتاكس) الذي أعده الاتحاد الأوروبي، و الذي حول البحر المتوسط إلى جدار لا يمكن تجاوزه. ووفقا للمصدر ذاته فإن الأفارقة المهاجرين مضطرين لدفع 2600 أورو على الأقل من اجل الوصول إلى الأراضي الجزائرية، فهم "يدفعون ما قيمته 1100 أورو لأشخاص يسهلون لهم قطع الصحراء في ظرف يومين ثم يقومون بدفع ما قيمته 1500 اورو إضافية من اجل إدخالهم إلى الأراضي الجزائرية وبالضبط إلى ولاية تمنراست التي تبعد عن العاصمة الجزائر ب 2000 كلم. وفي عين ڤزام، الواقعة على بعد 12 كيلومتر عن الحدود الجزائريةالنيجرية، يتحدث تقرير الرابطة عن وجود سماسرة الهجرة غير الشرعية الذين يعيشون عصرهم الذهبي، رغم أن الحدود مغلقة بين البلدين". وتحول محور "آرليث سمقة" بالنيجر و"عين ڤزام" بالجزائر -وفقا للمصدر ذاته- "إلى محور حيوي بامتياز لتهريب البشر ليل نهار، وكذلك محور صحراء" تنزروفت" التي يتم فيها تهريب البشر بين برج باجي مختار وأدرار، وتحوّلت القضية إلى تجارة مربحة في غمرة تدفق مئات اللاجئين على عين ڤزام وتمنراست يوميا، شبكات المافيا تستغل الأمر لتمرير قوافل المهاجرين نحو الشمال ويتم تحريرهم في غرداية". الجزائر أمام تحدي إنساني أخر في شهر رمضان ولاحظت الرابطة الحقوقية عودة المهاجرين الأفارقة ، حيث عادوا إلى افتراش الشارع، كما اتخذوا من مداخل المساجد وبعض الأحياء ملجأ لهم، حتى في شهر رمضان المعظم إذ لم تجد وعود وزارة التضامن بتخصيص مطاعم ومراكز لاستقبال اللاجئين الأفارقة طريقها في رمضان، الى هذه العائلات الإفريقية والمسلمة أين غابت هذه المطاعم، ولجأت العائلات الإفريقية المهاجرة إلى الإفطار في الشوارع والمساجد، على تبرعات المحسنين وصدقات التسول. هذه العائلات الإفريقية لم تستفد-بحسب الرابطة- من أي نوع من المساعدات، ولم يتم استقبالها لا في مطاعم الرحمة ولا في مراكز الإيواء. يؤكد هواري قدور الأمين الوطني المكلف بالملفات المختصة في الرابطة مطالبا بفتح تحقيق معمق حول تسيير المبالغ الضخمة التي قدرت ب 100 مليون دولار والتي خصصت لملف المهاجرين الأفارقة دون نتائج ملموسة. وتساءلت الرابطة في بيانها عن سبب امتعاض بعض قيادي جمعية شبه حكومية، لتحقيق حول معاناة المهاجرين الأفارقة في شهر رمضان وكيفية تعامل الحكومة والمجتمع المدني فيما يخص هذا الملف، في إشارة موقف الهلال الأحمر الجزائري، الرافض لأية اتهامات بتقصير الجزائر في حق المهاجرين. 50 ألف مهاجر إفريقي في درجة التشرد بالجزائر وقدرت الرابطة استنادا لمعلومات قالت بأنها "غير رسمية" بلوغ عدد المهاجرين الأفارقة الذين تسللوا إلى الجزائر من ولايات الجنوب الحدودية مع دولتي ماليوالنيجر نحو 50 ألف مهاجر، منهم 6 آلاف طفل، بينما تمكنت الجزائر من إعادة نحو 1700 مهاجر إلى بلدانهم ولاسيما النيجر. ويتلقى هؤلاء اللاجئين الصدقات من المواطنين في محطات القطار ومحطات النقل الحضري وعلى قارعة الطرقات شفقة من الناس على حالتهم المزرية فيما يعبر عدد آخرين عن تذمرهم من شغلهم لكل الأماكن العمومية وامتهانهم التسول فضلا عن تخوفهم من نقلهم أمراض. من جهتها أكدت الناشطة الحقوقية سامية.ع بولاية تلمسان أن السلطات الوصية عجزت حتى الساعة عن توفير ملاجئ لائقة للبشر، موضحة أن الملاجئ المتوفرة لاتتوفر على أدنى شروط الحياة. ويقع معظم المهاجرين الأفارقة طعما صائغا لشبكات الجريمة المنظمة التي لا تتورع عن استغلالهم وتوظيفهم في أعمال إجرامية، فهم يشكلون الصفوف الأمامية لشبكات الفساد والجريمة المتنوعة ويدفعون الثمن عند القبض عليهم، بينما هم في الحقيقة ضحايا ظروف قاسية زجت بهم في دائرة السوء. وناشدت رابطة حقوق الإنسان المواطنين الجزائريين بتحقيق المساواة، ومحاربة التمييز الممارس في حقّ الأفارقة في بلادنا كالمُطاردات والترحيل الإجباري الجماعي الذي لا يتماشى وحقوق الإنسان، وأشارت إلى أن "الجزائريين كانوا مهاجرين في سنوات مضت، وكنا نرفض الإساءة إليهم في ديار الهجرة".