إذا كان لابد أن يكون هناك طلاق بين الجزائر ومصر .. فليكن .. ولو بالتراضي. عن طريق الصدفة تابعت برنامج »الكرة في دريم« لمعده مصطفى عبده، وتفاجأت صراحة لحجم الحقد ونوعيته الذي يكنه هذا الإعلامي ومن وراء قناة »دريم« للجزائر. فهو لا يكتفي ببث الأكاذيب، على طريقة »تسميم اللاعبين« المصريين عشية لقاء مصر الجزائر في البليدة، بل ينبش في الماضي بطريقة »تحرّض« المصريين ضد أشقائهم الجزائريين في مباراة 14 نوفمبر القادمة، حيث لجأ إلى الأرشيف واستخرج مباراة مصر الجزائر في عنابة التي لو فاز بها المصريون بأكثر من ثلاثة أهداف لتأهلوا لكأس العالم. وكأنه أراد بالجزائر أن ترتب المباراة مع مصر، وتدوس على كل الأخلاق الرياضية التي راحت الجزائر ضحية لها في مونديال 1982. واستخرج من الأرشيف أيضا لقاء بين الجزائروفرنسا عام 2002، وتحدث عن »اجتياح الجمهور للملعب ما جعل السلطات الفرنسية تقرر منع تنظيم أي مباراة مع الجزائر في باريس، ليثبت أن الجمهور الجزائري جمهور »عنف، رغم أن لقاء الجزائر - فرنسا له خصوصية خاصة. والأكثر من هذا يتوجه نحو الجمهور الجزائري ويتوعدهم بالقول : إن مصر بلد الأمن )بمعنى أن الجزائر بلد الإرهاب( وأن الأمن المصري ليس مثل الأمن الجزائري، وأنه سيطرد خارج الملعب كل الأنصار الجزائريين الذين لن تتجاوز التذاكر المخصص لهم ألفين تذكرة. وراح يستدرج ضيوفه لينددوا بمبادرة »ورد لكل لاعب« وقال إن هذا لا يخدم المنتخب المصري، وهي في صالح المنتخب الجزائري. وتحامل على وزير الشباب والرياضة الجزائري الهاشمي جيار، وعلى الوزير المنتدب للاتصال عز الدين ميهوبي بسبب »مبادرة التهدئة« بين البلدين، وقال إن التهدئة بدعة جزائرية لأنها تخدمهم، وأن المطلوب من الجمهور المصري التأهل بأي طريقة، وقال أنه رفض استقبال عز الدين ميهوبي الذي زار القاهرة مؤخرا، لأنه ضد التهدئة، وقال حتى لو تأهل المنتخب الجزائري »لن يقول له مبروك«. ومن أجل تعزيز ثقافة الحقد والكراهية لجأ إلى ما ينشر في بعض المواقع الإلكترونية، وعرض على الشاشة صورة المنتخب المصري الذي استبدلت وجوه لاعبيه بوجوه فنانات مصريات. ثم راح يهتف للفنانين المصريين ليحرضهم ضد الجزائر. لكنه لم يترك حرية الكلام لمن كان يخالفه الرأي مثل الممثل الشهير صالح السعداني، الذي لم يرقه طريقة تقديم البرنامج، وقال للمنشط »لقد زودتها« ثم راح يسرد كيف أن أول لواء مدرع وصل مصر عام 73 جاء من الجزائر، وأن الجزائريين يكرمون الفنانين المصريين في كل مناسبة .. لكن المنشط أوقف الممثل وقال له نحن لا علاقة لنا بالسياسة. أما وقت البرنامج فقد تجاوز 3 ساعات من الحقد.. وفي ختامه وعد بأن يقدم مفاجأة لم تعرض أصلا عن المنتخب الجزائري يوم الجمعة القادم. عندما تعلق الأمر بالسياسة والمقاومة اللبنانية .. تم منع بث قناة المنار على النايل سات .. فلماذا الصمت عن بث الحقد والكراهية عن طريق قناة دريم؟ إذا كان لابد من الطلاق بين الجزائر ومصر .. فليكن بالتراضي .. والمصري مصر، والجزائري جزائري.