لم يعد غالبية أصحاب المحلات التجارية بالعاصمة بعد ثالث يوم من عيد الفطر لمزاولة نشاطهم فيما عرفت المخابز التي فتحت أبوابها استمرار الضغط المسجل بها خلال اليومين الماضيين، حيث تجلى ذلك بحدة في الأحياء الشعبية كباب الوادي وبلكور التي تراجعت بها وعلى غير العادة الحركية التجارية بدرجة محسوسة. فبحي كيتاني وساحة الساعات الثلاث والأزقة المجاورة لها ببلدية باب الوادي لم يعد غالبية أصحاب المحلات التجارية لمزاولة نشاطهم رغم انقضاء يومي عيد الفطر اللذين تزامنا هذه السنة مع نهاية الأسبوع ما شكل صورة غير اعتيادية لأبرز الأحياء الشعبية بالعاصمة. وحتى وان كان عدد المحلات التي عادت للعمل اليوم اكبر من المسجل يومي العيد إلا انه لم يكن شاملا لكل المحلات التي يعج بها قلب باب الوادي، التي غاب عنها أيضا غالبية أصحاب الطاولات المنتشرة بساحة الساعات الثلاث والذين لم تسمع أصواتهم كالعادة وهم ينادون بأسعار السلع التي يعرضونها بالمكان لجلب أكبر عدد من الزبائن. وبمحيط سوق »كلوزال« ببساحة أول ماي فكانت غالبية المحلات مغلقة بما فيها صيدلية ولم تعد للخدمة بشكل عادي سوى أكشاك بيع الجرائد وشحن الأرصدة الهاتفية وحتى المحلات الموجودة بقلب السوق المغطى لم تفتح كلها. نفس المشهد تكرر بأحياء بلدية بلوزداد التي مازالت بها صور طوابير المواطنين أمام المخابز سارية المفعول بعد انقضاء أول وثاني أيام العيد بالنظر إلى عدم فتح كافة المخابز لأبوابها شأنها شأن المحلات التجارية الخاصة ببيع المواد الغذائية العامة والأكثر استهلاكا. وببلدية المدنية لم يختلف الأمر كثيرا فطوابير الانتظار للمواطنين أمام المخابز ما زال متواصلا يقابله ازدحام غير مسبوق على العدد القليل من محلات الآكل السريع التي عادت للنشاط، وبقيت غالبية المطاعم ومحلات الأكل السريع بدورها موصدة في وجه الزبائن عبر كل من شوارع حسيبة بن بوعلي و ديدوش مراد وتليملي والعربي بن مهيدي والتي تراجعت بها حركة المواطنين على غير العادة، فيما عاد بعض من محلات بيع الألبسة للعمل وغالبية واجهاتها تعلن عن تخفيضات مست بالخصوص ملابس الأطفال. وبحسين داي وعلى امتداد سير خط الترامواي يمكن ملاحظة المحلات التجارية المغلقة سواء تعلق الأمر بالمطاعم أو العقاقير الحديدية أو الملابس أو المواد الغذائية وحتى الصيدلية ونفس الأمر يتكرر بأزقة البلدية التي بقيت فيها الحركة التجارية جد قليلة. يذكر، أن عدد التجار المسجلين بولاية الجزائر من قبل مديرية التجارة يبلغ 23.379 تاجر تم تسخير منهم 2699 للعمل في مداومة يومي العيد منهم 512 من أصحاب المخابز و 1912 من أصحاب محلات بيع المواد الغذائية والخضر والفواكه، فيما تم تجنيد 81 فرقة مكونة من 136 عون لمراقبة مدى احترام هؤلاء لبرنامج المداومة. تجدر الإشارة، أن وزارة التجارة كانت قد أفادت يوم السبت الماضي، أن أغلب التجار المعنيين بإلزامية فتح محلاتهم خلال يومي عيد الفطر لضمان تموين منتظم بالخدمات والمواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع قد احترموا برنامج المداومات المسطر، حيث بلغت نسبة احترام البرنامج 99.61 بالمائة من إجمالي التجار المعنيين بالمداومة. وينص القانون المتعلق بممارسة الأنشطة التجارية على غلق محلات التجار المخالفين لمدة شهر مع غرامة تتراوح بين 30 و 200 ألف دج.