كشف الشاعر الشعبي عمر بوجردة عن تنظيم المهرجان الوطني لأوزيا في طبعته الخامسة بمدينة سور الغزلان بولاية البويرة بداية السنة المقبلة، والذي يعرف مشاركة كبيرةللشعراء والمختصين الأكاديمين فضلا عن العروض التي ستقام طيلة التظاهرة.وفي حوار مع "صوت الأحرار" تحدث الشاعر عن واقع الحراك الثقافي بسور الغزلان المدينة التاريخية العريقة التي تزخر بموروث ثقافي هام. تم تكريمكم هذه السنة من طرف الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي، فكيف استقبلتم التكريم والإلتفاتة؟ سعدت كثيرا بهذا التكريم، الذي يلخص مسيرتي الثقافية ال37، من العمل والإجتهاد في مجال الثقافة الشعبية وهو إضافة ايجابية لشخصي المتواضع ولمدينة سور الغزلان وكل مبدعي ولاية البويرة، فكانت لي مشاركة تتميز عن المشاركة السابقة بقسنطينة، كما هو معلوم هذه السنة الملتقى العربي الخامس للأدب الشعبي تناول موضوع "السخرية في النص الشعبي العربي"، فهو موضوع جديد بالساحة العربية والوطنية أيضا، وشخصيا شاركت بتجربة أولى من نوعها بحيث لم أكتب في هذا المجال، فأنا اكتب في القصيدة العُشرية والإجتماعية أكثر وكذا الملحمية التي أعطيتها القسط الأكبر أيضا ولها وقع جميل في نفسي أما هذا النوع الذي تعلق بالسخرية هو جديد بالنسبة اليّ وهذا لم يمنعني من تقديم قصائد بهذا الخصوص. كما تم تكريمي إلى جانب كل من الشاعر طارق أبو النجا من مصر، مراد القادري من المغرب، صالح الرياني من ليبيا وبلقاسم بن عبد اللطيف من تونس وهذه إضافة جميلة تركت بصمة فرح في قلبي. بما أن موضوع السخرية في النص الشعبي العربي، يناقش كموضوع قائم بذاته على المستوى الوطني والعربي لأول مرّة. ما تعليقكم؟ طبعا بالنسبة للمبدعين الجزائريين هذا النوع جديد وكنوع معروف ولكنه ذاتي مختفي له أشخاص معينين، محصورا نوعا ما، لم يكن في إطار علني في المهرجانات والملتقيات كان نوع من الاحترام ربما لقضايا معينة أو ارتجالي لبعض الشعراء ولكن اليوم أصبح علني ويعتبر إضافة جميلة للأدب يقولها الشاعر حينما يرتجل قصائد في هذا المجال تمس الرأي العام بطريقة ساخرة بشكل من التمرد وهذا لمعالجة لأحداث كثيرة مع النصح والتوعية، والسخرية من أكثر الفنون رقيا وصعوبة ايضا لما تحتاج من ذكاء وفكر، وهي أداة دقيقة لابد من حسن استعمال المصطلحات والغايات لايصال المعنى والرسالة المرجوة من وراءها، وموضوع السخرية معروف جدا منذ القديم فهي نوع من التفريج عن النفس البشرية، إذا ألم بها شيئا قد يسؤها وهي المتنفس الرحب لها لبيان ضجرها وعدم رضاها بما أحّل بها من صروف الدهر ، وبالتالي تعتبر السخرية طريقة من طرق التعبير المتناولة في يومياتنا، والجميل خلال الملتقى اقتربنا اكثر من هذا الموضوع من خلال المحاضرات التي ألقيت على مدار الثلاثة الأيام بحيث المشاركات كانت عربية لنكون أذانا صاغيا لما مُيز كل بلد من رواده في هذا المجال على غرار القصائد التي صفق لها الحضور بقوة. أثريتم الساحة الثقافية بالعديد من الإصدارات ماذا بعد؟ سيصدر لي عن قريب لإثراء الساحة الثقافية ديوان جديد بداية من سنة 2016 تحت عنوان « العشاب» فيه مجموعة من القضايا التي تتناول العديد من العروض أتمنى من القارئ الكريم أن يجد ضالته فيه وهناك إصدار آخر وهو عبارة عن كتاب تاريخ المدن بعنوان « أبواب مدينتي « أتناول خلاله مدينة سور الغزلان العريقة والذي سيصدر منتصف السنة القادمة، كما أننا نحضر لاحتضان المهرجان الوطني أوزيا الخامس والذي هو احتفالية جميلة جدا للمدينة التاريخية العريقة، وهذه التظاهرة التي ينتظرها المهتمون بالشأن الثقافي ستعرف مشاركة كبيرة لزهاء الشعراء والنقاد والأكاديميين والمختصين في عدة مجالات، وهذه السنة أعطيناه بعدا جهويا مغاربيا فيما يخص الشعر لأنه سيحضره شعراء من تونس والمغرب أيضا، وللعلم أساس هذا المهرجان المحافظة على الإرث المادي حيث سيكون هناك برنامج ثري وضخم يتمثل في عروض منها الفروسية والفن التشكيلي الصناعة التقليدية، الأكلات الشعبية، الزخرفة، الفخار، كما أيضا تم برمجة مسابقات فكرية ناهيك عن الجانب الأكاديمي التاريخي كما برمجنا أمسيات شعرية للشعر الشعبي والعمودي وأيضا الرواية والقصص الخاصة بالأطفال ومن المرتقب مشاركة حوالي 32 ولاية. إذا ما تناولنا الشعر الشعبي سنجده يعاني من الإجحاف من طرف البعض، ما تعليقكم؟ هذا الأمر مفروغ منه، وهذا باتفاق جميع الباحثين والمهتمين بهذا المجال نلاحظ أن ثمار الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي، إيجابية إذ دغدغت وحركت المفكرين والأدباء والشعراء والمختصين لتقديم نهضة ايجابية واليوم جمعت العديد من الدواوين مع الاهتمام بكثير من طرف الهيئة كما أصبح أيضا للشعر مرجعيات تكتسب عن انطولوجيا الشعر الشعبي على غرار الشاوية والترقية والأمازيغية هناك موروث هام وضخم يُحضر بهذا الخصوص وبالتالي المادة موجودة يبقى فقط التجسيد وهذا ما نعمل عليه وهذا بدليل وجود الملتقيات المحلية والوطنية . معروف عن الشعر الشعبي الكم الهائل من المصطلحات التي تتشعب لمعنى واحد هل بالإمكان توحيد اللغة والشعر بهذا الخصوص لتأخذ محفلا عربيا؟ . إذا نظرنا إلى الشعر الشعبي نجد أنه مختلف ليس فقط على مستوى الوطن العربي وإنما في الجزائر أيضا لأنها عبارة عن قارة إذا ما ذهبنا إلى الوسط نجد الشاعر يختلف عن البيئة الأخرى، من حيث النكتة والحكاية والرواية فالمصطلحات واللهجات تختلف من منطقة لأخرى كل قبيلة وخصوصيتها تختلف في الميزان والرؤية والقافية وفي الحركات أيضا والبيت الشعري، فما بالك من أمور أخرى تدخل في البيئة الاجتماعية بشكل عام يصعب توحيد المصطلح فهناك ما يسمى عندنا الشعر الملحون والشعر المغنى أو الزجل عند «المغرب» أو "القصيد" إلى غير ذلك فالموروث الجزائري غنى جدا. كيف هي الحركة الثقافية بدائرة سور الغزلان؟ سور الغزلان تشهد سنويا حركة ثقافية فعالة من جمعيات وغيرها تنشط تحت رعاية دار الثقافة ومديرية الثقافة، وأيضا جمعيات خصوصية تنشط على مستوى دائرة سور الغزلان وكل جمعية تنشط على أساس قانونها ونظامها ولكن في سبيل الثقافة والمعرفة وهذا لانتعاش الحراك الثقافي، ونفس الشيء فيما تعلق بالشعر الشعبي لأننا كجمعية باستمرار نجمع المفكرين والشعراء ونحاول دوما إيجاد فضاء مناسب وملائم وهذا للمحافظة على الموروث الثقافي الشفوي والمادي كما نساير التكنولوجيا لنكون قريبين جدا من الشباب المبدع وشباب المنطقة، وهذا للمحافظة على الموروث الذي تزخر به المنطقة، فتاريخ مدينة سور الغزلان عريق جدا وعملنا جاهدين لنؤسس لمهرجان سنوي أعطيناه إسم أوزيا وهو الاسم القديم لمدينة سور الغزلان، ارتأينا الخروج بهذه المنطقة عن المألوف ومن قوقعة النسيان ليصبح هناك حراك دائم فالمهرجان ضخم من جميع المعايير، على غرار ما هو معروف من تاريخ "جميلة"و"تيمقاد"و"سيرتا"، وهذه المدن وُجدت تقريبا في نفس الفترة، ونحن كهيئة مختصة في الأدب الشعبي نثري هذه التظاهرة لنرفع من قيمة سور الغزلان لأنها مدينة عريقة. ناهيك عن الأيام الإعلامية لسور الغزلان التي ستحتضنها المكتبة الوطنية الحامة، وأيضا هناك مشروع القافلة الوطنية التي ستسير من السور إلى مستغانم. عمر بوجردة في سطور: انه ابن سور الغزلان العريقة، المدينة التي عاصرت المدن أوزيا التاريخية . من مواليد 1962، من عائلة مجاهدة ثورية مناضلة وثورية. المؤلف هو شاعر عصامي هاوي في البحث التاريخي والتراثي « تاريخ المدن» و « الأدب الشعبي» له رصيد في الثقافة الشعبية التي اكتسبها من مشايخ عدة، يعد الرقم والحد في تأسيس المهرجان الوطني أوزيا الثقافي والتاريخي لسور الغزلان، شارك بالعديد من المعارض المتنقلة عبر مختلف مناطق الوطن يحمل فيها وثائق وصور نادرة عن المعشوقة الأبدية والعظمة المنسية أو العذراء خلف الستار كما لقبها، إنها سور الغزلان القديمة و الحاضرة، متبوعة بمعلقات ومراجع تاريخية هامة، نال خلالها العديد من الجوائز والشهادات التقديرية الولائية والوطنية. منها جائزة أحسن بحث تاريخي عن مدينة سور الغزلان عام 1999 من طرف مديرية الثقافة لولاية البويرة، وسام الاستحقاق الأدبي لمهرجان أوزيا عام 2006، شهادة تقديرية من حلقة الحوار الثقافي اللبناني بمصادقة خمسة هيئات إبداعية عربية عالية عام 2007 في إطار جزائر عاصمة الثقافة العربية، وسام درع الرابطة الوطنية للأدب الشعبي 2012. ومن الإصدارات : ملحمة سور الغزلان، سور الغزلان الذاكرة والصورة، ناقشوا الحجارة، البويرة مهد الحضارات وملتقى الثقافات.