من المهم التنويه والإشادة بالإنجازات السينمائية و التلفزيونية وتأثيرها العالمي خاصة تلك المتعلقة بالأنبياء والرسل وسير الصحابة وما إلى ذلك. من المعلوم أن ما أنجز في الغرب عن النبي عيسى عليه السلام فاق 100 فيلم وما أنجز عن النبي موسى فاق 40 فيلما وأما عن رسالة الإسلام فليس هناك إلا رائعة الرسالة للمخرج الراحل مصطفى العقاد، والمسلسلات الأخيرة الإيرانية عن المسيح وعن يوسف وعن ميريم، دون نسيان الفيلم المثير للجدل الذي يعرض عن طفولة محمد عليه الصلاة والسلام. الإشكال الكبير من الناحية الفنية هو أن هذه النوعية من الأفلام غالبا ما تواجه رفضا دينيا من فئة كبيرة وتتصادم مع الفتاوى من ناحية أخرى. فمثلا كان رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي أجاز تجسيد أدوار الصحابة بضوابط شرعية مستثنيا الأنبياء وأمهات المؤمنين والخلفاء الراشدين وثلاثة فقط من العشرة المبشرين بالجنة هم أبو عبيدة عامر بن الجراح وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام لما لهم من منزلة خاصة بين الصحابة والمسلمين. غير أن المفتي العام للسعودية خالفه الرأي مفتيا بعدم جواز تجسيد الصحابة بشكل نهائي بصورة تمثيلية أو كاريكاتورية عبر شاشات التلفزيون. وقال "هذا لا يجوز ويثير المسلمين على هذا الأمر، فالمسلمون إذا سمعوا من يسيء إلى دينهم ونبيهم ويستهزئ به يقفون من الجهات التي تعرض ذلك موقف عداء.. أما آن للعلماء السُنة أن يجتمعوا ويتفقوا على اجتهاد واحد ليحرروا الفن وأهله عسى أن نقدم شيئا خالصا للآخر عن هويتنا وثقافتنا وديننا دون العودة للكتب والترجمات والمحاضرات وما إلى ذلك؟ من المهم إصدار فتوى بإجماع أو فتح باب الاجتهاد للنظر في المعايير الدينية والفنية من أجل إنجاز هذا النوع من الإنتاج الدرامي التلفزي والسينمائي المطلوب في السوق الدولية بنهم في ظل شغور الأرواح وطغيان المادية والتيه والاضطرابات والفتن. أما بعد: "الإنسان ذلك المجهول" ألكسيس كاريل