دعت أمس الإطارات النقابية لولاية الجزائر العاصمة في تجمع احتجاجي عقدته أمام مقر المركزية النقابية، الأمين العام عبد المجيد سيدي السعيد، إلى تنصيب لجنة مؤقتة تقوم بالاستماع إلى انشغالات العمال وذلك في انتظار تنصيب لجنة لتحضير المؤتمر الذي لم يُعقد منذ أكثر من 10 سنوات ووجه النقابيون المشاركين في الاحتجاج انتقادات شديدة لصالح جنوحات، المسؤول الأول على الاتحاد الولائي، محملين له المسؤولية في الاقصاءات التي شملت أغلبية الأعضاء وتعيين المسؤولين النقابيين دون انتخاب. تجمع صبيحة أمس عدد معتبر من الإطارات النقابية التابعة لولاية الجزائر أمام مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين في احتجاج يعتبر الثاني من نوعه بعد ذلك المنظم بتاريخ 18 ماي أمام مقر الاتحاد الولائي، وقد وصف هؤلاء الوضعية النظامية داخل الاتحاد الولائي ب"المأساوية والكارثية" بسبب ما أسموه "الاقصاءات والتخويفات وتعيين المسؤولين النقابيين بدون انتخاب وتحرير محاضر تنصيب الهياكل النقابية في المقاهي وغياب الجمعيات العامة للإطارات النقابية والمؤتمرات المصطنعة". وندد المحتجون بعدم انعقاد اجتماعات اللجنة التنفيذية ومؤتمر ولاية الجزائر العاصمة مدة 11 سنة وكذا بالاقصاءات التي مست أغلبية أعضاء الأمانة ناهيك عن "خنق" كل أشكال التعبير النقابي "المملى من طرف المسئول الأول عن الاتحاد الولائي" مما سمح بهجرة النقابيين والعمال إلى النقابات الحرة. كما نددوا بما أسموه "غياب التكفل بالمنازعات الاجتماعية المهنية ومشاكل العمال والتواطؤ الكارثي للمسؤول الأول عن الاتحاد بخصوص قضية انعدام التمثيل الحقيق للعمال". ومن هذا المنطلق دعت هذه الإطارات الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، عبد المجيد سيدي السعيد إلى تنصيب لجنة مؤقتة تتكون من الإطارات النقابية، على أن تقوم هذه الأخيرة بالاستماع إلى انشغالات العاملات والعمال في انتظار تنصيب لجنة لتحضير المؤتمر الولائي من قبل الأمانة الوطنية، وأوضحت أن هذا الطلب يأتي بهدف صون وحفظ الوحدة النقابية والدفاع عن مصالح العمال كما يأتي استجابة لإرادة ومطالب العمال. وردد المحتجون شعارات "بركات من الحقرة بركات" في إشارة إلى ما يقوم به صالح جنوحات حسب تصريحاتهم، موضحين أن حرية التعبير موجودة حتى في الثكنة العسكرية فكيف "لشخص واحد يمنع هذه الحرية في منظمة نقابية". وقد تم تقديم مطلبهم إلى الأمانة الوطنية وذلك في غياب الأمين العام عبد المجيد سيدي السعيد الذي يوجد في جنيف في إطار اجتماعات المكتب الدولي للعمل الذي انطلقت منذ 28 ماي الفارط، كما أقروا مواصلة الاحتجاج إلى غاية تحقيق مطلبهم، بحيث يرتقب تنظيم احتجاج آخر مباشرة بعد عودة سيدي السعيد. ويأتي احتجاج الإطارات النقابية لولاية العاصمة في إطار التطورات التي انتهى إليها المؤتمر الحادي عشر، بحيث لم يتم لغاية الآن وبعد مرور أكثر من شهرين عن عقده، انتخاب أعضاء الأمانة الوطنية، وهو ما لم يحدث بمثل هذا الشكل في المؤتمرات السابقة، علما أن مصادر مقربة من الأمين العام كانت أكدت لنا أن اجتماع اللجنة التنفيذية سيعقد نهاة شهر جوان الجاري.