ألح وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي الطيب لوح، أمس، على ضرورة تكثيف الجهود وتوحيدها من أجل تحقيق التكامل العربي في مختلف المجالات، داعيا في هذا الصدد إلى أهمية وضع إستراتيجية منسقة لمواجهة التكتلات الإقليمية والدولية، الى جانب إنشاء شبكة عربية للمعلوماتية في عالم الشغل للتحكم بدقة في المعطيات المستقبلية. أوضح الطيب لوح في ندوة صحفية نشطها عقب اختتام أشغال المؤتمر العربي الأول لتشغيل الشباب بمعية المدير العام للمنظمة العربية للعمل احمد محمد لقمان، أن الإمكانيات التي تتوفر عليها المنطقة العربية والمتمثلة أساسا في ثروات النفط والمياه والفلاحة تستحق استغلالها لتحقيق هذا التكامل، مؤكدا أن هذه الثروات يستدعي استغلالها في إطار »إستراتيجية عربية موحدة « قصد التوصل الى مواجهة التكتلات الإقليمية والدولية، لاسيما في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، كما يرمي هذا المسعى الى تحقيق تنمية اقتصادية متكاملة ومستدامة لجعل المنطقة العربية منطقة منتجة بدل من منطقة استهلاكية فقط. وأشاد الوزير بنتائج أشغال هذا المؤتمر الذي من شانه المساهمة في تحقيق أهداف العقد العربي للتشغيل 2010-2020، والذي يرمي إلى تخفيض من حدة البطالة إلى النصف والزيادة في الإنتاج الى 10بالمائة، مشيرا في ذات السياق الى أن ذلك يتطلب تحسين مستوى التكوين المعرفي والتقني وموائمته مع متطلبات سوق العمل لتحقيق تنمية اقتصادية تتماشى والمتغيرات الاقتصادية العالمية الجديدة المبنية على اقتصاديات المعرفة. وفي هذا الشأن، ألح لوح على وجوب إنشاء شبكة عربية للمعلوماتية في عالم الشغل للتحكم بدقة في المعطيات المستقبلية، مذكرا بتجربة الجزائر في مجال عصرنة نظام الضمان الاجتماعي منذ سنتين، وعن تجربة الجزائر في مجال التشغيل لفائدة الشباب، ذكر بكل الإجراءات التي اتخذت في هذا المجال لإدماج شريحة الشباب في عالم الشغل مشيرا الى الآليات التي اعتمدت لتحفيز الشباب لإنشاء مؤسساتهم المصغرة والمتوسطة، كما أشار الى التخفيضات التي تستفيد منها المؤسسات الاقتصادية عند توظيف الشباب من طالبي العمل لأول مرة باستفادتهم من تخفيضات في الضرائب. وأكد لوح في هذا الصدد أن تجربة الجزائر قد أفضت الى تخفيض معدلات البطالة، داعيا الى وجوب تبادل التجارب ما بين الدول العربية لإيجاد حلول مبتكرة وفعالة لتشغيل الشباب، ومن جهته أشاد المدير العام للمنظمة العربية للعمل احمد محمد لقمان في هذه الندوة الصحفية بتجربة الجزائر في مجال التشغيل لفائدة الشباب، داعيا الدول العربية إلى الاقتداء بها لأنها -- كما قال -- تحتل الصدارة في السياسة التنموية والإجتماعية، مبرزا سي لقمان على أهمية هذا اللقاء الذي ساهم في توسيع دائرة الحوار ما بين الدول العربية حول قضية تشغيل الشباب، مبرزا أهمية دعم التكوين والتأهيل لفائدتهم. من جهة أخرى، أثار لقمان إشكالية الهجرة من الوطن العربي الى الدول الغربية والمتقدمة في ظل التغيرات والمعطيات الدولية الحالية التي تتوجه نحو الهجرة الانتقائية، مبرزا أهمية لجوء بعض الدول العربية من جهتها إلى التقليص من استخدام العمالة الأجنبية، كما يرى أن الاستثمار الأمثل في الوطن العربي يتوقف على إدماج الشباب في عالم الشغل باعتبارهم مصدر قوة وطاقة إبداعية هامة في مختلف الميادين.