عاشت مدينة باتنة وكل مناطق الأوراس الكبير ليلة مجنونة عقب إعلان الحكم عن نهاية مباراة المحاربين والفراعنة حيث خرج أكثر من مئة ألف مواطن إلى الشوارع الرئيسية للاحتفال بملحمة أم درمان واقتطاع تأشيرة المرور إلى المونديال. الاحتفالات كانت عارمة ومشجعو الخضراء فعلوا كل شيء في هذه الليلة الاستثنائية فقد غنوا ورقصوا وهتفوا بحياة الرئيس بوتفليقة الحاج راوراوة الشيخ سعدان وكل اللاعبين كما كان البارود حاضرا بفضل فرق الخيالة التي شاركت في هذه الاحتفالات هذا الكوكتيل الجميل الذي صنعه أبناء الأوراس كان مدعوما بزغاريد حرائر الشاوية وشماريخ الشباب أو الصواريخ كما يسميها الفراعنة والرايات الوطنية التي اكتسى بها الأطفال والشيوخ والنساء وجميع المحتفلين كل بطريقته الخاصة وهذه الأجواء عاشتها مدن بريكة نقاوس مروانة وآريس وكل شبر من أرض الأوراس الشامخ وقد صرح بعض المجاهدين الذين شاركوا أحفادهم هذه الاحتفالات قالوا أن ما حدث الليلة شبيه بما حدث في صائفة 1962 عندما خرج الشعب الجزائري إلى الشوارع في كل المدن الجزائرية احتفاء بالاستقلال وخروج المستدمر الفرنسي من البلاد . في السياق ذاته شهدت مدينة باتنة حدوث أول خبر سيئ بوفاة سيدة سكتة قلبية بعد نهاية المباراة عندما كانت تعبر عن فرحتها الشديدة بالترشح للمونديال في الوقت لم تقطع إذاعة باتنة بثها الذي تواصل إلى غاية منتصف الليل بعدما خصصت حصة مفتوحة للمواطنين لتقديم التبريكات بالتأهل إلى المونديال كما تم دعوة بعض المدربين لتحليل المباراة وشاركت يومية صوت الأحرار عبر مراسلها الاحتفالات التي لم تنقطع إلا مع بزوغ فجر جديد بعدما فضل المشجعون الخلود إلى النوم قبل العودة في اليوم الموالي إلى مواصلة صنع الفرحة التي عاشتها بصفة خاصة ساحة السكوار الواقعة قبالة المسرح الجهوي بقلب مدينة باتنة والتي شهدت ظهر أمس الأول حفلا فنيا تطوع لإحيائه فنانو الأغنية الشاوية في صورة نصر الدين حرة وحليم شيبة والشاب مامين وحميد بلبش الذين قدموا للجمهور الغفير الحاضر كوكتيلا غنائيا جميلا من الأغاني الشاوية الناجحة والرياضية التي صدرت مؤخرا وعرفت رواجا غير مسبوق إلى ذلك كشف الحارس الدولي الأسبق والمدرب الحالي لشباب النصر السعودي من السعودية عبر الهاتف عن سعادته الكبيرة لتأهل فريق بلاده مؤكدا أنه لم يشاهد المباراة بسبب تواجده في الطائرة مع فريقه في تنقل لإجراء إحدى لقاءات البطولة مضيفا أنه لم يتعرف على نتيجة المباراة إلا بعد أن فاجأه المسيرون واللاعبون بتهنئته ليكتشف وقتها أن الجزائر تأهلت إلى المونديال وفي وصفه لأجواء الفرحة في السعودية قال أنه لا يمكن وصفها مضيفا أن الجالية الجزائرية تابعت المواجهة في الصالات والفنادق والمنازل وكانوا على أعصابهم قبل أن تنفجر الفرحة الكبرى عند صافرة النهاية.