قال عبد القادر حجار سفير الجزائر بجمهورية مصر، وممثلها الدائم بجامعة الدول العربية، إنه من غير الممكن أن تقدّم الجزائر أي اعتذار للمصريين لأنها لم ترتكب أي شيء يستحق ذلك، كما نفى في سياق تداعيات الأزمة المفتعلة في أعقاب إقصاء المنتخب القومي المصري من التأهل إلى المونديال بعد هزيمته بالخرطوم أمام منتخبنا الوطني »وجود أي وساطة للجامعة العربية« لتهدئة الوضع بين البلدين. دافع عبد القادر حجار في تصريح خصّ به جريدة »اليوم السابع« المصرية، باستماتة كبيرة عن موقف الجزائر حيال ما خلّفته مباراة الأربعاء الماضي بين المنتخب الوطني ونظيره المصري، وقد ظهر جليا من خلال مقال هذه اليومية أن الصحفية التي نقلت تصريحات سفيرنا بالقاهرة حرصت كل الحرص على تحريف كلامه بشكل جعله يخدم توجهات وموقف الشارع المصري، حيث لم تتحدّث لا من قريب ولا من بعيد عن الأسباب التي دفعت بالسفير إلى تأكيد رفض الجزائر القاطع تقديم الاعتذار مثلما تسعى إلى ذلك بعض الجهات المصرية المتعصبة خاصة تلك التي لم تهضم الانتصار الباهر والمستحق لأشبال رابح سعدان في السودان بعد أن قهروا الفراعنة باقتدار. والأكثر من ذلك فإن الجريدة المصرية حاولت، وهي تستعرض تصريح حجار، تلفيق كل التهم التي »تدين« من خلالها الجزائريين بارتكاب اعتداءات في حق الجالية المصرية هنا بالجزائر، وهو أمر لم يفت ممثلنا الدائم بالجامعة العربية الذي عرف كيف يردّ على هذه الاتهامات برزانة عندما أعطى الانطباع بأن شيئا من هذا القبيل لم يحدث وبالتالي ليس هناك ضرورة ولا هو من غير الطبيعي والمعقول أن تعتذر الجزائر عن أمور لم تحدث، وهو ما يؤكد موقفنا بلادنا الثابت من اتهامات المصريين خصوصا وأنها تعاملت بدبلوماسية كبيرة مع التطورات الأخيرة رغم التطاول الحاصل من الطرف الآخر. وردّا على التصريحات الأخيرة التي نسبت إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، والتي أشار فيها إلى وجود اتصالات لاحتواء الوضع الذي وصفه ب »الخطير«، أفاد سفير الجزائر بمصر أنه لم يلتق عمرو موسى ولم يتحدث معه مطلقا في هذا الشأن، لافتا إلى أن أي وساطة كان يجب أن تمرّ من خلاله بصفته مندوب الجزائر في الجامعة العربية، وعلى حدّ تقديره فإنه لم يعد هناك مجال لأي وساطة لحل الخلاف بين البلدين. وتابع عبد القادر حجار المعروف بصراحته وصرامته في مثل هذه المسائل، بأنه لم يسمع قطّ بوساطة تقوم بها الجامعة العربية بين مصر والجزائر لتطويق الأزمة التي نشبت بينهما مؤخرا على خلفية »أحداث الشغب والاعتداءات« التي زعمت بعض الجهات المصرية بأن جماهير الجزائر ارتكبتها ضد المصريين في الخرطوم الأربعاء الماضي بعد انتهاء المباراة الفاصلة بينهما، هذه المزاعم نفتها السلطات السودانية جملة وتفصيلا. وعلى صعيد آخر أشار حجار في حديثه إلى أن وضع الرعايا المصريين بالجزائر مخالف تماما لما تحاول بعض الجهات نقله للرأي العام المصري تأجيجا للوضع، حيث جاء على لسانه قوله: »إن الوضع في الجزائر قد هدأ، ولا يوجد أي احتجاجات ولا تظاهرات والمصريون هناك آمنون«، مضيفا بأن الجزائر لن تعمل على تصعيد الموقف حيال هذه الأزمة المفتعلة، غير أنه توقّع أن ينعكس موقف المحامين المصريين الذي تمادوا كثيرا وتجرّؤوا على حرق العلم الجزائرى »سلبا على الموقف، خاصة إذا استمر التوجه بالتصعيد«. كما لم يخف المتحدّث استنكاره الشديد عندما حوّلت مجموعة من المحامين المصريين العلم الجزائري إلى هدف للتنكيل به وحرقه في الشوارع أثناء احتجاجهم، حيث اعتبر أن هذا التصرف لا يليق بمحامين مصريين مثقفين، معبّرا عن موقفه بالتأكيد: »إن الأمر لم يعد احتجاج مجموعة شباب متعصبين غاضبين، وإنما يبدو أنه توجه أكبر من ذلك، ومن المؤسف أن يصدر هذا التصرف من مثقفي مصر«، وهي رسالة واضحة من الجزائر تؤكد في مضمونها بأن الأزمة الحالية تحرّكها أطراف مصرية عن قصد خاصة عندما تصل الرداءة إلى »الطبقة المثقفة بحجم المحامين«. جدير بالإشارة إلى أن الأمين العام لجامعة الدول العربية كان قد صرّح بوجود اتصالات مع مصر والجزائر والسودان للإحاطة بما أسماه »الفتنة« الناجمة عن مباراة الأربعاء، مؤكدا أنه لا بد من تطبيق القانون على الجميع في البلدان الثلاثة، وأوضح موسى أن الجامعة العربية تتصل بكل الأطراف المعنية،كما ذكر أنه أجرى اتصالات عديدة خلال اليومين الماضيين مع كبار المسئولين في مصر والجزائر والسودان، مشدّدا على أن الجامعة سوف تواصل اتصالاتها للإحاطة بهذا الموضوع الخطير.