أصدرت محكمة الجنايات لمجلس قضاء سكيكدة حكما يدين المدعو "ش.س" في العقد الخامس من عمره بالسجن النافذ لمدة 5 سنوات والمتهم بارتكاب جريمة قتل بشعة مع سبق الإصرار والترصد في حق المدعو "د.ص" في العقد الثالث من العمر والذي كان على علاقة عاطفية مع بنت المتهم لأكثر من أربع سنوات لتنتهي بجريمة قتل دامت أطوارها في رواق محكمة الجنايات أكثر من أربع ساعات. وقائع هذه القضية تعود إلى يوم 12 جانفي 2005 حيث عاد المتهم "ش.س" من مزرعته الكائنة بالقرب من بلدية مجاز الدشيش وبالضبط في المنطقة المسماة علي هزيلة، وحين طرق باب مسكنه لاحظ وجود الضحية واقفا فوق سطح المنزل يترصد عشيقته فسارع إلى مكان وجود سلاحه الناري وهو عبارة عن بندقيته صيد عيار "16 ملم" وصوبها باتجاه الضحية الذي غادر المكان مسرعا عائدا إلى حديقة مسكنه المجاور إلا أن المتهم لحق به هناك وأطلق عليه عيارين لينقل على إثرها إلى مستشفى العايب الدراجي بالحروش ومنه إلى مستشفى سكيكدة المركزي أين لفظ أنفاسه الأخيرة في اليوم الثاني. وبعد أن أطلع الجاني على وفاة الضحية قام بتسليم نفسه إلى الدرك الوطني بذات البلدية ليصرح أمام المحكمة بأنه لم يكن ينوي قتل الضحية وإنما تخويفه بإطلاق عيارات نارية صوبه مؤكدا أن القتيل كان يهدد ابنته بالسلاح الأبيض ويضغط عليها كي تخرج معه، وقد لحق بها إلى مدينة قسنطينة عندما هربت منه وأجبرها على التقاط صور معها، مضيفا أنه اشتكى منه مرارا إلى الدرك الوطني كما أرسل إلى والده وسطاء من الجيران وأعيان القرية إلا أن كل هذا لم ينفع معه وبقي يهدد ابنته وسائر أفراد العائلة. ومن خلال شهادة ابنة المتهم "ش.م" أمام المحكمة اتهمت الضحية بأنه سكير ويتناول المخدرات وأنه كان يهددها باستمرار بواسطة خنجر إلى حد توقيفها عن مواصلة الدراسة، وعندما سألها رئيس المحكمة بأن الصورة التي التقطها الضحية معها تظهرها مبتسمة ولا توحي أبدا بأنها أجبرت بالقوة على التقاطها نفت ذلك وقالت بأن الصورة تمت بواسطة التهديد وأن الضحية عندما سمع بتنقلها إلى مدينة قسنطينة لحق بها هناك في مسكن أحد أقاربها. المحكمة استمعت فيما بعد لشهادة فتاة جارتهم بحكم وجود المسكنين بجانب بعض لتصرح بأن الضحية كان على علاقة مع ابنة المتهم وكان يأتي إلى سقف مسكنها لملاقاة عشيقته، وقالت الشاهدة بأنه أكد لها استعداده لتركها إن أرادت هي ذلك كما أنه كان يعتزم التقدم إلى أهلها لخطوبتها، لتضيف مؤكدة بأن الحجارة التي كان يرمي بها صوب مسكن المتهم كانت فقط من أجل تنبيه عشيقته لوجوده بالقرب منها ولم يكن يقصد الإساءة سواء إلى عائلة المتهم أو إلى ابنته، وأشارت الشهادة إلى أن سيرته كانت حسنة ولم تبدر منه أية أعمال أو سلوكات منافية لقواعد الأخلاق والآداب العامة. ممثل النيابة العامة أثناء أسرد وقائع القضية وفصولها أمام المحكمة اعتبر الفعل الذي قام به المتهم جريمة قائمة والتمس المؤبد للمتهم، في حين أن تدخلات هيئة الدفاع صبت في مجملها في كون المتهم لم يكن يقصد قتل الضحية وإنما الدفاع عن شرفه وهيبة عائلته وأن الضحية هو الذي بادر إلى التواجد بالقرب من مسكنه وكان يقصد تخويفه لا غير، بعد المداولة حكت محكمة الجنايات بالسجن النافذ لمدة خمس سنوات.