أكد عدد من المثقفين المصريين دعمهم لقرار وزير الثقافة فاروق حسني بدعوة الجزائر للمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، خاصة بعد إرتفاع أصوات لبعض الناشرين بالمطالبة بمنع الجزائر من المشاركة في المعرض، ووصف المثقفون أن ما حدث في مباراة السودان لايمكن أن يؤثر في تلك العلاقة بين البلدين، مشدّدين على أن إسرائيل هي المستفيد الوحيد من الخلافات العربية وزيادة حدتها. ويرى الروائي يوسف القعيد إن هذا القرار صائب وجيد، وصافا إيّاه بأنه سيفتح صفحة للعقل بين البلدين، بعد الصفحة الهوجاء التي هبت عقب مجرد مباراة لكرة القدم، كما جزم أن إسرائيل المستفيد الحقيقي منه، دون أن نقول إنها كانت وراء ذلك لأننا لسنا أدوات في يدها، ولأن ذلك يقلل من قيمة البلدين. ومن جانبه قال الروائي جمال الغيطاني رئيس تحرير أخبار الأدب » إن مجرد التفكير في مقاطعة الجزائر وعدم دعوتها للاشتراك في معرض القاهرة الدولي للكتاب جريمة كبرى«، مضيفا »الجزائر بلد عربي مهم، وثقافته جزء أساسي من الثقافة العربية، ويكفيها أنها أنجبت البطل والمفكر الأمير عبد القادر الجزائري، فضلا عن أن الحضارة الجزائرية أثرت في مصر حيث مهد الدعوة الفاطمية التي جاءت من بلاد المغرب العربي« وبدوره شدّد الكاتب جمال فهمي عضو مجلس نقابة الصحفيين ورئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية، على أن مشاركة الجزائر أمر طبيعي وحتمي قائلا » الجزائر ليست إسرائيل حتى نصدر قرارا بمنعها من المشاركة، وما جرى في مباراة أم درمان شيء شاذ، ولا يمكن لهذه الحرب التي شنها الإعلام أن تمحو خصوصية العلاقة الطيبة التي تربطهما، والمشاركة أمر طبيعي لم تكن في حاجة إلى قرار من وزير الثقافة« أما الكاتب المسرحي علي سالم فقد وصف مشاركة الجزائر في المعرض مسألة طبيعية، قائلا » كنت سأشعر بالضيق لو لم تشارك الجزائر، لأنه لن تحدث أي تطورات أخرى من شأنها الإضرار بمصالح البلدين، كما أن مشاركة الثقافة الجزائرية بإنتاجها في المعرض كان شيئا ضروريا حتى لا تزيد الفجوة«. في حين أكد الكاتب يسري الجندي أنه يؤيد هذه المشاركة، مؤكدا أن هذا الموضوع لا يخص الشعوب على الإطلاق، وأن من له مصلحة في التصعيد والفوضى بين البلدين كانت أطراف أخرى، والذي يربط مصر والجزائر معا ليس بالسهولة ضربه بالطريقة التي كانت تتم في مباراة كروية، وما فعله حسني هو خطوة رشيدة في الاتجاه الصحيح، مضيفا أنا لا أتصور أن هناك مثقف مصري سيرفض مشاركة الجزائر في المعرض ومن يعترض على ذلك فليقدم لي مبررا لذلك، فالثقافة الجزائرية جزء من الثقافة العربية ، فشعبها عربي وتاريخه النضالي من حركة التحرير الوطني في العالم العربي، وهناك ثوابت جغرافية وتاريخية ومصالح مشتركة بين البلدين«. ومن جانبه أشار الكاتب لويس جريس إلى أن مشاركة الجزائر لاتحتاج إلى قرار من حسني أو إلى نقاش، لأن من البديهي أن تشارك كل الدول العربية في المعرض، ولابد من معرفة الأسباب الحقيقة التي أدت إلى تدهور العلاقات بين البلدين ودراستها جيدا«، أما الكاتب والناقد رفيق الصبان فقال » أنا في رأيي أن الثقافة لا تحدها حدود، ووجود الجزائر في معرض الكتاب بالقاهرة أمر بديهي ولا يمكن التنازل عنه«. وفي ذات السياق أكد رئيس مجلس الشعب أحمد فتحي سرور أن مصر ليست في خصومة أو خلاف مع الجزائر في أي مجال سوي في المجال الرياضي، مؤكدا أن ذلك لن يتعدي نطاق الرياضة، ما يعني ضرورة مشاركة الجزائر في المجالات الأخرى، ومعربا عن تأييده لقرار فاروق حسني بدعوة الجزائر للمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب.