نفى وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله، أن تكون عضوية البعثة الوطنية المكلفة بتأطير الحجاج الجزائريين بالبقاع المقدّسة »مفتوحة لمن هبّ ودبّ« أو أن تتم على أساس القرعة، وأكد أن وزارته هيئة تحترم نفسها ولا يمكن أن تقبل بمثل هذه الأمور، مشيرا إلى أن البعثة تتشكل من إطارات الأمة، فيما استبعد في المقابل إمكانية الاستعانة بالجالية الوطنية المقيمة بالمملكة السعودية لتتولى بعض المهام. اعتبر غلام الله خلال ردّه على سؤال شفوي بالمجلس الشعبي الوطني طرحه النائب مصطفى بن عطا الله، أنه ليس من الواقعية اللجوء إلى الجالية الوطنية بالمملكة العربية السعودية للتكفل بالحجاج الجزائريين، بل وأكد بأن منطق النائب غير قابل للتطبيق لعدة أسباب حصرها أولا في اشتراط السلطات السعودية حصول هؤلاء على إذن منها بناء على الاتفاق الذي يجمع الدولتين، بالإضافة إلى مقاييس أخرى قال إنه لا يمكن أن تتوفر لدى جاليتنا هناك وهي تتعلق بالكفاءة »لأننا بحاجة إلى أطباء وكفاءات متخصّصة في التسيير المالي وغيرها.. وبالتالي لا نعتقد أن مثل هذه الشروط متوفرة«. لكن الأكثر أهمية في كل هذا أن هذه العملية، بحسب وزير الشؤون الدينية، فيها الكثير من »المحاذير« على أساس تخوّف السلطات الجزائرية من استغلال الاحتكاك بالحجاج لنشر وزرع ما أسماه »أفكار سياسية متطرّفة«، مضيفا بأن هذا الأمر بالذات يدفع إلى تفضيل تعيين أعضاء بعثة الحج جميعهم من داخل الجزائر، كما أعاب غلام الله تعامل النائب مع الوضع بنوع من السلبية والتحامل عندما وجّه له وابلا من الانتقادات. وقد احتدم النقاش بين النائب بن عطا الله والوزير غلام الله في جلسة نقلها التلفزيون على المباشر، ووصل الأمر بينهما إلى حدّ تبادل رسائل مشفّرة دفعت بالأول إلى الانسحاب عندما ردّ عليه الأخير بالقول »سلاما سلاما سلاما« وهي العبارة التي ترقه واعتبر أن وزير الشؤون الدينية أساء احترامه، وبدا من سؤال النائب أنه كان ناقما على الوزارة خاصة لدى تكراره عبارة »أنا كلامي بارود..« لأكثر من مرة ليردّ عليه غلام الله »أتمنى أن يكون كلامي من عسل لأن العسل فيه شفاء للناس أما البارود فإنه يقتل الناس..«. وبالعودة إلى ردّ الوزير بخصوص بعثة الحج فقد نفى الكثير من المعطيات التي جاءت في نصّ السؤال الشفوي بدءا من القول بأن أعضاء الأخيرة يتم اختيارهم عن طريق القرعة، وهو أمر نفاه جملة وتفصيلا مؤكدا بلهجة فيها الكثير من العتاب »نحن لا نستعمل القرعة أبدا لاختيار الأعضاء وإنما نعتمد معايير الكفاءة والعلم وقوة التأثير والإقناع وكذا التمتع باحترام الحجاج..«. كما رفض بوعبد الله غلام الله المنطق الذي تحدّث به النائب بن عطا الله، وقال إن عضوية البعثة الوطنية للحج »ليست مفتوحة لم هبّ ودبّ.. ولا نعتقد أن كل من هبّ ودبّ يقبلون في مؤسسة تحترم نفسها«، مخاطبا سائله: »إن الإداريين الذين يضطلعون بمهمة الإسكان وغيرهم لا ينتقون على أساس النزوات ولكن على أساس أنهم إطارات الدولة التي وضعت فيهم الثقة..«. وبدا واضحا حرص وزير الشؤون الدينية على إبراز العيوب التي تضمّنها سؤال النائب، حيث أورد أن العدد الرسمي لأعضاء البعثة يبلغ 800 شخص وليس 500، أي بمعدل عضو واحد لكل 50 حاجا جزائريا، كما خالف الوزير سائله أيضا في أن عدد أعضاء بعثة إندونيسيا وماليزيا أقل بكثير من الجزائر رغم قلة عدد حجاجهما مقارنة مع بلادنا وذلك بالتأكيد أن عضوا واحدا لكل بعثة من هذين البلدين يقابله 25 حاجا، وخلص في الأخير إلى أن أعضاء بعثات الحج يحدّد بالتنسيق مع السلطات السعودية على أن لا يتجاوز المتوسط عضو لكل 50 حاجا.