انقسم الشارع الجزائري ما بين متخوف ومترقب ومقاطع للقاح أنفلونزا الخنازير الذي كثر بشأنه الجدل في العديد من البلدان الغربية وحتى العربية، التي أبدت تخوفها من مضاعفات اللقاح الذي يبقى مجهول العواقب عند الكثير من المختصين الذين شككوا في مصداقية وفعالية اللقاح، مما زرع نوعا من الحيرة والتردد عند الجزائريين الذين اعتبر الكثير منهم اللقاح "شر لا بد منه". * عشية وصول 900 ألف لقاح مضاد لأنفلونزا الخنازير من أصل 20 مليون لقاح ستستلم على دفعات إلى غاية ماي 2010، موجهة بالدرجة الأولى إلى عمال قطاع الصحة وموظفي الجمارك والمطارات والموانئ، ثم أعوان الأمن والنساء الحوامل ليأتي بعد ذالك دور الأطفال الرضع وتلاميذ المدارس وجميع المواطنين الجزائريين ما دون 24 سنة، أبدى عدد كبير من المواطنين تخوفهم من المضاعفات المجهولة لهذا اللقاح، معتمدين في آرائهم على تصريحات عدد كبير من المختصين عبر القنوات الفضائية الذين أكدوا أن هذا اللقاح مستوحى من سلطنات حيوانية بالإضافة إلى تضمنه على مادتي الزئبق والسكوالين، وفي هذا الشأن يقول السيد "ش.ر"35 سنة، أستاذ "أنا لست معنيا باللقاح، لأنه يمس بالدرجة الأولى الأطفال والشباب، لكني قررت عدم تجريبه على أبنائي المتمدرسين، لأني تابعت عددا معتبرا من الحصص التي أثارت جدلا حول هذا الموضوع، وأكد فيها المختصون أن اللقاح المضاد لوباء أنفلونزا الخنازير بعد فحصه تبين احتوائه على مادة السكوالين وعدد آخر من المواد الضارة بصحة الإنسان وبالتالي ستسهم تلك اللقاحات في تدني القدرة العقلية لدى كل من يتم حقنه بهذا اللقاح وستنخفض معدلات الذكاء لديه ومعدلات الخصوبة وكل ذلك من أجل السيطرة على الفئة المصابة من قبل الفئة الأشد ذكاء، وأضاف السيد "ر.م" 40 سنة، تاجر "أن هذا المرض مفتعل من المخابر الدوائية الأمريكية قصد زيادة أرباحها دون الاكتراث لنتائجه السلبية، وخير مبرر لذلك أن هذه المخابر أمضت مع الدول التي طلبت اللقاح وثيقة تبرؤها من مضاعفاته.. * ويضيف المتحدث إن أمي ذهبت للحج وحذرتها من أخذ اللقاح في أي مكان خوفا على صحتها.."، وفي حديثنا مع بعض الشباب والمراهقين أكدوا جهلهم لحيثيات الموضوع، وأنه إذا ما تبين خطر ما جراء هذا اللقاح فإن وزارة الصحة تتحمل مسؤوليتها في هذا الشأن يقول محمد، 22 سنة، طالب جامعي، لقد خفت من اللقاح بعد تصفحي للتصريحات التي أطلقها عبر الشروق رئيس الفدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ الذي أكد ضرورة إعطاء ضمانات مقنعة لفعالية اللقاح قبل تطعيمه لأزيد من ثمانية ملايين تلميذ. * ومن جهة أخي أبدى عدد من المواطنين ارتياحهم لهذا اللقاح، خاصة وأنه معتمد في العديد من الدول المتقدمة على غرار أمريكا وفرنسا التي لا يمكنها المخاطرة بمواطنيها وفي هذا الشأن يقول "م.ر" 30 سنة، موظف: "إن اللقاح يبقى الوسيلة الوحيدة لتجنب الفيروس في ظل الضعف الكبير لوسائل الوقاية في جميع المرافق العمومية والخاصة، وبالنسبة لتأثيراته فإن الكثير من المختصين والأطباء الجزائريين أبدوا ارتياحا كبيرا له، خاصة وأنهم أول الناس تجريبا له"، والجدير بالذكر أن عددا معتبرا من المواطنين وجدناهم يجهلون أبسط المعلومات حول حيثيات فيروس أنفلونزا الخنازير حين أجرينا الاستطلاع مما يستدعي ضرورة تكثيف حملات التوعية والتحسيس في مختلف القنوات وحتى الجرائد.