ضرب زلزال بلغت قوته سبع درجات على مقياس ريختر هاييتي, مخلفا تدمير مركز العاصمة بور أوبرنس وكذا مناطق شاسعة أخرى وكثير من المباني تدميرا واسعا وأوقع خسائر جسيمة, وسط احتمالات بسقوط آلاف الضحايا والمفقودين، وقد أعلن الأردن عن مقتل ثلاثة من أفراد قواته لحفظ السلام في هاييتي جراء هذا الزلزال العنيف الذي ضرب شبه الجزيرة الواقعة في البحر الكاريبي، كما أعلن الجيش البرازيلي بدوره مقتل أربعة من جنوده العاملين ضمن قوة حفظ السلام أيضا جراء الزلزال القوي. وفي وقت سابق أعربت البرازيل عن قلقها من الوضع في هاييتي, خاصة فيما يتعلق بمصير 1200 من مواطنيها العاملين مع الأممالمتحدة. ويزيد عدد القوات الدولية العاملة في هاييتي عن تسعة آلاف فرد من العسكريين والشرطة, ويعملون على توفير الأمن والمساعدة في تدريب الشرطة المحلية. وفي وقت سابق أعلن مسؤول بالأممالمتحدة أن عددا كبيرا من موظفي الأممالمتحدة في شبه الجزيرة هم في عداد المفقودين بعد الزلزال. وقال رئيس بعثة حفظ السلام الأممية آلن ليروي إن مقر البعثة أصيب بخسائر مادية جسيمة كغيره من مقرات الأممالمتحدة. وأفاد مسؤولون أمميون أن الاتصالات الأرضية انقطعت وأن الوسيلة الوحيدة للتحدث مع الناس على الأرض هي من خلال الهاتف الذي يعمل بالأقمار الصناعية. وقد تداعت المباني الإدارية والفنادق والمتاجر, وسط حالة من الهلع والخوف انتابت المواطنين. كما انهار القصر الرئاسي وتحول إلى أطلال. وتجمع الناجون الذين تلطخوا بالدماء وقد أصابهم الذهول في العراء وانحشرت الجثث تحت الأنقاض. وبلغت قوة الزلزال سبع درجات على مقياس ريختر المؤلف من تسع درجات تبعته هزتان ارتداديتان، وتركز مركز الزلزال في البر على بعد 16 كلم جنوب العاصمة وعلى عمق عشرة كلم. وأفاد ت مصادر في الولاياتالمتحدة أن قوة الزلزال كانت عالية إلى درجة أن العاملين في معتقل غوانتانامو الأمريكي الواقع على الأراضي الكوبية شعروا به. وقد حذر مركز التحذير من طوفان تسونامي من احتمال وقوع موجات مد تسونامي قد تؤثر في السواحل التي تقع عادة على بعد لا يزيد عن مائة كلم من مركز الزلزال. وإلى جانب هاييتي يشمل التحذير بوقوع تسونامي كلا من كوبا وجزر الباهاما وجمهورية الدومينيكان. كما أفاد مسؤول في هاييتي أن رئيس البلاد رينيه بريفال وقرينته لا يزالان على قيد الحياة بعد الزلزال. وأضاف أن السيدة الأولى إليزابيث ديبروسيه ديلاتور تحدثت لزميل له في الولاياتالمتحدة وطمأنته أنها بخير هي والرئيس. وبدوره أفاد سفير هاييتي في واشنطن ريموند جوزيف أن المطار الدولي بالعاصمة لم يتضرر بشكل كبير. وأضاف أن بلاده تواجه »كارثة عظيمة«. وفي هذه الأثناء قال البنك الدولي إنه مستعد لإرسال فريق إلى هاييتي لتقييم حجم الأضرار التي سببها الزلزال وبدء العمل لإعداد خطط لإعادة إعمار البلاد. وقال البنك في بيان إنه مستعد لحشد المعونات, لكنه لم يفصح عن مقدار المعونة التي يمكن توفيرها. وأضاف أن مكاتب البنك في إحدى ضواحي العاصمة دمرها الزلزال وأن معظم موظفي البنك معروف مصيرهم. وفي ردود الفعل الخارجية قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن »مشاعره وصلواته« مع شعب هاييتي، وإن بلاده تتابع الوضع باهتمام وهي على أهبة الاستعداد لمساعدة الشعب الهاييتي. وقالت الإدارة الأمريكية إن وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والجيش الأمريكي يعكفون على تنسيق جهودهم لتقييم الوضع وأي مساعدة ممكنة. كما قالت فرنسا إنها بصدد إرسال مساعدات عاجلة إلى هاييتي. وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر إن بلاده تعلن في هذه الظروف المأساوية تضامنها مع حكومة وشعب هاييتي. كما أعربت كندا التي تستضيف نحو ثمانين ألف من سكان هاييتي عن قلقها العميق إزاء كارثة الزلزال. وقالت الخارجية الكندية إنها تجري اتصالات مع الشركاء في المجال الإنساني لتحديد الاحتياجات الإنسانية الناجمة عن الزلزال.