كشف محمد الصالح سلوغة نائب المجلس الشعبي لولاية الجزائر أن دورة المجلس ستعقد نهاية الشهر ويناقش خلالها الأعضاء الميزانية الإضافية للولاية لسنة 2008 وملف استرجاع الأراضي الفلاحية التابعة لأملاك الدولة داخل محيط قابل للتعمير، وثمن المتحدث المجهودات في كل القطاعات مشيرا في الوقت ذاته إلى حرص المجلس على الوقوف على النقائص المسجلة أجرت الحوار: لاحظنا انسجاما كبيرا في مختلف التكتلات الحزبية بالمجلس، هل سينعكس إيجابا على مواجهة مشاكل التنمية في العاصمة؟ أعضاء المجلس الشعبي الولائي هم منتخبون يمثلون الشعب في المقام الأول وصفتهم الحزبية تضعف وتقل في اعتقادي بمجرد تنصيبهم بصفة رسمية كأعضاء في المجلس وأداؤهم ينصب في خدمة كل مواطني ولاية الجزائر، ويتشكل تدريجيا نوع من الانسجام والتكامل فيما بينهم أثناء الممارسة المباشرة لمهامهم في اللجان الدائمة للمجلس أو في المهام الأخرى التي قد توكل إليهم لتقديم خدمة أو مهمة ما، وقد لاحظنا منذ البداية درجة عالية من الانسجام والتكامل بين الأعضاء سواء في اللجنة المؤقتة لإعداد النظام الداخلي للمجلس أو في لجنة برنامج العمل كما يظهر ذلك في الآونة الأخيرة في عمل اللجان الدائمة حيث أن هذا الانسجام والتفاهم والتعاون لا يلغي التعددية الحزبية الكائنة في المجلس والتي تشكل في نظري عامل قوة وإثراء دائم لوظيفة المجلس وعامل تلاقح للأفكار والتجارب والبرامج التي يحملها كل حزب من خلال ممثليه ومنتخبيه في المجلس الشعبي الولائي للجزائر، فالمجلس غني بالتنوع الموجود فيه وبالكفاءات والقدرات التي يتوفر عليها، نأمل أن يكون ذلك كله يصب في مصالح التنمية المحلية لعاصمة الجزائر وينعكس إيجابا على مواجهة مشاكل التنمية متى ستنعقد دورة المجلس الشعبي الولائي وما هي النقاط التي سيتضمنها جدول الأعمال؟ وفقا للنصوص السارية المفعول يعقد المجلس الشعبي الولائي أربع دورات عادية في السنة ويمكنه كذلك أن يعقد دورات استثنائية حول مواضيع يراها ضرورية، ومن هنا فإن الدورة القادمة تعتبر من الدورات العادية وجدول أعمالها يتمحور حول نقطتين هما الميزانية الإضافية لولاية الجزائر 2008 بالإضافة إلى ملف استرجاع الأراضي الفلاحية التابعة للأملاك الوطنية داخل محيط قابل للتعمير• من جهة أخرى فإن المجلس وفي إطار نشاطاته العادية قرر برمجة عدة دورات متخصصة ويتم التحضير لها من قبل اللجان المعنية وذلك خلال السداسي الثاني من السنة الجارية وهي الدخول المدرسي، السكن والعمران والنقل والمرور، التشغيل وكذا الثقافة والسياحة، مع العلم أنه لم يتم لحد الآن تحديد مواعيد لهذه الدورات إذ الإتفاق من حيث المبدأ قد تم وتعمل اللجان الدائمة المعنية بتحضير الدراسات والمعطيات الضرورية حول الملفات المذكورة من كل الجوانب للسعي إلى تقديم إسهامات وإضافات ستساعد في التخفيف من المشاكل والعوائق التي تعانيها هذه القطاعات خدمة للمواطن والتنمية المحلية في الجزائر العاصمة. يتضمن جدول أعمال الدورة المقبلة نقطة هامة وهي الميزانية الإضافية لسنة 2008، كم تقدر وما هي القطاعات التي تمنح لها الأولوية؟ من السابق لأوانه إعطائكم مبلغ محدد حول الميزانية الإضافية في الوقت الراهن، حيث أن لجنة المالية والميزانية على مستوى المجلس عاكفة حاليا على دراستها في كل الجوانب إضافة إلى اللجان القطاعية الأخرى وفي هذا الإطار سيتم في بداية الأسبوع تقديم عرض مفصل متبوع بمناقشة من طرف مدير الميزانية بالولاية أمام لجنة المالية والميزانية يسمح لها بالشروع رسميا في دراستها وإثرائها، أما بالنسبة للقطاعات التي لها الأولوية ففي اعتقادي وبعد الإطلاع عن مشروع الميزانية المقدم للمجلس فإن كل القطاعات أخذت في الحسبان، والتنمية بمفهومها الشامل لا تستثني أي قطاع وكلها لها أولوية وأهمية، ولكن بالنظر إلى التقديرات المالية الممنوحة والمكملة للميزانية الأولية، فإننا نجد قطاع التعمير والسكن والتجهيزات العمومية تأخذ حصة كبيرة من الميزانية نظرا لتكلفتها أولا واعتبارا للأهمية القصوى لهذه القطاعات في دفع عجلة التنمية والاحتياجات الاستعجالية في إنجاز مثل هذه المشاريع التي لها علاقة بالقطاعات الأخرى• هل ستسمح هذه الدورة للأعضاء من وضع تشخيص لجميع القطاعات التنموية؟ هذه الدورة كما ذكرت سابقا تعالج تقطتين مطروحتين في جدول أعمالها هما الميزانية الإضافية وملف الأراضي الفلاحية التابعة للأملاك الوطنية التي تقع داخل محيط قابل للتعمير، غير أن دراستنا ومناقشتنا لكلا الملفين داخل اللجان الدائمة وأثناء الدورة ساعد المجلس على تشخيص القطاعات التنموية وسيتمكن الأعضاء من الحصول على صورة أوضح لهذه القطاعات• وفي هذا الإطار وبالتنسيق مع والي ولاية الجزائر فقد تم برمجة زيارة ميدانية لأعضاء المجلس الشعبي الولائي للإطلاع ومعاينة المشاريع التنموية المختلفة سواء تلك التي يجرى إنجازها أو تلك التي هي قيد الدراسة من قبل المديريات التنفيذية الولائية المعنية ومكاتب الدراسات وهي تشمل الطرقات، الري، قطاع التربية والتعليم العالي• كما يعمل المجلس الشعبي الولائي بالتعاون والتنسيق والتشاور مع الهيئات التنفيذية على تشكيل وتيرة نمو بنفس الدرجة من الاهتمام والسرعة لكل القطاعات المختلفة ومجالات الحياة التي تمس التنمية والمواطن بصفة مباشرة أو غير مباشرة لأن تخلف قطاع ما عن التنمية والتطور تكون لها انعكاسات سلبية آجلا أم عاجلا على باقي القطاعات، وبهذه المناسبة، فإن المجلس ورغم تسجيله للتطور الملحوظ في البنية التحتية والهياكل الأساسية وضخامة المشاريع التي هي قيد الإنجاز أو قيد الدراسة فإنه أيضا يلاحظ تلك النسبة العالية من البطالة التي تمس شريحة معتبرة من المواطنين ولا سيما الشباب ومنهم خريجي الجامعات والمعاهد المختلفة الذين لايزالون على الهامش ولم يتم استيعابهم وإدماجهم في الحياة الاقتصادية والاجتماعية لولاية الجزائر. كما يسجل بروز العديد من الآفات الاجتماعية مثل المخدرات وظاهرة التسول واللجوء إلى الشارع وغيرها من المعوقات الأساسية لآلة التنمية الشاملة ما هي أهم المشاكل التي تقع عائقا في وجه التنمية بولاية الجزائر ؟ لا يمكن الجزم في الوقت الراهن عند دراستنا الدقيقة للمشاكل والعوائق التي لا تساعد التنمية في ولاية الجزائر، وكذا الإسراع في وتيرتها لتلبية حاجيات المواطن وتطوير وتحديث عاصمة الجمهورية الجزائرية كبقية العواصم الواقعة على ضفتي البحر الأبيض المتوسط على الأقل ورغم التطور الكبير الحاصل في قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية بحكم أهمية ذلك في التنمية الشاملة بصفة عامة وإحداث تقدم وتطور نوعي لباقي القطاعات الأخرى فإننا نجد عوائق أخرى لازالت تقف عائقا في وجه التنمية نذكر منها قلة الاستثمار الخاص في القطاعات الحيوية، إذ أننا نجد أن جل المجهودات المبذولة حاليا تقوم بها الدولة، إلى جانب بروز في الآونة الأخيرة مساهمة أجنبية لا بأس بها حتى وإن لم تر النور لحد الآن بصورة واضحة بالإضافة إلى البطالة المتفشية في أوساط الشباب على الخصوص ومنهم خريجي الجامعات والمعاهد المختلفة وظاهرة الآفات الاجتماعية التي طفت على السطح في الآونة الأخيرة في الشارع ومختلف الهياكل الأخرى إلى جانب الوضع الاجتماعي الصعب الذي تعانيه العديد من الأسر جراء تدني قدراتهم الشرائية بدون أن ننسى البنية التحتية الهشة للنسيج العمراني القديم• وبالمناسبة تجدر الإشارة إلى وجود مخطط في طور الإعداد للتهيئة العمرانية لولاية الجزائر يسعى إلى تحديث العاصمة وإبراز صورتها كعاصمة متوسطية تضاهي باقي العواصم الأخرى.