نفى مناصر الفريق الوطني عبد الحفيظ هنة كل الادعاءات المصرية القائلة بتعرض مشجعي منتخبهم الوطني لاعتداءات جسدية من قبل نظرائهم الجزائريين، مؤكدا في الوقت ذاته أن الأمن السوداني قد قام بمهمة مستحيلة حالت دون وقوع أي صدامات حقيقية ين الجماهير رغم أن الحافلات التي كانت تقل المصريين قد غيرت مسارها واتجهت نحو الطريق الذي سلكه المشجعون الجزائريون. زار أمس ''الحوار'' واحد ممن يحبون المنتخب الوطني حتى الثمالة وتنقل لمؤازرته في مباراة أم درمان الفاصلة، حيث قضى بالشقيقة السودان ثلاثة أيام يقول عنها ''إنها حدث خاص سيبقى منقوش في ذاكرته طوال عمره''، فعبد الحفيظ المنتمي إلى ذوي الاحتياجات الخاصة تحدى إعاقته كغيره من جزائريين كثيرين للتنقل إلى السودان للوقوف إلى جانب أشبال رابح سعدان لإعطائهم جرعة نفسية إضافية بعد الحادثة المؤسفة التي تعرضوا لها في القاهرة، أين تم رشق حافلتهم بالحجارة أمام أنظار عناصر الأمن المصري، وعن هذه المغامرة التي دامت ثلاثة أيام يعرج المناصر الوفي عن كل تداعيات هذه المباراة خلال دردشة مقتضبة جمعتنا به. وجدنا الترحاب والكرم عند الأشقاء السودانيين أكد عبد الحفيظ أن الشعب السوداني لم يترك أي صغيرة أو كبيرة لم يقدمها إلى الجماهير الجزائرية التي تنقلت إلى بلده لمناصرة الخضر، مبينا أنهم أحاطوهم بحفاوة خاصة وقدموا لهم كل ما طلبوه، وموضحا أن حب السودانيين للجزائريين منبعه الشهامة والعزة التي يتميز بها الجزائريون، حيث قال له في هذا الإطار أحد السودانيين ''أنتم أرجل الرجال''. ويقول محدثنا إن عشق السودانيين لأرض الشهداء يعكسه إقبالهم الكبير على رفع الراية الوطنية، وهو ما دفع بالمناصرين الجزائريين عند تأهبهم للعودة إلى الوطن إلى ترك كل أغراضهم المتعلقة بتشجيع رفقاء كريم زياني من أعلام وألبسة للأشقاء السودانيين، كتعبير منهم على الحفاوة التي تلقوها هناك، ولكي تبقى هذه الأشياء كذكرى تجمع بين الشعبين. الأمن السوداني تحكم في كل شيء رغم تغيير المصريين لمسار حافلاتهم أشاد عبد الحفيظ كثيرا بالعمل الذي قامت به أجهزة الأمن السودانية، من خلال تسخير جميع طاقاتها لكي تخرج مباراة كرة قدم بين شعبين شقيين عن إطارها الرياضي رغم الشحن الذي قامت به الفضائيات المصرية، حيث حرصت عناصر الشرطة على تفادي أي تصادم بين جماهير الفريقين خاصة بعد نهاية المباراة، حيث خصص طريقين مختلفين لأنصار المنتخبين، فالمصريون قد خرجوا من الطريق الشرقي للملعب، وسلكوا طريقا غير الطريق الذي كان مقررا أن يذهب منه الجزائريون، والذي لم يخرجوا من الملعب إلا بعد ساعات من خروج مناصري الفريق الخصم، وهنا يذكر عبد الحفيظ أن المناصرين الجزائريين قد خرجوا مشيا على الأقدام تعبيرا عن فرحهم بافتكاك منتخبهم لتأشيرة مونديال جنوب إفريقيا، إلا انه رغم تجنبهم لأي تصادم مع المناصرين المصريين، فإن هؤلاء حاولوا افتعال ذلك من خلال الضغط على سائقي الحافلات، وإرغامهم على تحويل مسارهم إلى طريق يلتقون فيه مع مشجعي الخضر، حسب ما يقول محدثنا الذي أضاف أن الأمن السوداني كان بالمرصاد واستطاع أن يجنب الجانبين أي تصادم بينهما، كما خصص في المطار رواقا لكل فريق لتفادي أي افتزازات من الجانبين. الخضر فازوا بالمباراة في الميدان يقول ابن مدينة بوفاريك الذي حضر مباراة السودان كما حضر جميع مباريات الفريق الوطني التي جرت في الجزائر إن الخضر قد تفادوا كل الاستفزازات والكلام دون فائدة الذي كان يأتي من الجانب المصري حينما حسموا نتيجة المباراة بالأداء والأهداف، متحلين في ذلك بكل ما تمليه أخلاقيات الممارسة الرياضية على عكس خصمهم الذي حاول تبرير خسارته مباراة بحكايات من صنع خياله، والتي لم تجد أحدا ليصدقها. العرب سيكونون كلهم جزائريون في جنوب إفريقيا.. والفوز أهديه إلى إخواننا في غزة يجزم عبد الحفيظ الذي أدهش اللاعب كريم مطمور حينما تنقل إلى أم درمان لمساندته رغم إعاقته الحركية، أن الفريق الوطني سيلقى الدعم والتشجيع من كافة الشعوب العربية خلال مشاركته في جنوب إفريقيا، كونه قادر على تمثيلهم أحسن تمثيل، وهو الأمر الذي أبانه في مبارياته التصفوية، مضيفا أنه كجزائري محب لفريقه الوطني يهدي هذا التأهل إلى إخواننا الفلسطينيين في غزة الذين منع عنهم الغذاء واللباس العام الماضي عندما غلقت مصر معبر رفح. المصريون إخواننا وخالد الغندور وأشكاله لن أسامحهم يقول عبد الحفيظ هنة إنه لازال إلى اليوم على صداقة مع مواطن مصري يدعى جميل والذي هنأه على فوز الخضر في أم درمان، وكان مستاء مما حدث لهم في القاهرة عندما رشقوا بالحجارة، مبينا أنه كعربي مسلم يدعوا إلى التهدئة وإيقاف المهزلة القائمة اليوم في وسائل الإعلام المصرية التي تدعو إلى قطع العلاقات بين الشعبين، متناسية أن ما يربط الجزائريين والمصريين أكبر من دعوة قد تصدر من أي فضائية، مشيرا إلى انه قد التقى في السودان مع أشقاء مصريين وتحدث معهم، ولم يتمالك عبد الحفيظ نفسه ليصب غضبه على أشباه الإعلاميين في مصر الذين أشعلوا نار الفتنة بين الشعبين، ثم قاموا بصب الزيت على هذه النار، حيث قال محدثنا بصريح العبارة ''لن أسامحك يا خالد الغندور''، مضيفا أنه كيف يمكن لأي مسلم أن تسول له نفسه سب الشهداء الذين كرمهم الله. سأتنقل إلى أنغولا لتشجيع الفريق الوطني كان رد الحفيظ سريعا حينما سألناه حول إمكانية تنقله إلى انغولا لمناصرة الفريق الوطني، حيث أكد أن ذلك أمر مفروغ منه بإذن الله، وسيعمل على أن يكون حاضرا أيضا في جنوب افر يقيا، كونه له ثقة كبيرة في تشكيلة سعدان للذهاب بعيدا في كلا المنافستين. ولم يخف عبد الحفيظ أمله في أن تقوم السلطات العليا بتدعيم تذاكر التنقل إلى انغولا مثلما فعلت في السودان موجها في هذا الإطار الشكر لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي مكنه رفقة كافة الجزائريين من متابعة مباراة الخضر التاريخية من مدرجات الملعب، كما أكد أنه سيعمل على تدبر أمره إن لم تكن مبادرات من هذا القبيل خلال المنافسة الإفريقية القادمة.