أحدهم خانته زوجته فاستقال والآخر خان زوجته فأقيل..إنها رسالتان آتيتان من أوروبا. فعلا إن الغرب حضارة، وليس حضارة مادية فقط، مثلما يروج هنا وهناك، بل توفر في الغرب ما لم يتوفر في الشرق الإسلامي من أخلاق وآداب. قبل أسابيع استقال رئيس وزراء إبرلاندا ليس بسبب سوء التسيير وليس بسبب الرشاوى ولا التلاعب في الصفقات، لأن ذلك يؤدي في الغرب بشكل تلقائي إلى الاستقالة، إنما استقال بسبب فضيحة أخلاقية تتعلق بزوجته، ولأنه رئيس وزراء دولة، فإنه لا يصح أن يرأس هذه الدولة رجل تخونه زوجته، فاستقال في شجاعة واحترام. غير بعيد عن إيرلاندا، لكن بعيدا عن السياسة، حرم اللاعب الإنجليزي المشهور المدافع جون تيري من قيادة المنتخب الانجليزي لكرة القدم، بسبب اتهامه بإقامة علاقة عاطفية خارج الزواج مع صديقة سابقة لزميل له في المنتخب الإنجليزي. أي قيمة تكتسي قيادة منتخب أو فريق في كرة القدم، وأي تأثير تتركه على حياة الدولة والمجتمع حتى تهب عاصفة إعلامية في إنجلترا بخصوص هذا الموضوع ؟ بدون شك لا شيء، لأن كرة القدم لعبة وتبقى في الغرب لعبة. لكن اللاعب جون تيري عوقب لأنه لا يصح لقائد منتخب بريطانيا العظمى، المملكة المتحدة، ثاني أكبر قوة في العالم، والإمبراطورية التي كانت الشمس لا تغيب عن مستعمراتها ، أن يكون غير متخلق وأن يقيم علاقات عاطفية خارج الزواج القانوني. ها هو الغرب الذي نتخذه عبرة في كل شيء..فلنتخذه عبرة في مثل هذه القضايا أيضا. ها هو كابيللو مدرب المنتخب الإنجليزي يتحمل مسؤوليته بشجاعة ويصدر بيانا صحفيا نشرته الصحافة الدولية يقول فيه : » بعد كثير من التفكير اتخذت قراري بأنه سيكون من الأفضل لي سحب قيادة الفريق من جون تيري«..وقال كابيللو أيضا: »والشيء الأفضل بالنسبة لمجمل الفريق الانجليزي هو الذي أوحى لي بقراري«. لماذا قال كابيللو: »من الأفضل لي..«؟ لأنه مدرب محترم، لا يقبل أن يقود الفريق الذي يدربه شخص مشكوك في أخلاقه..ثم لماذا قال إنه من الأفضل لمجمل الفريق الإنجليزي، لأن بريطانيا العظمى تستحق قائدا متخلقا..تحية تقدير لكابيللو، فعلا إن النجاحات التي حققها في ميدان التدريب لم تأت صدفة ولا اعتباطا.