تحولت منطقة بوسعادة بولاية المسيلة خلال العشرية الأخيرة إلى قبلة لمستغلي رمال الأودية وحسبما استفيد من صاحب مطعم كائن بالمدينة والمقصود بكثرة من طرف جالبي الرمال فان الحركة لاتتوقف ليلا بل تزداد كثافة بعد منتصف الليل حيث تتنوع لوحا أرقام تسجيل الشاحنات وأكثرها من الولايات الأربع المحيطة بالمسيلة فيما يلاحظ بعض الأحيان أن بعض الشاحنات قدمت من الشلفوتيارت وغيرهما وأوضح المتحدث أناغلب الشاحنات المستعملة في نقل الرمال هي ذات حمولة أطنان فما فوق كما أن بعض مستغلي الرمال يعمدون إلى تهيئة شاحنات مقطور 10لهذا الغرض قصد نقل أكبر كمية ممكنة لا سيما إذا ما تعلق الأمر بنقل الرمال إلى مسافات طويلة. وأكد ذات المصدر أن التنقل ليلا يعرف انتعاشا من خلال العدد المتزايد من الشاحنات وذلك منذ سنة 2000 بعد أن كان شبه منعدم قبل تلك الفترة مشيرا إلى أن المطاعم المنشأة منذ عامين بقرية بانيو الواقعة على بعد 30 كلم عن مدينة بوسعادة يزداد نشاطها ليلا لكثافة مرور ناقلي الرمال الذين يتوقفون إما لتناول الطعام او أخد قسط من الراحة ولا تهمد حركة الشاحنات ليلا ونهارا على محور الطريق الوطني رقم 8 الرابطبين أولاد سيدي إبراهيم و عين الحجل نحو تيارت أوالبويرة أو الجزائر العاصمة الأمر الذي حفز أغلب أصحاب المطاعم العودة إلى نشاطهم بعد توقف دام لأزيد من 6 سنوات مؤكدين بأنه مقابل 20 شاحنة ناقلة للرمال يوجد شاحنتين لنقل البضائع أو حافلات نقل المسافرين. ويضطر بعض سائقي الشاحنات المحملة بالرمال والمرغمة على المرور عبر الطريق الجانبي لمدينة بوسعادة المتميز بالارتفاع الشديد الذي يصل في بعض أجزائه إلى 10 في المائة إلى التوقف للتخلص جزئيا من حمولة الرمال. ومن "إيجابيات" هذه الظاهرة أنها شجعت على نمو النشاطات الخدماتية مثلما هو الحال بالنسبة لمنطقة بانيو التي لجأ الكثير من سكانها إلى إنشاء مطاعم ومحلات مواد غذائية وجزارة ومحلات لبيع الفواكه والخضر المنتجة بالمنطقة وأوضح احد التجار انه بالرغم من انتعاش الحركية التجارية بالجهة إلا ان الاستغلال المفرط للرمال ألحق الضرر بالأودية ومن ذلك تغير مجرى وادي بوسعادة عن مساره . ويؤكد بعض المستغلين لرمال وادي بوسعادة لا سيما الذين أجروا بعض المدن لاستغلال الرمل بأكثر من 200 مليون دج للسنة على أن عملية الاستغلال محددة بحي يستغلون الرمال التي يجرفها الوادي وليست الرمال المنتشرة بضواحي بوسعادة و للعلم فان مصالح الدرك الوطني تقوم بمراقبة دائمة عبر نقاطها الموجودة على محاور الطرقات الوطنية حيث مكنت عمليات المراقبة -حسب آخر حصيلة- من تسجيل 17 مخالفة تم على إثرها وضع 17 مركبة في المحشر البلدي