تظاهر أول أمس، آلاف الأشخاص، بغرناطةجنوبإسبانيا، من أجل دعم استقلال الشعب الصحراوي، والتنديد بالوضع المتقدم الذي يمنحه الاتحاد الأوروبي للمغرب، في الوقت الذي يقوم فيه هذا الأخير، بانتهاك حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة. وفي هذا السياق، أعربت الناشطة الصحراوية أمينتو حيدار عن ارتياحها لتنظيم هذه المظاهرة، وهذه الرسالة القوية بمعانيها، التي وجهها آلاف الأشخاص للحكومتين الاسبانية والمغربية، مؤكدة في ذات الخصوص، أن هذه المظاهرة جاءت لتبين أن الصحراويين ليسوا وحيدين، وأن هناك آلاف الأشخاص في إسبانيا وفي العالم الذين يدعمون القضية الصحراوية، وينددون بانتهاكات حقوق الإنسان التي يقترفها المغرب يوميا ضد الشعب الصحراوي، وضد حقه في تقرير المصير. كما إعتبرت حيدار، أن المساندة التي تلقتها بمطار لانثاروت بجزر الكناري خلال 32 يوما من الإضراب عن الطعام، ومظاهرة غرناطة، يمكنهما أن يشكلا رسالة ضغط على الحكومة الاشتراكية لخوسي لويس رودريغاز ثاباثيرو، لحمله على تغيير موقفه من القضية الصحراوية. من جانبه أوضح زعيم حزب »اليسار الموحد«، الذي يعد ثالث قوة سياسية في اسبانيا كايو لارا، أن الوضع المتقدم الذي يمنحه الإتحاد الأوروبي للمغرب، يزيد من العار، كما يعد من أكبر الانتهاكات التي يمكن أن تلحق بحقوق الإنسان، مضيفا أن عديد الصحراويين المتواجدين بهذه المظاهرة ليسوا استقلاليين، وإنما يريدون فقط أن يعاد لهم حقهم المسلوب من طرف الاحتلال المغربي، مشيرا إلى أن الاستيلاء على الوطن والممتلكات، ومنها حياة الصحراويين تعد من أكبر انتهاكات حقوق الإنسان التي يمكن إقترافها. للإشارة، تم تنظيم هذه المظاهرة التي أريد لها أن تكون ردا على احتضان هذه المدينة لأول قمة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب تحت شعار »بدون حرية ودون حقوق إنسان، لا للوضع المتقدم مع المغرب«، وذلك بدعوة من التنسيقية الإسبانية للجمعيات المتضامنة مع الصحراء الغربية، التي تضم أكثر من مائتي جمعية عبر التراب الاسباني. كما جرت المسيرة بشكل سلمي، ووسط إجراءات أمنية مشددة، في مقدمتها عدد من ممثلي الأحزاب السياسية وبرلمانيين، وكذا رجال قانون ومن عالم الثقافة، فضلا عن مدافعين عن حقوق الإنسان، منهم المناضلة الصحراوية اميناتو حيدار. وكما جرت عليه العادة في مثل هذه التظاهرات المؤيدة للقضية الصحراوية العادلة، سار المتظاهرون رافعين أعلام الجمهورية العربية الصحراوية، ومختلف اللافتات، ومرددين شعارات مؤيدة لحق تقرير مصير، واستقلال الشعب الصحراوي، كما دعوا خلالها إلى التوقف عن المتاجرة بحرية الشعوب، والتعجيل بتصفية الاستعمار، من أجل السماح للشعب الصحراوي، بممارسة حقه الديمقراطي في تقرير المصير.