حلت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس مساء أمس بالأراضي المحتلة في جولة جديدة بهدف إحياء المفاوضات بين المسؤولين الإسرائيليين والسلطة الفلسطينية، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على إعلان إسرائيل عن احد أكبر مشاريعها الاستيطانية في القدسالشرقيةالمحتلة، ويشمل بناء 1300 وحدة سكنية جديدة وكان من المقرر أن تجري الوزيرة الأمريكية محادثات مع نظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني ووزير الدفاع إيهود باراك قبل التوجه إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ومن المقرر أن تعقد اجتماعين ثلاثيين، أحدهما مع ليفني ورئيس الوفد الفلسطيني المفاوض أحمد قريع، والآخر مع باراك ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض. وعلى جدول أعمال رايس أيضا مسألة الحواجز العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية حيث كانت قد كلفت أثناء زيارتها الأخيرة الشهر الماضي الدبلوماسيين الأميركيين في إسرائيل بمراقبة التغيير "النوعي" الذي يمثله رفع الحواجز بالنسبة لحياة الفلسطينيين. ولا يبدو أن هناك فرصة للتوصل لاتفاق سلام خصوصا مع الممارسات الإسرائيلية والأزمة السياسية التي تعصف بإسرائيل عقب اتهامات بالفساد لرئيس حكومتها إيهود أولمرت. ومن جهتها قالت المتحدثة باسم وزارة الداخلية الإسرائيلية سابين حداد انه تمت المصادقة على بناء 1300 وحدة سكنية جديدة في حي «رامات شلومو» الاستيطاني لليهود المتدينين المحاذي لضاحية بيت حنينا في شمالي القدس، تضاف إلى ألفي وحدة سكنية بنيت في السنوات السابقة. وذكر المتحدث باسم بلدية القدس غيدي شميرلنغ، من جهته، أن «هذه الوحدات السكنية مخصصة للأزواج الشباب ومن يقطنون حاليا في مساكن غير جيدة أو المحتاجين إلى سكن» موضحا أن المستوطنة طالبت بمنحها تصاريح لبناء حوالى 2000 وحدة سكنية، إلا انه لم تتم الموافقة سوى على بناء 1300 وحدة حتى الآن. وكانت إسرائيل قد أعلنت، في الثاني من جوان الحالي، عن خطة لبناء 884 وحدة سكنية جديدة في القدسالشرقية. وذكرت صحيفة «هآرتس» أن الحكومة الإسرائيلية صادقت، منذ مؤتمر أنابوليس الذي عقد في الولاياتالمتحدة في تشرين الثاني الماضي، على بناء 7974 وحدة سكنية في مستوطنات القدسالشرقية. وبرر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية مارك ريغيف، أعمال البناء هذه، بأن «إسرائيل تميز بوضوح بين القدس والضفة الغربية». وفي المقابل، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات «نحن ندين بشدة هذا المشروع، الذي يكشف عن نية الحكومة الإسرائيلية تدمير السلام» مطالبا «المجتمع الدولي بإرغام إسرائيل على وقف نشاطاتها الاستيطانية إذا كانت ترغب في أن تتيح فرصة للسلام» فيما اعتبر المتحدث باسم الحكومة المقالة في غزة طاهر النونو أن «توسيع الاستيطان في مدينة القدس والاستمرار في تهويدها هو إعلان حرب على كل المسلمين في أنحاء العالم». أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون ماكورماك، فقال أن «موقفنا من الاستيطان الإسرائيلي وضرورة أن يحترم الإسرائيليون التزاماتهم بموجب خريطة الطريق، واضح» مضيفا «ما يجب أن يركز عليه الطرفان الآن هو التوصل إلى تسوية سياسية». وتابع «نعتبر أن هذا النوع من النشاط لا يحسن الأجواء بين الإسرائيليين والفلسطينيين... لكن من المهم إبقاء التركيز على الهدف النهائي». وفي تطورات التهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس، قال القيادي أيمن طه إن وفدا من قيادة الحركة في الخارج يضم القياديين موسى أبو مرزوق ومحمد نصر توجه أمس إلى القاهرة للقاء المسؤولين المصريين لتسلم الرد الإسرائيلي. وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية ذكرت أن المسؤول في وزارة الدفاع عاموس جلعاد قدم خطيا في اجتماع الخميس بالقاهرة مع مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان شروط تل أبيب للتوصل إلى تهدئة في غزة. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن جلعاد قوله إن إسرائيل تشترط وقفا تاما لإطلاق الصواريخ باتجاه النقب الغربي، لكنه لم يفصح عما إذا كانت تربط التهدئة أيضا بالإفراج عن الجندي الأسير جلعاد شاليط قائلا إنه "يجب الإفراج عن شاليط على أي حال".