أوضح الروائي الطاهر وطار أمس لدى تكريمه بقاعة الأطلس قائلا »المبدع هو الذي يتجاوز نفسه ويتجاوز السلطة في آن واحد ولعل روايتي الأخيرة قصيد في التذلل مفتوحة على كل المتناقضات السياسية والنخبوية التي لم أشأ إلا أن أكملها لكي لا تحترق من بعدي«. لكن يشاء القدر السعيد أن ينهي صاحب رائعة »الآز« هذه الرواية التي قال عنها: »لقد أنقذتني من مخالب المرض فقد كانت الفرصة السانحة والمساحة المخصصة للعيش التي كنت أحظى بها وأنا بين الحياة والموت فوق مستشفى باريس للعلاج«، مشيرا إلى أن الموضوع كان يستفزه لإنهاء الرواية التي عكف على إكمال الثلث الأخير منها، بعد أن هاجمه المرض وهو بصدد كتابتها في الجزائر. وفي تقديمه لرواية الطاهر وطار الأخيرة »قصيد في التذلل« قال الدكتور أحمد منور أن وطار أهدى عمله للروائي الليبي إبراهيم الكوني وأنه أرادها أن تكون رسالة للنخبة والانتلجنسيا في الجزائر على أمل أن تغير النخبة الواقع والفساد المتفشي في المجتمعات فإلى متى يظل السكوت والذل قدر المثقف يستغرب ويتساءل الطاهر وطار في آن واحد، مؤكدا أن النخبة تملك سلطة التغيير ومخرجها الأنجع هو الكتابة. من جهة أخرى صرح صاحب »العشق والموت في الزمن الحراشي« أن موضوع الرواية الأخيرة يتعلق بالراهن الجزائري بكل ما يحمله من متناقضات تراوحت بين الفساد،البيروقراطية، الترويج للإشاعات، الاحتيال والتزوير، التي أثارها وطار في روايته.