فندت تنسيقية النساء العاملات، وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني بحاسي مسعود واعيان المدينة بشكل قاطع ما تداولته بعض وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية من معلومات مفادها تعرض نساء عاملات بحاسي مسعود للاعتداءات والاغتصاب والتحرش الجنسي، وأكد هؤلاء عدم اعترافهم بما يسمى ب » الاتحاد من أجل الدفاع عن المرأة بحاسي مسعود« ، كما دعوا الجميع إلى وقف ما أسموه بالمزايدات وبالسعي إلى إحياء سيناريو العنف ضد المرأة بحي الهايشة سنة 2001. استنكرت تنسيقية النساء العاملات، وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني بحاسي مسعود وأعيان هذه المدينة البترولية الواقعة بالجنوب الجزائري ما وصفوه بالحملة الإعلامية الشرسة والادعاءات التي أطلقتها بعض الصحف الوطنية ووسائل إعلام دولية سارت على نهجها حول وضع المرأة بحاسي مسعود، واعتبروا أن الهدف الرئيسي هو التطاول على الجزائر وعلى المرأة الجزائرية، وأضافت الجهات المذكورة في بيان تلقت » صوت الأحرار « نسخة منه أن مضمون الحملة هو أن المرأة العاملة بحاسي مسعود تتعرض للعنف والاغتصاب والتحرش بشكل بمستمر، واستطرد البيان في نفس السياق بان هذا التحريف يراد منه تصوير سكان حاسي مسعود وكأنهم » وحوش مجردين من الأخلاق والقيم، همهم الوحيد هو الانقضاض على المرأة أينما وجدوها للنيل منها واغتصابها..والواقع عكس ذلك..«. وأوضح البيان أن سكان حاسي مسعود » متحضرين ولديهم تقدير خاص لشرف المرأة والحفاظ على كرامتها..«، وتساؤل البيان عن وجود إرادة من بعض الإعلاميين لإعادة إنتاج ما وصفه البيان بمزاعم العنف ضد المرأة والتي ارتبطت بأحداث 2001 بحي بوعمامة المعروف باسم الهايشة والتي أسفرت عن ثلاثة قضايا شخصية فصلت فيها العدالة. وأوضح بيان تنسيقية النساء العاملات، وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني بحاسي مسعود وأعيان المدينة أن حاسي مسعود، باعتبارها مدينة صناعية واقتصادية وعلمية تتميز عن باقي مدن البلاد الأخرى، تجمع بين ثناياها الجزائريين من مختلف الولايات فضلا عن حوالي 40 جنسية أجنبية، وكل هؤلاء، يضيف البيان يعيشون في ألفة وتعايش، ومن هذا المنطلق كذب البيان بشكل قاطع ما تم تداوله من أخبار داخليا وخارجيا حول حصول تحرش واعتداء جنسي أو جسدي ضد النساء العاملات بالشركات والحقول البترولية من طرف أشخاص ملثمين، وذكر البيان في هذا الإطار بأن هناك أمن مكلف بحماية الأشخاص والمنشآت يضاف إليه التواجد المكثف لمصالح الأمن الرسمية بمختلف أسلاكها. وفيما وصف البيان »الحكاية« التي اختلقتها بعض الجهات بأنها مجرد » مزاعم أقرب لسيناريو فيلم منها إلى الحقيقة«، أكد من جهة أخرى أن هناك زيادة مطردة في عدد النساء العاملات، بحيث تضاعف خمسة مرات خلال العشرية الأخيرة، وان هؤلاء النسوة يتحركن بحرية ويقضين حاجتهن بشكل عادي ودون مضايقات، وختم أصحاب البيان بالتأكيد على رفضهم الاعتراف بما يسمى ب » الاتحاد من أجل الدفاع عن المرأة بحاسي مسعود« واعتبروا بأن هذه الحركة التي وصفوها بالمزعومة غير مخولة الحديث باسم شريحة لا يعرف هذا الاتحاد عن واقعها إلا ما تتناقله بعض الصحف الوطنية وبوسائل الإعلام الأجنبية. ويأتي بيان تنسيقية النساء العاملات، وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني بحاسي مسعود وأعيان المدينة للرد على ما تداولته بعض الصحف الوطنية وعدد من وسائل الإعلام الأجنبية بخصوص تجدد ما سمي بالاعتداءات والتحرش الجنسي ضد نساء عاملات تقمن بحي بوعمامة المعروف في المنطقة بحي الهايشة بمدينة حاسي مسعود، وكان أعيان هذه المدينة البترولية الحساسة قد أصدروا بيانا مماثلا في وقت سابق كذبوا فيه بشكل قاطع حصول أحداث عنف ضد النساء بالحي المذكور. وليست المرة الأولى التي تثار فيه قضية العنف ضد النساء بحاسي مسعود، بحيث سبق لوسائل إعلام وطنية وأجنبية أن تناولت معلومات مماثلة في سنة 2001، ليتبين فيما بعد أنها لم تكن إلا سلوكات معزولة والدليل على ذلك هو إدانة ثلاثة أشخاص بالفعال المذكورة. ومؤخرا فقط انتقدت منظمة العفو الدولية بشدة السلطات الجزائرية واتهمتها بأنها تقف مكتوفة الأيدي أمام ما أسمته باعتداءات وحشية ضد نساء عاملات بحاسي مسعود، ولم تكلف » أمنستي« نفسها عناء التحقق من صحة الأخبار من جهات محايدة، وراحت توصف الوضع بأنه كارثي وكأن الأمر يتعلق ببلد يعيش حالة من التخلف والفوضى وانعدام الأمن والاستقرار حتى في مدينة تعتبر رئة الاقتصاد الجزائري، وهو ما يتناقض تماما مع واقع الحال بحاسي مسعود. ويبدو أن سيناريو العنف ضد النساء بحاسي مسعود الذي عاد إلى السطح بعد حولي تسعة سنوات يخفي أسرار كثيرة ، وبرأي العديد من المتتبعين فإن إثارة هذا الموضوع، الذي تصفه أكثر من جهة بأنه مفتعل، له علاقة بالاستثمارات الضخمة بهذه المنطقة البترولية الحساسة، كما له علاقة بمساعي بعض الدول الهادفة إلى تشويه سمعة الجزائر وصورتها في الخارج.