أفادت مصادر فلسطينية أن اتفاق التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل سيدخل حيز التنفيذ في حدود الساعة السادسة من صباح غد الخميس، فيما حل وفد قيادي من فتح إلى غزة للقاء كوادر الحركة بعد موافقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الحوار مع حماس. وأوضحت مصادر مصرية أنه بعد المرحلة الأولى التي تشمل وقفا متبادلا لإطلاق النار، يأتي تنفيذ المرحلة الثانية المتعلقة بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير لدى المقاومة جلعاد شاليط مقابل إطلاق إسرائيل مئات من الأسرى الفلسطينيين في سجونها.أما المرحلة الثالثة فتتضمن فتح المعابر وفك الحصار عن الشعب الفلسطيني. وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد أكدت أمس ما سبق وقاله رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية من أن جهود التهدئة بين فصائل المقاومة وإسرائيل، التي تتوسط فيها مصر تقترب من نهاية ناجحة. وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري "المباحثات بشأن التهدئة تسير بشكل إيجابي وتوشك على الانتهاء" وتابع "نحن أقرب لإعلان اتفاق بهذا الشأن ما لم تحدث تطورات". وأكد المتحدث أن موضوع التهدئة منفصل عن قضية الجندي الإسرائيلي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية جلعاد شاليط منذ عام 2006 ، ويتضمن وقفا متبادلا لإطلاق النار ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وفتح المعابر وفق آليات محددة. وفي هذا السياق دعا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غابي أشكنازي أمس إلى الاستعداد لشن عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة بالتزامن مع إنجاز التهدئة المتبادلة مع الفصائل الفلسطينية. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن أشكنازي قوله أثناء جلسة لجنة الخارجية والأمن البرلمانية في الكنيست الإسرائيلي "إنه يتوجب على إسرائيل أن تحاول إنجاز التهدئة في قطاع غزة، غير أنه يجب عليها في الوقت نفسه أن تعد العدة لتنفيذ عملية عسكرية في القطاع". وكان وفد من قيادة حماس برئاسة موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي أجرى مباحثات مع مسؤولين مصريين في القاهرة في مقدمتهم رئيس جهاز المخابرات العامة عمر سليمان حول الرد الإسرائيلي على مقترح التهدئة الذي وافقت عليه الفصائل الفلسطينية. ومن ناحية ثانية، حل بغزة أمس وفد قيادي من حركة التحرير الفلسطيني (فتح) وذلك للقاء كوادر هذه الحركة بعد موافقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الحوار مع حركة حماس. ويضم الوفد الذي وصل من رام الله كلاً من مستشار الرئيس لشؤون المحافظين حكمت زيد, ومستشار الرئيس لشؤون الاقتصاد مروان عبد الحميد, وكان من المقرر أن يضم الوفد عبد الله عبد الله الذي رفضت السلطات الإسرائيلية منحه تصريحا لدخول القطاع. وقال حكمت زيد إن وفد حركته ليس لديه مانع في اللقاء مع أي جهة في غزة، وإن أكد أن هدف الزيارة هو "توضيح مبادرة الرئيس أبو مازن من أجل إعادة اللحمة وتوحيد الصف الفلسطيني" معبرا عن أمله ب"تعاون الجميع" في إشارة ضمنية إلى حماس. وأكد زيد أن الوفد سيلتقي "مع كل القوى الفاعلة في هذا البلد ومع أي جهة تريد اللقاء بنا لبحث أي قضايا" وأشار أيضا إلى أن الرئيس الفلسطيني سيأتي إلى غزة قريبا جدا. ومن جهته قال مروان عبد الحميد "ليس لدينا نية لرفض أي لقاء" لكنه شدد أن الوفد ليس مخولا بالحوار مع حماس. أما حماس فأكدت أنه لا توجد ترتيبات للقاءات مع وفد فتح، مشيرة إلى أنها جاهزة للقاء الوفد إذا أبدى رغبة في ذلك. وقال المتحدث باسمها سامي أبو زهري إن زيارة الوفد الأولى منذ سيطرة حماس على غزة قبل سنة "مرتبطة بعقد لقاءات داخلية للحركة ونحن وفرنا التسهيلات لتأمين هذه الزيارة".