كشف عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عن عقد قمة جزائرية إيطالية في الثلاثي الأخير من سنة 2010 وذلك بعد زيارة وزير الخارجية الإيطالي إلى الجزائر في 14 جويلية المقبل، مشيرا إلى اهتمام إيطاليا بالتعاون مع الجزائر في مختلف القطاعات، فيما أكدت كاتبة الدولة للشؤون الخارجية الإيطالية ستيفانيا غراسكي أن الاتحاد المتوسطي معطل ومهدد بالفشل. أوضح مساهل أمس خلال عقده ندوة صحفية رفقة غراكسي كاتبة الدولة للشؤون الخارجية الإيطالية بفندق الجزائر أن القمة الجزائرية الإيطالية المزمع عقدها قبل نهاية العام الجاري تهدف إلى التوقيع على اتفاق شراكة استراتيجي، حيث يتم التحضير لهذا الموعد من خلال زيارة وزير الخارجية الإيطالي إلى التي سيقوم بها يوم 14 جويلية المقبل، مشيرا إلى أن هذه القمة ستكون فرصة لتوسيع وتعميق الشراكة الثنائية خاصة في مجال الطاقة، البنى التحتية، الفلاحة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وأضاف مساهل بأن إيطاليا تعد من بين أهم شركاء الجزائر في الاتحاد الأوروبي، حيث قدر حجم التبادل التجاري بين البلدين ب16 مليار دولار في 2009، مؤكدا أن إيطاليا تعتبر الممون التجاري الثالث للجزائر خارج المحروقات، كما أشار إلى أن زيارة وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني ستسمج برسم معالم خارطة الطريق التي سترفع إلى القمة لإثرائها وذلك بالنظر إلى إرادة الطرفين لتكريس شراكة استيراتجية مثمرة. ومن جهتها، شددت الدبلوماسية الإيطالية على تعطل الاتحاد المتوسطي الذي قالت بشأنه »إنه مهدد بتكرار فشل مسار برشلونة«، حيث دعت إلى مضاعفة الجهود من طرف دول هذا الاتحاد بغية تجاوز العطل القائم، مشيرة في ذات السياق إلى وجود منتديات أخرى يمكن من خلالها تكثيف الجهود والعمل في إطاره من بينها 5+5 الذي أكدت بخصوصه أنه الإطار الملائم للعمل ضمنه، مضيفة بأنه نواة حقيقية للشراكة والتعاون. كما تطرقت ذات المسؤولة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأشارت إلى رغبة إيطاليا في تفعيل وتعزيز مختلف المشاريع الاقتصادية بالجزائر، معبرة عن إرادة الحكومة الإيطالية في تبادل الخبرات والتجارب والمساهمة في التطور الاقتصادي الذي تراهن عليه الجزائر، ولمحت إلى مجالات عديدة للتعاون من بينها الفلاحة، تهيئة الموانئ البنى التحتية، نقل التكنولوجيات الحديثة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حيث أكدت أن البلدان ينويان إنشاء بنك أورو متوسطي يتكفل بتمويل مشاريع 200 ألف مؤسسة صغيرة ومتوسطة خلال الفترة الممتدة ما بين 2010 و2014. وفيما يتعلق بملف الهجرة السرية، أكدت غراكسي أن إيطاليا بد مستقبل للمهاجرين وأن بلدها بحاجة إلى يد عاملة مؤهلة، مشيرة إلى أن أغلب المهاجرين يتم إدماجهم، فيما أشار مساهل إلى وجود 16 ألف مهاجر بقيم بطريقة شرعية بإيطاليا، إضافة إلى 25 مهاجر غير شرعي سيتم ترحيلهم إلى الجزائر في الأيام القليلة المقبلة، وأعربت المسؤولة الإيطالية عن ارتياحها للدور الإيجابي للجزائر في مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل، مؤكدة على أن الجزائر شريك هام وأساسي في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة. وبخصوص القضية الصحراوية، أكد المسؤولان على ضرورة وضع حد لمعاناة الشعب الصحراوي والعمل على دفع مسار المفاوضات بين جبهة البوليساريو والمغرب، مجددين دعمهما وموقفهما لحق الشعوب في امتلاك الطاقة النووية السلمية.