احتضن أول أمس المسرح الوطني لقطر العرض المسرحي الجزائري"التمرين" في إطار الأسبوع الثقافي الجزائري الذي يقام ضمن احتفالات الدوحة عاصمة الثقافة العربية وذلك بحضور مبارك بن ناصر آل خليفة الأمين العام لوزارة الثقافة والفنون والتراث السفير الجزائري بالدوحة. مسرحية "التمرين" التي نجحت في شد انتباه وإعجاب الجمهور الغفير الذي ملا مسرح قطر الوطني خلال الساعة ونصف في تقديم عرض كوميدي هادف لم شمل الجالية الجزائرية في قطر فضلا عن الجمهور القطري الذي حضر العرض وكان يتجاوب مع أداء الممثلين، الملاحظ هو ان اللهجة الجزائرية لم تكن عائقا أمام الجمهور الذي فهم لغة الحوار ولجأ أبطال المسرحية، الفنانة نضال والفنانان محمد عباس إسلام وفتحي كافي إلى استعمال مجموعة من أدوات العرض المسرحي لتعويض الفراغ الذي ميز الخشبة، خاصة أن المسرحية وموضوعها فرض تصنيفها ضمن ما يعرف بالمسرح الفقير، الذي يعتمد على إمكانات الممثلين من أجل إيصال الرسائل التي خطها كاتب المسرحية محمد بن قطاف الذي أخرجها أيضا، وأضفت عليها المؤثرات الأخرى من إضاءة وسينوغرافيا نوعا من الترقب والتلهف لدى الجمهور من أجل مواصلة العرض . المسرحية سيتم عرضها مرة ثانية ضمن فعاليات الأسبوع الجزائري وذلك يوم الجمعة. وللإشارة تتناول مسرحية "التمرين" مسألة البحث الدائم لفناني المسرح عن فضاءات لممارسة هوايتهم، حيث نجد على خشبة المسرح ممثلا ومخرجا وموسيقيا يتمرنون بلا ملل أو كلل يوما بعد يوم على نفس المسرحية التي تحمل عنوان "حكاية مواطن مضطهد من جيرانه الأقوياء". غير أن هذه التمارين تتحول إلى كابوس، بحيث ترى الفرقة مغادرة أعضائها الواحد تلو الآخر، وترى نفسها مطرودة من كل قاعة بدأت فيها التمارين، تحت أي سبب وأية حجة (اجتماعات حزبية، نقابية، عروض سينمائية) وغيرها من "الأولويات" في أعين البعض، لكن الفرقة تبقى مع ذلك في بحث دائم عن مكان لها، على غرار الثقافة في بلادنا، وهي تبحث عن مكانتها في المجتمع. ولكن ما دام الأمل زادها، يبقى التمرين مستمرا حتى تنجح في تقديم عرضها الأول بعد كسر كل العوائق التي واجهتها.