أجمعت أصوات المشاركين في التجمع الذي دعا إليه أمس التحالف الرئاسي بدار الشعب على موقف واحد يدين الإرهاب الإسرائيلي والصمت الدولي على جرائم هذا الكيان، كما نالت الأنظمة العربية نصيبها من سخط المنتفضين، مطالبين بموقف عربي موحد لكسر الحصار الجائر على قطاع غزة الذي يدخل عامه الرابع. كانوا مئات الغاضبين من مختلف الألوان والتيارات السياسية، يمثلون العمق الجزائري وكل فئاته العمرية شبابا وكهولا وشيوخا وحتى الأطفال كان حضورهم لافتا، بدأ توافدهم على دار الشعب قبل موعد التجمع الذي دعا إليه التحالف الرئاسي لنصرة قافلة الحرية التي يحتجزها الكيان الإسرائيلي، بساعات، حاملين لافتات حملت عبارات الغضب والتنديد والسخط على ما جرى أمس الأول في مياه البحر الأبيض المتوسط من قرصنة إرهابية طالت الأسطول الذي قرر أصحابه كسر الحصار عن الفلسطينيين في غزة، كما رددت حناجر الغاضبين كل عبارات التنديد والسخط على ما حدث ويحدث على مرأى ومسمع المجتمعين الدولي والعربي، محملين مسؤولية المأساة للصمت والتقاعس العربيين، ومن بين الشعارات التي رفعها الغاضبون وغصت بها مدرجات القاعة »جزائر الأحرار لكسر الحصار« »إسرائيل دولة الإرهاب« كما كان الحضور اللافت للكوفية الفلسطينية تعبير آخر عن التضامن المطلق للجزائريين مع إخوانهم في فلسطين. وقد تقدم المشاركين في تجمع الغضب الشعبي قيادات وإطارات أحزاب سياسية وتنظيمات مهنية منهم أحزاب التحالف الرئاسي صاحبة المبادرة، واتحاد الفلاحين، واتحاد التجار والحرفيين، والاتحاد العام للعمال الجزائريين والتحالف من أجل التجديد الطلابي، إلى جانب نواب في البرلمان بغرفتيه، ومباشرة بعد الكلمة الترحيبية التي ألقاها القيادي في المركزية النقابية صالح جنوحات، قبل أن يتناوب على الكلمة قيادات أحزاب التحالف الرئاسي، والسفير الفلسطيني محمد الحوراني ، وقبل أن يبدأ هذا الأخير كلمته، خاطبته أصوات الحضور، بكلمة واحدة تعكس الموقف الشعبي من ما يجري في الشرق الأوسط»لا استسلام لا انهزام يا كتائب القسام«، وهي الكلمات التي يبدو أن وقعها على السفير لم يكن عابرا، وارتأى الرد عليها في خضم الكلمات التي ألقاها أمام الحضور، بالقول إن كتائب القسام وكتائب الأقصى وكل الفلسطينيين ضد الاحتلال، كما لم يخف السفير إشادته بالموقف الجزائري وببطولة وفد الجزائر الذي رافق أسطول الحرية لكسر الحصار على غزة، وهي المبادرة الإنسانية التي قابلها الكيان الإسرائيلي بمجزرة على مرأى العالم ومسمعه، متسائلا إن كانت الاحتلال الصهيوني سيظل مارقة خارج حدود القوانين الدولية، ولم تفوت القاعة فرصة دون مقاطعة السفير لتذكره في كل مرة بموقفها الرافض للاعتراف بالكيان الصهيوني وأن أبناء وأحفاد شهداء ثورة المليون ونصف المليون شهيد لا يقبلون بغير المقاومة في التعامل مع المحتل الغاصب للأراضي الفلسطينية، »لا تفاوض لا استسلام، مقاومة إلى الأمام«. وبصفة يتولى الرئاسة الدورية للتحالف الرئاسي، فقد ألقى ميلود شرفي الناطق الرسمي باسم الأرندي كلمة التحالف، التي دعا فيها إلى ضرورة الضغط على المجتمع الدولي لكسر الحصار على غزة، وفي المقابل فرض حصار على دولة العصابات والإرهاب، مثلما سبق وأن فعل مع نظام الميز العنصري في جنوب إفريقيا، وما إن بدأ شرفي الحديث عن قافلة الحرية ودورها في فضح الممارسات الصهيونية، حتى ردت عليها القاعة بكلمة واحدة »كلنا فدا الأسطول من الجزائر إلى الخرطوم«، كما تساءل شرفي عن الأممالمتحدة ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان مما يجري في فلسطين، وجاءه الرد سريعا من الغاضبين»كلهم يهود«، تفاعل الحضور مع كلمات قادة الأحزاب إلى أبعد الحدود وبدا الطرفان في انسجام وتناغم فما إن وصف شرفي الكيان بأنه سرطان حتى ردت عليه القاعة بكلمة واحدة »والعرب بلا قرار« كما لم يفوت الغاضبون الفرصة لتوجيه رسالة إلى رئيسهم لأن يبادر بكسر جدار التخاذل العربي قائلين»العرب بلا قرار يا بوتفليقة خذ قرار«. وكان الدور بعد شرفي على أبوجرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم، الذي اختار أن يدغدغ مشاعر الغاضبين على غزة باستحضار انجازات الفريق الوطني وبطولات أشبال سعدان في الدفاع عن الراية الوطنية، لتتحول الهتافات بسرعة فائقة إلى »وان تو تري فيفا لالجيري«، ودعا الجزائريين لأن يكونوا جاهزين عند عودة الوفد الجزائري المشارك في القافلة لاستقباله استقبال الأبطال على غرار الاستقبال الذي خص به الشعب الجزائري محاربي الصحراء بعد افتكا كهم تأشيرة التأهل إلى المونديال في ملحمة أم درمان. وعلى عكس شريكيه في التحالف ارتأى الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم الصمت، على اعتبار أن المواقف الموحدة من القضية الفلسطينية، إلا أن نداءات الحضور وإصرارهم على سماع كلمات بلخادم وموقفه مما يجري، اضطره للرضوخ والتوجه إلى المنصة، التي طالب عبرها بفتح معبر رفح بشكل دائم وأن يكون كسر الحصار على غزة بريا قبل أن يكون بحريا، بالنظر إلى أن كسر الحصار البري أمره بيد العرب، وخرج المشاركون في تجمع الغضب لنصرة غزة مرددين شعار الجزائر العتيد »فلسطين الشهداء«.