قللت الطبقة السياسية في الجزائر من أهمية إعلان المغني القبائلي فرحات مهني زعيم ما يعرف بالحركة من أجل الحكم الذاتي لمنطقة القبائل، عن حكومته المزعومة أمس الأول من العاصمة الفرنسية باريس، وأجمعت على أن المدعو فرحات مهني مجرد أداة لتنفيذ مشاريع أجنبية عجز أصحابها عن تحقيقها في الماضي، كما اعتبر التشكيلات السياسية مساع مهني للحصول على اعتراف بحكومته المزعومة بمثابة الركض وراء السراب. لم يستغرب ممثلو الطبقة السياسية في الجزائر الخطوة التي أقدم زعيم التيار الانفصالي في منطقة القبائل عليها أمس الأول، واعتبر عديد منهم أنها كانت متوقعة من هذا الأخير بالنظر لما بدر منه في الماضي من تصرفات ومن تصريحات كانت تسير كلها عكس التيار وعكس الإجماع الوطني، كما اتفق ممثلو التشكيلات السياسية على أن مهني قام بإحياء مشاريع قديمة فشل أصحابها في تنفيذها في الماضي. وقد أكد قاسة عيسي بالنسبة لحزب جبهة التحرير الوطني وعلى لسان عضو المكتب السياسي المكلف بالاتصال أنه لم يستغرب مثل هذا الإعلان الذي قال إنه لا يعتبر حدثا ولا يفترض أن يحظى بأي التفاتة، خاصة وأنها خطوة منتظرة من هذا المطرب، وفي السياق أبرز المكلف بالإتصال في قيادة الحزب العتيد أن منطقة القبائل ليست بحاجة لأمثال مهني للدفاع عنها والحديث باسمها، مشددا على أن المشروع قديم ويعود لأطراف أجنبية عجزت عن تنفيذه منذ الفترة الاستعمارية، في خمسينيات القرن الماضي، واعتقدت اليوم أن بإمكانها إحياءه هذا باستعمال فرحات مهني، الذي لم يحمل المشروع الانفصالي الذي تحمله في حقيقة الأمر أطراف وجهات أخرى، ومهني يدعي فقط ولادة هذا المشروع. ومن وجهة نظر عيسي أن هذا الإخراج السينمائي لحكومة مزعومة لن ينجح في زعزعة الوحدة الوطنية التي هي أقوى من كذا تصريحات أو مبادرات، أو محاولات ولعل فشل المشاريع الاستعمارية في المساس بالوحدة الترابية للجزائر أحسن دليل وأفضل رد على هذه المبادرات الجديدة التي يحاول اليوم مهني تنفيذها نيابة عن أصحابها الحقيقيين. أما عبد الرحمان سعيدي رئيس مجلس الشورى لحركة مجتمع السلم فقد وصف التصريح الانفصالي لفرحات مهني بغير العقلاني وهو يندرج في إطار صناعة الوهم، وقال إن هناك من يصنع الحدث في الجزائر وهناك من يعيش على هامش الحديث، فيما هناك من يعيش في الوهم على غرار مهني وأتباعه. كما اعتبر سعيدي تصريحات مهني يغير المسؤولة وأن الخوض فيما كأنما هو الخوض في الوهم، مشيرا إلى أن حقائق العمق الجزائري ومنها منطقة القبائل أبعد ما يكون عن أوهام مهني وأتباعه، وذهب سعدي إلى ما ذهب إليه شريكه في التحالف، الأفلان بالجزم أن مهني يسعى لإعادة إحياء مشاريع قديمة خدمة لأطراف أجنبية ولمصالحهم الأجنبية، واعتبر أن البحث عن اعتراف دولي بهذه الحكومة المزعومة هو بحث عن السراب لأن العالم محكوم بموازين وحقائق والمجتمع الدولي لا يلتفت لهذه الشطحات وأن المجتمع الدولي لم يعترف أصلا بحركته حتى يعترف بحكومته المزعومة .