لم تمنع الاضطرابات العديدة التي عرفها قطاع التربية منذ بداية العام الدراسي الذي يوشك أن ينقضي، الوزير بوبكر بن بوزيد من إبداء تفاؤله بتحقيق نتائج غير مسبوقة في امتحانات البكالوريا، وهو الانطباع نفسه الذي أبدته وزارة التعليم العالي التي أكدت بدورها أنها مُستعدة لاستقبال ما لا يقل عن 300 ألف طالب جديد خلال الدخول الجامعي المُقبل. تُشير التصريحات التي أطلقها المسؤول الأول على قطاع التربية خلال خرجاته الإعلامية في الفترة الأخيرة، إلى أن توقعات مصالحه تؤكد أن نسبة النجاح في بكالوريا هذه السنة سوف لن تقل عن 50 بالمائة على عكس النتائج التي تحقّقت خلال العام الماضي، حيث بنى بن بوزيد هذا التفاؤل على أساس أن الوزارة سخّرت كافة الوسائل البشرية والمادية لإنجاح الامتحان وإجرائه في ظروف عادية غير متأثرة بالاضطرابات التي عرفتها المؤسسات التعليمية والمتعلقة بإضراب الأساتذة. ومن العوامل التي دفعت وزير التربية الوطنية إلى إبداء ثقة مُفرطة في تحقيق نجاح باهر مع نهاية الموسم الدراسي الحالي، إصراره على أن سلسلة الإضرابات التي عرفها قطاعه سوف لن تُؤثر على مستوى أداء تلاميذ الأقسام النهائية، كما استند أيضا إلى مقاربة أخرى تتعلّق بالإجراءات التي تم اتخاذها في هذا الشأن من خلال التأكيد بأن أسئلة امتحان البكالوريا لن تخرج عن دائرة الدروس التي تلقاها التلاميذ في رسالة ضمان وطمأنة واضحة إلى أولياء التلاميذ. والواقع أن وزارة التربية وجدت صعوبات كبيرة في مواجهة إضراب أساتذة القطاع في مختلف الأطوار بعدما اضطرت إلى التهديد بالشطب النهائي للأساتذة المضربين من الوظيف العمومي، وعلى الرغم من ذلك فإن عدم استكمال المُقرّر الدراسي يصبّ في مصلحة الوصاية لأن تحديد المواضيع المعنية بامتحانات البكالوريا، على قلتها، سيرفع من حظوظ التلاميذ المُمتحنين في النجاح والالتحاق بالجامعة، بالإضافة إلى التسهيلات الأخرى المُتعلقة بإدراج الأسئلة الاختيارية التي تزيد هي الأخرى من مُعدّل النجاح. وما يزيد كذلك من احتمالات ارتفاع نسبة النجاح في بكالوريا هذا العام هو العدد المُعتبر للمُترشحين في مُختلف الشعب والتخصّصات، حيث يتجاوز 498 ألف مُترشح، وإذا ما ربطنا هذا الرقم مع ما جاء على لسان بوبكر بن بوزيد من توقعات فإن النسبة النهائية لن تكون أقل من 50 بالمائة في أسوء الحالات، بما يعني في النهاية تجاوز عدد الناجحين عتبة ال 250 ألف، بعدما كانت النسبة توقفت خلال دورة جوان 2009 عند 45 بالمائة، أي بإجمالي ناجحين في حدود 110 آلاف و795 تلميذ ناجح من أصل 245929 تلميذ. وعلى الرغم من أن بوبكر بن بوزيد تفادى الدخول في الأرقام المرتبطة بنسبة النجاح التي تتوقعها دائرته الوزارية، فإن وزير التعليم العالي وضع كامل حساباته من أجل تفادي أية »مفاجأة غير سارة« مطلع شهر جويلية المقبل، حيث أكد في الندوة الوطنية التي جمعته مؤخرا برؤساء الجامعات وكذا مسؤولي الخدمات الجامعية بأن مصالح وضعت كافة الاحتياطات اللازمة باستقبال أكبر عدد من الوافدين الجديد إلى القطاع، مُعلنا بلغة الأرقام أن الموسم الجامعي المقبل سيشهد فائضا في الهياكل يقدر ب 60 ألف سرير واستلام ما يعادل 300 ألف مقعد بيداغوجي جديد. ومن هذا المنطلق فإن وزارة حراوبية أعلنت أن إجمالي هياكل الاستقبال المتوقع استلامها مطلع الدخول الجامعي المقبل في المجالين الخدماتي والبيداغوجي، تقدر بحوالي 117850 مقعد بيداغوجي و85530 سرير زيادة على 49 مكتبة جامعية، منها 06 مكتبات مركزية و57 مطعما جامعيا، أما بالنسبة للتأطير البيداغوجي، فإنه سيشهد دعما كميا يظهر بوضوح في فتح 2800 منصب مالي جديد للأساتذة و4400 للمستخدمين الإداريين والتقنيين، وهي أرقام تمثل كلّها مؤشرات إيجابية وضمانات لوزير التربية على تكفل أحسن في حال تحقّقت توقعاته بشأن معدلات النجاح في الكالوريا.