رحيل الجلاد مارسيل بيجار رحل صباح أمس عن هذا العالم الجلاد الجنرال الفرنسي مارسيل بيجار الذي ارتبط اسمه بأبشع ممارسات التعذيب والإبادات الجماعية، والإعدامات الصورية والإغتيالات التي كانت تمارس تحت أوامره لقمع ثورة التحرير. مات السفاح بيجار بعد 94 سنة من الحياة دون أن يحاكم على الجرائم والمجازر والفظاعات التي كان وراءها. حينما كان بيجار عقيدا في الجيش الاستعماري، قاد سنة 1957 معركة الجزائر في محاولة وحشية لضرب خلايا الفدائيين والمجاهدين بالعاصمة التي كان " علي لابوانت" من صناع ملحمتها كما مارس بيجار قمعا جهنميا لإجهاض إضراب الثمانية أيام من 28 جانفي الى 7 فيفري 1957، وأصبح يعرف " بسفاح الجزائر" على شاكلة الجنرالين بول أوساريس وجاك ماسو.وفي سجله الملطخ بدماء الشعب الجزائري، قاد بيجار عدة معارك ضد جيش التحرير الوطني في الشرق الجزائري، وأصيب في معركة " آرقو" بجبال تبسة في صيف عام 1956 بقيادة لزهر شريط، كما كان هذا السفاح وراء العديد من الإبادات الجماعية في الصحراء الجزائرية من بينها مجزرتا عين صالح وتيميمون. المجاهد لويزة ايغيل أحريز التي قالت قبل عشر سنوات " سأظل أطارد بيجار الى غاية قبره، فهو وماسو لايختلفان عن القمامة"، كانت من ضحايا التعذيب الوحشي الذي كان يمارس بأوامره حينما كان قائدا للفرقة الثالثة للمظليين بالعاصمة، ومما جاء في احدى شهاداتها أن الذين كانوا يعذبونها بتكليف من بيجار كانوا يقدمون بنزع لحمها " بالكلاب" (الكماشة) مثلما تنهش الكلاب لحوم الموتى وأنهم كانوا يتلذذون بكسر عظامها بالهراوة. السيدة ايغيل أحريز التي كانت في مواجهة مع الجلاد بيجار بمحكمة الجنايات الدولية، صرحت أمس أن " اسم مارسيل بيجار مرادف للموت والتعذيب، وكان بإمكانه قبل موته أن يريح ضميره ويقدم اعتذاراته للجزائريين، غير أن ذلك لم يحدث وإنى مريضة بسبب ذلك" وأضافت " هو الآن بين أيدي خالقه وأرجو أن ينال العقاب الذي يستحقه". السفاح بيجار الذي يزعم بأن التعذيب كان شرا لا بد منه كان قد اعترف في اكتوبر 2007 في معرض حديث ليومية "ليبرتي" السويسرية بأن العربي بن مهيدي تم إعدامه مباشرة بعد توقيفه من طرف الجيش الفرنسي داحضا بذلك الرواية الفرنسية الرسمية التي تدعي انتحار بن مهيدي داخل زنزانته