التلفزيون الجزائري يركز على الإسلام في الهند، فقد خصص دقائق ثمينة من وقت نشرة الثامنة المهمة جدا للحديث عن مسجد في الهند، وعن شعور المسلمين في شهر رمضان، ولو عودنا التلفزيون على هذا النوع من التقارير في نشراته الرمضانية لكان الأمر مقبولا ومفهوما أما أن يقتصر الإسلام على الهند فإن الواضح أن للأمر علاقة باللحم الهندي الكاسد في الأسواق. ذهبت كاميرا التلفزيون إلى الهند لتنقل لنا أصوات التكبير وذكر اسم الله على الذبائح الهندية، وأرادت أن تقنع الجزائريين بأن لحوم الهند فوق الشبهات، ولم يكلف التلفزيون نفسه عناء التحقيق في اللحم الحلال الذي يستهلكه الملايين من أبناء الجالية في فرنسا وسائر دول أوروبا، فقد تركت المهمة لوسائل الإعلام الفرنسية التي تشكك في أن هذا اللحم يذبح فعلا وفق أحكام الشريعة الإسلامية، بل جرى الحديث عن اكتشاف بيع لحوم الخنزير على أنها لحوم حلال في بلد أوروبي، وقد قال التاجر المسؤول عن هذا الخداع بأنه يخلط لحم الخنزير مع لحوم الأبقار لرخص ثمنه. كان من المفروض دراسة السوق وميول المستهلك قبل فتح خزائن المال وجلب أطنان اللحم المجمد من الهند، أما وقد عزف الناس عن شرائه، لأسباب تتعلق بالنوعية أو المذاق أو الحكم الشرعي، فإن التلفزيون لا يمكنه تصحيح أخطاء التسيير القاتلة التي تكلف خزينة الدولة خسائر فادحة، واللجوء إلى أساليب الدعاية المتخلفة المستعارة من زمن الحرب الباردة يبين بوضوح سذاجة القائمين على وسائل الإعلام التي تسمى ثقيلة، فهم يعتقدون أن التلفزيون قادر على تغيير نظرة الناس لأي قضية بين عشية وضحاها، والحقيقة هي أن الإعلام الرسمي الفاقد للمصداقية لا يمكنه أبدا أن يقنع الناس بشيء، بل على العكس من ذلك فإن المتوقع هو أن ينفر الناس من كل ما يدعو إليه التلفزيون، وبقي أن نسأل، هل تحسب هذه الدعاية للحلم الهندي في كلفته التي يقال إنها تصل إلى 2.4 دولار للكيلوغرام، أم أن تلفزيون البايلك سيشارك في دعم أسعار اللحم باعتباره مؤسسة مواطنة كما يقال عن سوناطراك ؟.