يشرع أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في زيارة رسمية إلى الجزائر، شهر أكتوبر الجاري، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الكويتية أمس، وسيلتقي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وكبار المسؤولين في الدولة لبحث سبل ترقية العلاقات الثنائية، وآليات التعاون بين البلدين. تكتسي زيارة أمير الكويت إلى الجزائر، أهمية بالغة في مسار العلاقات الثنائية، حيث تأتي في وقت طرحت فيه الحكومة الجزائرية برنامج استثماري ضخم ضمن المخطط الخماسي2010-2014 بقيمة مالية إجمالية قدرت 286 مليار دولار، فضلا عن إجراءات تحفيزية للمستثمرين الأجانب و بالأخص منهم المستثمرين العرب. في هذا السياق، كان وزير المالية كريم جودي قد دعا في وقت سابق المستثمرين الكويتيين إلى استغلال الامتيازات التي توفرها السوق الجزائرية، وتقدر الاستثمارات الكويتية بالجزائر بأزيد من مليار دولار لتتصدر بذلك الكويت المرتبة الثالثة من بين المستثمرين العرب، غير أن السلطات الجزائرية التي تعول كثيرا على رأس المال العربي، تعتقد أن مساهمة رجال المال والأعمال الكويتيين في السوق الجزائرية لا يرقى إلى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين وأيضا إلى حجم الامتيازات التي توفرها الجزائر في مجال الاستثمار، سواء في قطاع البتروكيمياء، الفلاحة، الحديد و الصلب، الطاقة و السياحة وكذا الخدمات والمالية. وكانت زيارة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى الكويت، عام 2008 قد أعطت دفعا قويا للعلاقات الثنائية، حيث تم خلالها التوقيع على اتفاقيات للتعاون الثنائي أهمها إلغاء الازدواج الضريبي بين البلدين، وبروتوكول تعاون بين خارجية البلدين، بالإضافة إلى اتفاقية للتعاون في مجال التكوين المهني. وفي مجال المواصلات، تجرى مفاوضات بين مسؤولي البلدين من أجل فتح خط جوي مباشر بين الجزائر والكويت، أما في مجال المالية والبنوك، فالكويت تتواجد في الجزائر من خلال بنك الخليج، فيما يرتقب فتح فرع لبنك التمويل الكويتي بالجزائر وهو بنك إسلامي. وفي انتظار تنصيب المجلس المشترك لرجال أعمال البلدين، تبقى اللجنة العليا المختلطة الفضاء الوحيد لترقية التعاون.