قررت وزارة الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات اليوم و بمناسبة اليوم العالمي للسيدا الذي يصادف الفاتح من شهر ديسمبر إطلاق سراح قائمة مراكز الكشف المنتشرة عبر كامل التراب الوطني استجابة لمطالب الحركة الجمعوية التي طالبت في أكثر من مناسبة و خارج دائرة المناسبات بضرورة اطلاعها على التوزيع الجغرافي للمراكز الفعالة و المقدر عددها تقريبا بحوالي 50 مركزا بغية توجيه الأشخاص الراغبين في إجراء تحاليل للتأكد من سلامة و خلو أجسامهم من فيروس" ايش أي في " سلوك عادة ما يتخذ مباشرة بعد الحملات التحسيسية و التوعية التي تقوم بها الحركة الجمعوية. عدد الإصابات بفيروس السيدا المعلن عنها رسميا في الجزائر خلال هذه السنة تستدعي دق ناقوس الخطر و إن كانت لاتزال بعيدة عن توقعات منظمة الصحة العالمية التي تحدد نسبة الإصابات في الجزائر ب 0.02 من مجموع إجمالي السكان فقد سجلت الجزائر لغاية 30 من شهر سبتمبر1118 حالة سيدا و 4745 حامل للفيروس بزيادة قدرت بحوالي مائة حالة جديدة مقارنة بالسنة الماضية. جمعيات بالجملة في عهد الرخاء ويبدو حسب إجماع الجمعيات المختصة في مكافحة الايدز بالجزائر أن كل الجهود المبذولة للأسف في محاربة هذا المرض ببلادنا قد توقفت فجأة منذ سنتين تقريبا تزامنا مع توقف تمويل الصندوق العالمي الذي لم يضخ سنتيما واحدا للجزائر بسبب تأخر أو تعمد رفض السلطات الجزائرية تقديم احتياجاتها لهذه الهيئة الدولية و التي تقوم بموجبها بتخصيص غلاف مالي من جهة بينما ارجع من جهة أخرى المختصون عزوف الصندوق العالمي عن دعم جهود الدولة الجزائرية في هذا المجال لضعف الإصابات بالجزائر حيث لا تتعدى نسبتها 0.1 بالمائة و ميلها لتمويل بعض الدول الإفريقية حيث يكثر انتشار هذا الفيروس بشكل مخيف اقلق المجتمع الدولي و ربما بسبب الضجة الجمعوية التي أحدثته الهيئة الوطنية لترقية الصحة و تطوير البحث بسبب ما أسمته آنذاك التوزيع غير العادل و المتحيز لبعض الجمعيات على حساب أخرى ..قضية شككت الصندوق العالمي في نزاهة بعض المؤسسات و في سوء تعاملها و تسييرها للتمويل الدولي . و باستثناء بعض الجمعيات التي تعد على أصابع اليد الواحدة و التي لازالت تنشط بفضل تمويل مصغر من شركات عالمية أو سفارات أوروبية عاد الحديث بقوة عن معاناة مرضى الايدز مع انقطاع العلاج الثلاثي من حين لآخر رغم توفر الأدوية بالصيدلية المركزية و كثر الكلام عن التهميش و الإقصاء الممارسين في حق هؤلاء المصابين سواء على المستوى الطبي، المهني و الاجتماعي و لم يرق هذا المرض رغم مطالب المجتمع المدني الملحة خارج دائرة المناسبات إلى مصاف الأمراض المزمنة و التي يحض أصحابها بمساعدة اجتماعية مادية من طرف مصالح الدولة و دفاتر تمكنها من اقتناء الأدوية مجانا من الصيدليات. الجمعيات التي كانت تنشط في عهد الرخاء المالي وسارعت بإدراج الايدز ضمن اهتماماتها العديدة و المختلفة اختفت مع اختفاء تمويل الصندوق العالمي لينحصر عددها من 12 جمعية إلى قرابة خمس جمعيات فقط تعاني أكثر من نصفها حاليا من مشكل التمويل الذي يسمح لها بتجسيد مشاريعها التحسيسية و التوعوية بينما صمدت ما تبقى من الجمعية بفضل المشاريع العديدة التي استثمرت فيها خلال سنوات البحبوحة المالية من خلال تكوين مربي الأقران في أوساط الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس من عمال الجنس و مدمني المخدرات. قطرة في محيط رئيس جمعية" ايدز الجزائر"عثمان بوروبة تأسف من انحسار اهتمام كل الفاعلين الأساسين بملف مرض الايدز إلى نقطة الصفر حيث لم يسجل اجتماعا واحدا لهؤلاء النشطاء في منتدى أو" فوروم "أو مجرد اجتماع منذ أزيد من سنتين لمناقشة هذا الانكماش الكمي و النوعي الذي اثر تأثيرا سلبيا على منهجية العمل الجماعي في غياب أي تنسيق فعلي و حقيقي بين الشركاء الأساسين، بينما اعترف ذات المتحدث بمرارة عن توقف كل أنشطة و اجتماعات اللجنة الوطنية لمكافحة السيدا برئاسة البروفيسور ضيف منذ قرابة خمس سنوات معترفا أن المخطط الوطني الاستراتجي السيدا2008-2012 والذي تضمن الكثير من المكاسب و الجهود لم يتحقق منه إلا القليل لا يمكن أن يتعدى نسبة ال20في المائة على أكثر تقدير، هذا الوضع المأساوي الذي عانت منه الجمعيات و المرضى على حد سواء اعترف عثمان بوروبة انه اثر كثيرا على مردود" ايدز الجزائر" التي سجلت حضورها القوي في الميدان بحملات توعوية و تحسيسسة في الجامعات و الثانويات و دور الشباب لم تستثن حتى رواد الشواطئ أملا في إبعاد خطر الايدز عن المصطافين خلال موسم الصيف و سجلت حضورها بمشاريع ريادية من الوزن الثقيل اعترف مسؤولها الأول أن تواجدها لم يعد في مستوى ما قدمته في سنوات الرخاء لكنها ربما عكس معظم الجمعيات لم تنسحب من المجال بدعوى شح المساعدات و لازالت من بين الجمعيات القليلة التي تمكنت من الصمود من مشكل التمويل بفضل إيمان بعض الشركات العالمية و السفارات الأوروبية بجهودها الحقيقية في هذا المجال بعيدا عن لغة الشعارات فلم تتردد بعض السفارات كسفارة الولاياتالمتحدة وسفارة كندا على سبيل المثال لا الحصر في تمويل بعض المشاريع الصغيرة قصيرة المدى لم ترق للأسف لمستوى المشاريع الكبرى التي دشنتها الجمعية في وقت سابق لم يكن مشكل التمويل مطروحا على الإطلاق إلى جانب دعم صندوق الأممالمتحدة لمبادراتها الميدانية في أعمال مشتركة ستعطى إشارة انطلاق احد هذه المشاريع مع بداية السنة الجديدة من خلال حملات تحسيسية بكل من الجزائروهران و تمنراست. تنسيق مفقود ذات المتحدث تأسف لغياب متابعة و تقييم فعلي لعمل الجمعية الميداني بسبب انعدام قنوات اتصال مع الشركاء الأساسين في العملية في ظل غياب اتفاقيات شراكة مع مراكز الكشف و التي تحرص الجمعية من خلال مربي الأقران على توجيه عاملات الجنس إليها على سبيل المثال لا الحصر دون أن تتلقى تقارير متابعة من باب التبليغ ليس إلا لتقييم عملها الميداني في مراحله النهائية مؤكدا انعدام أي شكل من أشكال التعاون أو التنسيق مع مراكز الكشف و الذي أكد لنا بوروبة عثمان انه يجهل عددها الحقيقي بالرغم من مراسلاته العديدة لوزارة الصحة يطالبها في كل مرة بقائمة مراكز الكشف حتى يتسنى له تبليغ الراغبين في الخضوع للكشف عن فيروس الايدز في الحملات التحسيسية التي تبادر إلى تنظيمها الجمعية عبر كامل التراب الوطني. رئيسة جمعية الحياة للأشخاص المصابين بفيروس الايدز استغربت هي الأخرى من جهتها من التراجع المسجل في الاهتمام بالمصابين بهذا المرض خلال السنتين الماضيتين مستبعدة في هذا الصدد غياب الإرادة السياسية التي كان قد أبداها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في ابوجا في 2003حيث كان أول رئيس إفريقي يلقي خطابا بشان مرض الايدز و أرجعت المسؤولية الكاملة على عاتق مسؤولين غير مناسبين في مناصب فشلوا في تسييرها سواء على مستوى بعض المستشفيات أو الصيدلية المركزية مما يفسر ندرة العلاج الثلاثي في بعض المستشفيات بالرغم من أن ذات العلاج يرمى في المزابل بعد انتهاء صلاحيته لتتراجع الجزائر عن دورها الريادي سواء مغربيا أو شرق أوسطيا. التراجع الخطير المسجل في ملف مرض الايدز بدأ منذ ثلاث سنوات قالت رئيسة جمعية الحياة بعد أن جردت هذا الأخير من الأولوية التي كانت توليه له في السنوات الماضية و تناقصت حتى مظاهر الاحتفال باليوم العالمي للسيدا خلال هذا الفترة لتكاد تكون بالاحدث. ضرورة إدراجه ضمن قائمة الأمراض المزمنة واعترفت ذات المتحدثة أن الكثير من الأشخاص المصابين بهذا المرض يطرقون باب الجمعية طمعا في مبلغ يقتنون به بعض الأدوية للأمراض الانتهازية أو طلبا لبعض المساعدات المادية أي كانت شكلها لإعالة أسرة بعد فقدان ربها عمله بسبب مرضه في غياب تأمين صحي أو مساعدة من مصالح الدولة و طالبت ذات المتحدثة من رئيس الجمهورية الالتفات لهذه الشريحة المهمشة و المقصية بالتكفل بها أو تكليف الجمعيات بهذه المهمة بتخصيص ميزانية للعمل الاجتماعي إذ لحد الآن أضافت ذات المتحدثة نضطر لصرف من جيوبنا حتى لا نرد هؤلاء المرضى خائبين. ّ"طالبنا في أكثر من مناسبة قالت رئيسة جمعية الحياة بضرورة إدراج هذا المرض ضمن قائمة الأمراض المزمنة و راسلنا وزارة العمل و الحماية الاجتماعية للتكفل بهؤلاء مثلهم مثل باقي أصحاب الأمراض المزمنة لكن قيل لنا أن القائمة قد أغلقت ولا يمكن إضافة أي مرض آخر لندرك أن بعض مسؤولينا سامحهم اله يختلقون الأعذار للتهرب من أداء عملهم. وخلصت في الخير ذات المتحدثة أن لا احد بمنأى عن الإصابة بمرض الايدز و الذي انتقل إلى الكثير من الحالات لم تمارس بالضرورة الجنس خارج علاقة الزواج مؤكدة أن الفيروس موجود بيننا سواء اعترفنا بذلك أو اعتمدنا إخفاء الحقائق و الأرقام لكنه يزحف في صمت لنكتشف بعد فوات الأوان أن عدد الحالات ستعد بعشرات الآلاف إن لم نسارع لتصحيح الوضع و العودة إلى ما كنا عليه قبل ثلاث