ركزت وزارة التربية جهودها مؤخرا، على القيام بمسح ميداني لما تحقق تربويا على أرض الواقع، من حيث الكم والكيف، ويجري التوجّه نحو تشكيل لجان مشتركة، مهمتها المتابعة الميدانية الجوارية لتمدرس التلاميذ، والتدقيق فيما تحقق وما لم يتحقق على المستوى الكمّي والنوعي ضمن إطار الإصلاح الجاري منذ 2004. تسعى وزارة التربة إلى تلقّي الإجابة الشافية حول السِؤال المطروح عن ماهية الأسباب الحقيقية التي حالت دون تحقيق النتائج الكمية والنوعية للإصلاح التربوي في بعض الولايات، التي تميّزت في السنة الدراسية الأخيرة وما سبقها بتدني وضعف نتائجها التربوية من حيث العدد الإجمالي للناجحين في الامتحانات، ومستوى العلامات والمعدلات التي تحصّلوا عليها. وحسب المعلومات المتداولة، فإن ذلك يعني بالدرجة الأولى 14 ولاية عبر الوطن ، وهي على وجه الخصوص ولايات الجنوب المعزولة، وبعض الولايات الداخلية. ولقد وزّعت الوزارة جهودها عبر ثلاث مستويات بارزة من النشاط، أوّلها جولات وزيارات المعاينة الميدانية التي يقوم بها وزير التربية شخصيا، والحوارات المباشرة التي يجريها مع المسؤولين المحليين، وجلسات العمل التي يُديرها محليا، وقد شملت عددا من الولايات، التي هي بحاجة ماسة للأخذ بيدها، وثانيها الزيارات والمعاينات التي يقوم بها هذه الأيام أبو بكر خالدي أمين عام الوزارة، عبر عدد من الولايات، وفي نيّته العودة بالإجابات عن الأسباب الحقيقية التي تحول دون تحقيق النتائج المرجوّة، ولقد كانت ولاية باتنة آخر محطات خالدي، حيث نصب لجنة مشتركة، على غرار ما تمّ القيام به بالجلفة، وستُكلف هذه اللجنة بالمتابعة الميدانية والجوارية لتمدرس التلاميذ، وتندرج المبادرة في إطار التجسيد الفعلي للبرنامج الوطني الذي وضعه بن بوزيد لمتابعة وضعية 14 ولاية، والتي منها 10 ولايات بالجنوب، و4 ولايات بالهضاب العليا، وهي ولايات: )باتنة، الجلفة، المسيلة، والأغواط(، التي لم تتحصل على نتائج مرضية في الامتحانات النهائية الرسمية، لاسيما منها امتحانات شهادة البكالوريا، وقد وعد خالدي بأن يكون لهذه الولايات برنامج خاص للبحث في أسباب نتائجها المقلقة مثلما قال. مؤكدا أن هذه اللجان ستتولّى تشريح وضعية قطاع التربية، والبحث في الأسباب والنقائص، التي أدت إلى تقهقر النتائج المسجلة. وثالث هذه الجهود، ما يُبذل على مستوى الملتقيات الوطنية التكوينية، التي برمجتها الوزارة، وقد استهدفت سبر أغوار المنظومة التربوية، وتقصّي الحقائق عبر التقارير المقدمة، بداية بسرد نقاط الضعف، وإظهار نقاط القوة، والعمل أساسا على الرفع من مستوى الأداء التربوي، وتحسين نوعيته ومستواه، والتمكين من الاستغلال الأمثل للتكنولوجيات الحديثة في مجال الإعلام الآلي. ورابع الجهود المبذولة، الندوات المحلية، الجهوية، والولائية، التي أشرفت على تنظيمها الوزارة لمديري التربية بشكل منتظم، وسادها تقديم عروض الحال الولائية، ونقاشات واسعة لاسيما حول الأساليب والطرق التربوية الجديدة، المؤدية للرفع من معدلات النجاح الولائية، في الامتحانات الرسمية، وتحقيق النوعية التي يطمح الإصلاح التربوي بلوغها.