عرضت قناة الجزيرة ليلة الأربعاء صورا لمجزرة ارتكبتها القوات الأمريكية ضد عائلة عراقية كاملة•• وقد كانت الصور ناطقة بالإجرام المشبع حقدا على العراقيين كعرب، إذ لم يكتف جنود الاحتلال بالقتل رميا بالرصاص، بل مثلوا بالجثث الى درجة توحي وكأنهم في حالة متقدمة من تناول المخدرات• وهذه الجريمة هي واحدة من آلاف الجرائم التي ترتكب كل يوم ضد الأسر العراقية والشعب العراقي بكل طوائفه• والغريب أن المنظمات الانسانية المنتشرة في العالم لم نر لها أي أثر لتتحرك ضد هذه الجرائم العلنية، ولم نسمع لها صوتا في المحافل الدولية مثلما كنا نسمعه وهي تتحدث عن حقوق الانسان والجرائم ضد الانسانية في الدول العربية والاسلامية• هذا هو العراق اليوم بعد الاحتلال يعيش حالة القتل البطئ لكل شيء فيه•• هم يقتلون الوحدة الوطنية، ويؤسسون لتقسيم فيدرالي، ويعودون بالجامعات العراقية إلى أدنى المستويات بعد أن كانت معامل حقيقة لإنتاج الكفاءات من العلماء وكل القدرات التي ساهمت في بناء العراق الحديث••• استباحوا المتاحف، ونهبوا البنوك سلبوا ثروات الشعب العراقي ولا يزالون، أهانوا كرامته وأذلوا إنسانيته في السجون والمحتشدات والمعتقلات وهم يعملون اليوم على أن يعطوا لكل ذلك شرعية من خلال الاتفاقية الأمنية التي لا تزال المفاوضات جارية بين الحكومة العراقية برئاسة المالكي والولاياتالمتحدةالامريكية وهي الاتفاقية التي سوف تكرس وجود الاحتلال وترهن سيادة العراق إلى أجل غير مسمى• لم نسمع صوتا عربيا واحدا انطلق ضد المجازر التي ترتكب في حق الابرياء تحت غطاء محاربة الارهاب وتتبع آثاره لتجفيف منابعه، لم نسمع ادانة واحدة لكل هذه الممارسات التي تجري يوميا في العراق وفلسطين• يبدو أن العرب في ملهاة من أمرهم بشأن سعر البترول الذي لا يزال يتصاعد وكل تفكيرهم منصب على الطريقة التي يمكنها أن تلجم الأسعار وأن تغرق السوق بزيادة الإنتاج• ولذلك فليس لهم وقت للتفكير في مآسي العرب أو الجرائم التي ترتكب ضدهم خاصة إذا جاءت من الولاياتالمتحدةالأمريكية واسرائيل•• أيضا لعبة إسرائيل مع الفلسطينين في الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال التهدئة التي تشمل غزة وتستثني القطاع وتستمر العمليات ضد الفلسطينيين وهنا تكمن المراوغة الاسرائيلية في استمرارها قتل الفلسطينيين من خلال عملية التقسيم التي أبدعتها بين الضفة والقطاع، وتبقى قضية التهدئة مرحلية إلى حين استعادة الجندي الاسرائيلي الأسير عند حركة حماس وحينها سوف تعود حليمة إلى عادتها القديمة، ستعود إلى حالة الحصار وربما لعمليات أشرس من كل العمليات السابقة ضد الفلسطينيين• على صعيد آخر لفت انتباه الجميع السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من خلال مناكفته مع الرئيس الاسرائيلي سيمون بيريز في لقاء الأردن الذي ضم المتحصلين على جائزة نوبل للسلام، وأيضا اشتباكه السياسي مع وزيرة الخارجية الأمريكية ثم مع رئيس الوزراء البريطاني السابق في برلين الأخير حول الوضع في فلسطين حيث لم يتحمل الأمين العام لجامعة الدول العربية الزيف والمراوغة التي تضمنتها مواقف أولئك الصهاينة وإن اختلفت مواقعهم السياسية وجنسياتهم الدولية• تبقى قضايانا العربية وواقعنا في التعامل مع الاحتلال في العراق وفلسطين مرهونة بمواقفنا وبارادتنا في التحدي لكننا نزال أمة متفرقة ولذلك استقووا علينا وأصبحوا يذبحون أبناءنا حتى الرضع ونحن مجبرون على السكوت•