حذر عبد القادر زحالي عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني مكلف بالشباب، في الندوة التكوينية الجهوية التي نظمت بولاية قسنطينة احتضنها قصر الثقافة مالك حداد شارك فيها 34 محافظة، الشباب الجزائري من الانجراف وراء المغالطات التي تسعى أطراف من خلالها إلى التشويش على الجزائر وإدخالها في موجات العنف والتطرف وضرب استقرارها باسم "الربيع العربي"، مشيرا بخصوص المجلس الأعلى للشباب أن الأفلان يراهن على تواجد الشباب بقوة بما فيهم المرأة، باعتباره رهان المرحلة القادمة، مؤكدا أن حزب جبهة التحرير الوطني هوحزب جماهيري لا مجال فيه للإقصاء، وثمن زحالي والوفد المرافق له بالانتصار الذي حققه "الجدار الوطني" في اللقاء الأخير الذي ضم 40 حزبا من أجل نصرة الجيش الوطني الشعبي والدفاع عن حدود البلاد ومكتسباتها تميزت الندوة التكوينية التي شهدت حضورا قويا للشباب بتقديم محاضرات ألقاها مناضلون وإطارات في الحزب شرحوا فيها مضامين الدستور الجزائري ولائحة الانتشار الحزبي، حيث تهدف حسبه إلى توسيع القاعدة النضالية في الحزب لاسيما وهذا الأخير مقبل على مواعيد انتخابية هامة ويحرص على تواجد الشباب في القوائم المقبلة، وقال زحالي ان الحزب جاد في عملية توسيع القاعدة، وسيتم عن قريب تنصيب "خلايا الشباب" على مستوى كل المحافظات، العملية تبدأ من محافظات الغرب، وخلية للمرأة، وسيشرف عليها هوبنفسه حتى لا تكون هناك محاباة وجهوية، وتجسيد كذلك نظرة الأمين العام عمار سعداني في جعل كل الشباب بمختلف مستوياتهم سواسية في الحزب، لأن الأفلان كما قال زحالي حزب جماهيري يجمع كل الشباب من البطال إلى أعلى مستوى، ولا مجال فيه للإقصاء، وقد نبه الحزب بقيادة أمينه العام عمار سعداني إلى إعطاء الأولوية للشباب من خلال المقترح الذي قدمه خلال مشروع إنشاء "المجلس الأعلى للشباب" الذي تم اقتراحه من قبل الأفلان في مسودة التعديل الدستوري، موضحا أن هذا المجلس موجه لكل الشباب الجزائري وليس ملكا لحزب معين، ولو أن تشكيل هذا المجلس أضاف زحالي من اختصاص رئيس الجمهورية غير أن الأفلان يسعى إلى البحث عن الآليات والكيفية لتكون الأغلبية فيه لصالح الحزب، مشيرا إلى أن الحزب الذي لا يعمل من أجل تمكين إطاراته مستقبلا محكوم عليه بالفشل والموت البطيء. وقد استمع عبد القادر زحالي إلى انشغالات الشباب، حيث نوه وفي الجانب النظامي للحزب بالمشاكل الموجودة على مستوى القسمات والمحافظات التي ما يزال بعضها مغلقا، ومشكلة توزيع البطاقات، موضحا أن الأمين العام للحزب ومكتبه السياسي على دراية به، لكن هذه المشاكل لا تحل بسهولة، بل بالنضال المستمر، وخاطب زحالي المناضلين في هذا الصدد قائلا: " مهما ظلمتم وأقصيتم، لا ينبغي أن تفشلوا، ونضالكم لابد أن يستمر، لأنكم حاملين برنامج وتوجه ولا تكونوا مثل الذين تجردوا من قناعاتهم وتوجهاتهم" في هي رسالة منه إلى محاربة التجوال السياسي، وأن هؤلاء لا مكانة لهم في الحزب إذا أرادوا العودة إليه، ودعا عضوالمكتب السياسي للحزب المكلف بالشباب أمناء القسمات وأمتناء المحافظات إلى إعادة البنية التحتية للحزب عن طريق استقطاب مناضلين يؤمنون بتوسيع القاعدة النضالية ، وبالمناسبة انتقد زحالي تقاعس المنتخبين والنواب في القيام بدورهم تجاه الحزب وقواعده النضالية التي أوصلتهم إلى هذا المنصب، ويعطون ظهرهم للمناضلين وفيهم من يغير رقم هاتفه، ولا يعودون إلى القواعد النضالية إلا مع اقتراب موعد الانتخابات، لتجديد عهدتهم، وخاطبهم قائلا: عهد "البريكولاج" قد ولى. في ذات السياق قال عبد القادر زحالي أن الجزائر تعيش الكثير من الأحداث من الداخل والخارج، خاصة في الآونة الأخيرة لضرب استقرار الوطن والوحدة الوطنية، في إشارة منه إلى الذين يتحدثون عن صورة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة التي نشرها الوزير الفرنسي الأول مانويل فالس، مشيرا أن الرئيس الجزائر هورئيس كل الجزائريين، وأن حزب جبهة التحرير معروف بمواقفه الثابتة ، وقال عبد القادر زحالي أن المراد من هذا التصرف اللامسؤول هوالخدش في تاريخ الجزائر وشهدائها ومؤسساتها الدستورية، وهي محاولات سببها أطماع فرنسية لم تتحقق في السيطرة على الصحراء الجزائرية، وما تزال مساعيها مستمرة في زرع اللاإستقرار في البلاد لكن فطنة الجيش الشعبي الوطني المرابط في الحدود، حالت دون تحقيق أهدافها ومطامعها ، مستطردا في سياق ذي صلة أن الربيع العربي الذي دمر العراق واليمن وسوريا وليبيا وتونس عجز مبتكروه أن يطال وحدة الجزائريين، الذين عاشوا تجربة قاسية، فيما سميت بالعشرية السوداء، التي دمرت فيها مؤسسات من طرف أبنائها كما قال هوفي إشارة منه إلى الحرب الأهلية بين النظام والفيس المحل في مرحلة التسعينيات. وأشار إلى أنه آن الأوان لإنهاء لغة الخشب والذهاب إلى اللغة النضالية الحقيقية التي تكون في صالح البلاد وفي مستوى طموحات الشعب، وعلى المناضلين في حزب جبهة التحرير الوطني أن يتصدوا لهذه العمليات الدنيئة ووضع حد للتشويش على المجتمع والحزب من أجل ضرب استقرار البلاد، وضمان التواصل بين ألأجيال واستمرار رسالة الشهداء، وفي بيان ختامي ثمن أمناء محافظات ولايات الشرق التعديلات التي جاء بها الدستور الجزائر، لاسيما وهذه التعديلات تتماشى وثوابت الأمة وبيان أولا نوفمبر، وذلك بترسيخ أسس نظام جمهوري للدولة وتأصيل طابعها الديمقراطي ودعم المؤسسات الدستورية، وأكد المشاركون في الندوة الجهوية التكوينية في ذات البيان على التفافهم حول القيادة السيلسية للحزب وعلى رأسها الأمين العام عمار سعداني وحرصه على تنظيم هذه الندوات، وهي دلالة على تفتحه على الأجيال وتمكين هذه الفئة من حقها في الممارسة السياسية وتمثيل الحزب في مختلف المسؤوليات.