تشهد أسعار مختلف أنواع الفواكه، هذه الأيام، تناقضات ملحوظة بأسواق الجزائر العاصمة وضواحيها، بحيث يُحاول بعض المُضاربين والتُجار الإبقاء عليها مرتفعة بالرغم من وفرة المنتوج، والغريب في الأمر أن البعض الآخر يلجأ إلى حد رميها بدل بيعها بسعر يقل عن 100 دج، وهو مثلا حال الفراولة، البشملة "أي الزعرور أو المشيمشة"، والبرتقال والخوح..يحدث ذلك في غياب تام للرقابة وقبل حوالي 20 يوما عن شهر رمضان المُعظم. أكد جل التجار الذين تحدثوا إلينا في بعض أسواق الجزائر العاصمة أن أسعار الفواكه بصفة عامة لم تعرف الانخفاض، إذا ما قارناها بالسنوات الماضية، منذ شهر جانفي الماضي، تاريخ البدء في تطبيق الإجراءات الحكومية المتضمنة تقليص عملية استيراد بعض أنواع الفاكهة، وأكد هؤلاء أن هذه الإجراءات المتخذة من طرف الحكومة في إطار سياسة التقشف، كان لها الأثر المباشر في ارتفاع أسعار مختلف أنواع الفواكه المحلية، وهو حال، التُفاح الذي ارتفع سعره بشكل ملفت للانتباه مثله مثل البرتقال والفروالة والزعرور وغيرها.. ويرى هؤلاء التجار بأن الإجراءات الحكومية انعكست على أسعار جميع أنواع الفاكهة، إجراءات رافقتها، يقولون، المُضاربة والابتزاز الذي يلجأ إليه بعض التجار وأصحاب مساحات التخزين وحتى التُجار البُسطاء، ما دفع إلى ظهور ظاهرة التناقضات المُسجلة في الأسعار من منطقة إلى أخرى وحتى في نفس السوق نجد سعر مادة بنفس النوعية يختلف من تاجر لآخر. وعن أسعار بعض المواد مقارنة بالسنة الماضية، يرى بعض التجار بأن الأمر يختلف تماما و"كأننا لا نعيش في نفس البلد"، بحيث يبلغ سعر التُفاح المحلي بين 250 و450 دج للكيلوغرام الواحد فيما كان السنة الماضية يتراوح بين 70 و250 دج، نفس الشيء بالنسبة للبرتقال، فالنوعية الموجهة للعصير كان سعرها في مثل هذا الوقت من العام الماضي يتراوح بين 60 و80 دج للكيلوغرام الواحد لكنها اليوم تتراوح بين 130 و160 دج أما البرتقال العادي فسعره يتجاوز 300 دج في أحسن الأحوال. وعن أسعار المواد الأخرى، بلغ أمس أدنى سعر للفراولة 130دج بسوق "كلوزال" بالجزائر العاصمة، نفس النوعية وهي نوعية رديئة جدا وتقريبا نصفها فاسد، بلغ سعرها في سوق باب الوادي 100 دج فيما بلغ سعرها بسوق الشراقة 150 دج، أما النوعية العادية فبلغ سعرها بين 160 و220 دج في الأسواق وقد تصل 250 دج في محلات الخُضر، والغريب في الأمر أن تسجيل هذه الأسعار يأتي ونحن في ذروة الموسم ورغم وفرة المنتوج، نفس الشيء بالنسبة لفاكهة الخوخ ففي الوقت الذي نجد فيه سعر الكيلوغرام يُعادل 200 دج في سوق "كلوزال" بلغ في منطقة بلكور، بنفس النوعية، 100 دج، أما سعره في السوق فيتراوح بصفة عامة بين 100 و250 دج حسب النوعية، نفس الظاهرة سجلناها بالنسبة لفاكهة المشمش وغيرها كالبطيخ الأحمر الذي يتراوح سعره بين 60 و100 دج للكيلوغرام. من جهتهم، أبدى بعض الزبائن الذين تحدثوا إلينا، أسفهم الكبير بخصوص الارتفاع المُسجل في أسعار مختلف أنواع الفواكه منذ بضعة أشهر، وأوضحوا أن عديد العائلات أصبحت غير قادرة على شراء هذه الفواكه، عكس السنوات الماضية، محملين الحكومة مسؤولية ما يحدث باعتبار أن المنتوج متوفر لكن الأسعار بقيت مرتفعة، واستغرب هؤلاء لجوء بعض التُجار إلى حد رمي الفروالة بدل بيعها بأسعار منخفضة، وكأنهم، يُضيفون، اتفقوا عل عدم تخفيض الأسعار إلى أقل من 100 دج للكيلوغرام.