تشهد أسعار مختلف أنواع الفواكه المعروضة في السوق ارتفاعا غير مسبوق، ما جعل الفقراء والعائلات المتوسطة محرومة منها تماما، وحتى النوع الرديء من البرتقال الذي يُستعمل في تجهيز العصير أصبح يُعادل 100 دج للكيلوغرام بعدما كان 30 دج السنة الماضية، أما البرتقال العادي فيتراوح بين 130 و180 دج أي أغلى من الموز المُستورد. وبعملية حسابية، نجد أن العائلة المتكونة من ستة 6 أفراد تتطلب كيلوغرامين من أي فاكهة كي تُدرج التحلية ضمن إحدى وجباتها، ومنه فهذه العائلة مُطالبة بتخصيص 240 دج كحد أدنى لضمان الفاكهة مرة واحدة على طاولة الأكل، وبمواصلتنا العملية الحسابية، ننتهي إلى أن ذات العائلة في حاجة إلى 7000 دج شهريا كي تُدرج التحلية مرة واحدة يوميا، أي نصف الأجر الوطني الأدنى المضمون المُقدر ب 15 ألف دج بداية من جانفي الماضي، والذي لم يتم البدء في تطبيقه لغاية الآن.وليست فاكهة البرتقال وحدها التي تشهد ارتفاعا في الأسعار، بل كل الأنواع الأخرى، فالموز يتراوح سعره بين 100 و150 دج، وهو بذلك أقل سعرا من البرتقال بالرغم من كونه مستوردا، بينما بلغ التفاح بين 150 و220 دج للكيلوغرام و''اليوسفي'' (أي المندرين) العادي جدا، بين 140 و160 دج وهو في آخر موسمه، بينما يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد من الفراولة بين 200 و300 دج.. هذا دون الحديث عن أسعار الفواكه الأخرى التي لا تقصدها العائلات الفقيرة والمتوسطة والتي تبقى مُقتصرة على العائلات الغنية. ولو أخذنا بالمنظور الطبي، فالتحلية ضرورية خلال كل وجبة، ما يعني أن العائلة سابقة الذكر تتطلب 14 ألف دج كحد أدنى كي تُغطي هذا الباب، أي ما يُعادل الأجر الوطني الأدنى المضمون، ومن هذا المنطلق، أصبحت العائلات الجزائرية الفقيرة والمتوسطة لا تُفكر في الفاكهة إلا إذا كان أحد أفرادها مريضا أو شراءها مرة أو مرتين أسبوعيا.تجدر الإشارة هنا، إلى أن ارتفاع أسعار الفواكه أصبح واضحا جدا منذ حوالي سنة، وهو ما شهدته فاكهة البرتقال السنة الماضية بالرغم من كون الجزائر تتوفر على أراضي خصبة صالحة للحوامض سيما سهل متيجة الذي أكله الإسمنت. وحسب مُعظم التجار الذين تحدثوا إلينا، فإن هذا الارتفاع يعود أساسا إلى النقص المُسجل في الإنتاج، بحيث أصبحت اليوم حتى النوعية الرديئة التي عادة ما يتم استعمالها كعصير، غائبة عن الأسواق، وفي حال وجودها تُباع ب 100 دج للكيلوغرام. وبرأي هؤلاء التجار، فإن الأسعار ستبقى مرتفعة إلى حين دخول أنواع جديدة من الفواكه إلى السوق وبمنتوج عالٍ. ومعلوم أن ارتفاع الأسعار لا يقتصر على الفاكهة فحسب، بل تشهد مختلف أسعار الخضر والمواد الغذائية وغير الغذائية نفس التصاعد، عدا مادة البطاطا التي تراجعت خلال الأسبوع الأخير إلى ما بين 25 و30 دج للكيلوغرام في الأسواق الشعبية، وهو تراجع وصفه لنا العديد من تجار هذه المادة بأنه مرحلي جدا.