كيف كانت بدايتك مع مهنة الصحافة؟ قصتي مع الصحافة هي قصة طويلة وقصة تحدى لا استطيع التفصيل فيها من خلال هذا الحوار، الحلم تقريبا ولد معى، أتذكر وانا في سن لا يتجاوز العاشرة طلبت منا الأستاذة في القسم أن نكتب لها المهنة التي نرغب فيها مستقبلا، حيث اختار كل من في القسم مهنة الطب أو التعليم، وكنت أنا الوحيد الذي اختار أن يصبح صحفيا و مقدما للأخبار لنقل معاناة الغير، شد انتباه الأستاذة تعبيري الكتابي ودقة التفاصيل في اختياري لمهنة ربما لم تكن تخطر في بال طفل نشأ في احد الأحياء الشعبية ب "الاخضرية"، و قالت لي "ستصل أن شاء الله". من شجعك على ولوج هذه المهنة مهنة المتاعب؟ ربما الكثير في البداية لم يكن يؤمن بإمكانياتي باستثناء الوالدة و خالي، كنت أقدم يوميا الأخبار في غرفتي وانظر للمرآة،ما جعل أقربائي يرونني على اننى مجنون و أعيش بعالم آخر، لكن و الحمد الله وصلت الى ما كنت أتمناه ولم يكن الأمر سهلا، لأنه بعد تخرجي من الجامعة قصدت العديد من الأماكن ظنا مني أن الأبواب ستكون مفتوحة، واذكر في يوم من الأيام استقبلني احد الحراس بعبارة "ماذا جئت تفعل هنا و عند من" فأخبرته اننى جئت لوضع سيرتي لعل الفرصة تتاح لي، فاخبرني "هنا لابد أن يكون لك لكتاف و كتاف صحاح"، عدت إلى البيت وأنا اشعر بخيبة أمل، لكن بعدها أردت مواصلة الدراسة في القاهرة ماجستير و رغم الإمكانيات المادية المتواضعة للعائلة أرسلوني وواصلت الدراسة سنتان حتى جاءت أحداث الجزائر ومصر وهو ما جعلنا نعود من جديد إلى الوطن. ما هي أهم المحطات الإعلامية التي عملت بها؟ تعاملت مع العديد من القنوات، وتجربة القاهرة كانت مفيدة لي، حيث مكنتني من إجراء تربصات عديدة في مؤسسات إعلامية كبيرة على غرار الأهرام، جريدة الجمهورية، وبعض القنوات الفضائية آنذاك مثل "البدر و الرافدين العراقية" التى كان مقرها مصر،و لما عدت للجزائر تم اختياري لأكون مراسل قناة الشرقية، وعملت وقتها بمكتب قناة العربية بالجزائر مع مديرها "احمد حرز الله" و ايضا كان هناك طاقم شاب على غرار "جمال لعريبي" صحفي الان بدبي و "يوسف صحراوى" صحفي بالتلفزيون الجزائري، كانت فترة مهمة تكونت فيها جيدا و بعدها عملت في قناة "الآن الفضائية" ومنتجا لمكتب العربية التعامل مع القنوات الاجنبية اكسبني العديد من التقنيات السريعة فى المعالجة المهنية، حتى جاء فتح القنوات الجزائرية والتحقت بقناة الشروق وكنت من الأوائل الذين التحقوا بها رفقة الإعلامية "ليلي بوزيدي" كانت ايام جميلة بقناة الشروق التى مازلت اعتبرها عائلتي الثانية، لأتنقل بعدها الى قناة "الدزايرتي في" وقدر لي ان اشهد انطلاقتها مثلما فعلت في الشروق، الشيء المميز ل "دزايرتي في" انها تركت لي مساحة واسعة في تجريب جميع الانواع الصحفية حيث كنت محققا في برنامج "حقائق" و مقدما لنشرة الاخبار الصباحية بالتناوب مع الزميلة "منال سالمي" التى انتقلت الى قطر في قناة الدورى و الكأس، وكان مدير قناة "الدزاير تي في" محمد حاكم منحنا الحرية و كان يدفعنا لتقديم الأفضل. حدثنا عن تجربتك مع قناة bein sport؟ بعد تنقلي للعمل بالعديد من القنوات، تلقيت عرضا من "بي ان سبور" الذي لم أكن انتظره يوما، وكان نقطة تحول في حياتي، عشقت قناة الجزيرة و لازلت، لكن القدر شاء أن اعمل مع قناة "بي ان سبور" الرياضية، في بداية الامر خفت من المهمة و المسؤولية الملقاة على عاتقي كونها قناة عالمية و لديها نسبة مشاهدة كبيرة، لكن الحمد الله اعتبرها من أفضل المغامرات وانا معروف بالتحدى لم اندم على شيء بالعكس، القائمين على القناة في قمة المسؤولية والمهنية والانضباط، حتى الأمور كانت جيدة في الجزائر ولم أتلق أي عراقيل تذكر. ما هي رؤيتك حول القنوات الرياضية في الجزائر؟ لم لا !، كل شيء ممكن مع توفر المال و الكفاءة و "بي ان سبور" نموذج ناجح للاستثمار و تقديم خدمات أفضل للمشاهد، كما تظل القنوات الجزائرية تجربة مشجعة منحت فرص عمل لعدد كبير من الشباب، و هناك تطور كبير من سنة لأخرى خصوصا من الجانب التقني، اتمنى ان تكون هناك حرية اوسع لممارسة هذه المهنة مع وجود قانون واضح المعالم يؤطر القنوات و اتمنى ان يكون القائمين على تشريع القانون اناس لديهم خبرة.