استقبل أمس، الأمين العام بالنيابة، لحزب جبهة التحرير الوطني، أحمد بومهدي، وفدا عن الحزب الشيوعي الفيتنامي، بمقر الحزب بحيدرة، وكان اللقاء فرصة تبادل فيه الجانبان العلاقات التاريخية التي تربط الحزبين، وأعلن بومهدي عن زيارة سيقوم بها أمين عام الأفلان، عمار سعداني، إلى الفيتنام الخريف المقبل. رحب أمس، عضو المكتب السياسي، أحمد بومهدي، باسم الأمين العام عمار سعداني بوفد الحزب الشيوعي الفيتنامي، الذي ترأسه المدير العام للجنة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الفيتنامي لوتوان خان، وكان اللقاء فرصة قدم فيها بومهدي، عرضا مستفيضا عن تاريخ حزب جبهة التحرير الوطني، حيث أبرز أهمية الحزب على الساحة السياسية، فبالإضافة إلى قيادته ثورة نوفمبر واستعادة السيادة الوطنية وبناء الجزائر المستقلة وتحقيق عديد المكاسب الهامة في مختلف المجالات، أبرز حضور الحزب في الساحة السياسية في الجزائر، باعتباره حزب الأغلبية والقوة النضالية والسياسية الأولى في الجزائر، حيث أنه يتوفر على هيكلة تنظيمية في كل جهات البلاد ويقود الجهاز التنفيذي. وخلال اللقاء الذي حضره كل من عضو المكتب السياسي المكلف بالتكوين واستقطاب الكفاءات، السعيد بدعيدة، والمكلف بالعلاقات الخارجية، يحيى حساني، وعضو اللجنة المركزية مدير جريدة » صوت الأحرار« نذير بولقرون، استعرض بومهدي واقع الحزب، والحركية الجديدة التي دخل فيها بعد المؤتمر العاشر، الذي اختار عمار سعداني أمينا عاما لحزب جبهة التحرير الوطني. وتحدث بومهدي عن العلاقات التاريخية التي تربط حزب جبهة التحرير الوطني بالحزب الشيوعي الفيتنامي، خاصة وأن الحزبين لهما تاريخ مشترك في الكفاح ضد الاستعمار، زيادة على مسار بناء الدولة عقب الاستقلال في كلا البلدين، وهو ما اعتبره بومهدي ميزة ذات خصوصية، تجمع بين التشكيلتين السياسيتين، مشيرا في هذا السياق إلى القيادات التاريخية في كلا البلدين. وأكد عضو المكتب السياسي أحمد بومهدي أن زيارة الأمين العام للأفلان، عمار سعداني، إلى الفيتنام، الخريف القادم، ستكون فرصة سانحة لإعطاء دفع جديد للعلاقات التاريخية، القائمة بين الحزبين، مبرزا المكانة التي يوليها الأمين العام عمار سعداني للشراكة السياسية مع الأحزاب، التي تربطها علاقات تقليدية مع حزب جبهة التحرير الوطني. وبالمناسبة، قدم مدير عام لجنة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الفيتنامي، لوتوان خان عرضا مفصلا عن تاريخ الحزب الشيوعي الفيتنامي، متناولا مسيرة الفيتنام في بناء الدولة، مستعرضا التطور الحاصل الذي تعرفه الفيتنام في مختلف المجالات، حيث أشار إلى أن بلاده تعرف نهضة ملموسة في مختلف القطاعات، تؤكدها نسبة النمو الاقتصادي وتقليص البطالة وريادة الفيتنام في تصدير الكثير من المنتجات الفلاحية والمصنعة. وأبدى رئيس الوفد الفيتنامي ترحيب حزبه وقيادة الدولة الفيتنامية بزيارة الأمين العام للأفلان، عمار سعداني، حيث أكد بأنها ستكون فرصة مناسبة لانطلاقة جديدة للعلاقات بين الحزبين، وبمثابة مسعى جديد لتوطيد أواصر التعاون بين الحزبين وتعزيز فرص الشراكة بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية. ومن جانبه شدد عضو المكتب السياسي، المكلف بالتكوين والتثقيف السياسي واستقطاب الكفاءات، السعيد بدعيدة، على وجود إرادة سياسية قوية لدى قيادة حزب جبهة التحرير الوطني من أجل تطوير العلاقات السياسية وإقامة تشاور دائم بين إطارات الحزبين، كما ثمن الإرادة المشتركة في تفعيل التعاون بين الحزبين، خاصة فيما يتعلق بتبادل التجارب في مجال التكوين السياسي، والاستفادة من تجربة الحزبين، من خلال تبادل البعثات، وتأهيل الشباب بما يجعلهم أهلا لتحمل المسؤوليات ومواصلة حمل المشعل. وبعد أن أبرز المكلف بالعلاقات الخارجية يحيى حساني توجيهات الأمين العام للحزب عمار سعداني القاضية بترقية العلاقات مع الأحزاب الصديقة وأن الحزب الشيوعي الفيتنامي من الأحزاب التي تحظى باهتمام قيادة حزب جبهة التحرير الوطني، أبدى استعداد الحزب لترقية وتعميق التعاون، بما يضمن تبادل التجارب ويخدم المصالح المشتركة للبلدين، على ضوء التطورات الراهنة والخبرات الأساسية للحزبين، مذكرا في هذا السياق بثوابت الجزائر في سياستها الخارجية، المرتكزة على على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام الشرعية الدولية ودعم حركات التحرر، على راسها قضية الصحراء الغربية وفلسطين. وبدوره قدم نذير بولقرون مدير جريدة » صوت الأحرار« عرضا عن واقع الإعلام في حزب جبهة التحرير الوطني وفي الجزائر والرهانات التي تواجهها النخبة الإعلامية على ضوء الإصلاحات التي أقرتها الدولة الجزائرية، بمبادرة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وتطرق بولقرون للوثبة التي يعرفها الإعلام الجزائري من خلال التجربة التعددية الإعلامية، انتهاء بفتح مجال السمعي البصري، مبرزا دور الحزب في تكريس حرية التعبير والرأي. وكانت زيارة الوفد الفيتنامي فرصة مواتية للتأكيد على الأهمية البالغة التي توليها قيادة الحزبين لتفعيل العلاقات بين الحزبين، بما يسهم في تطوير التعاون بين الجزائر والفيتنام، وقد تبادل الوفدان الهدايا، حيث قدم أحمد بومهدي إلى ضيف حزب جبهة التحرير الوطني هدايا رمزية تتمثل في كتاب عن الجزائر ولوحة ترمز إلى فن الفسيفساء الجزائري.