دخل عدد من تلاميذ بعض ثانويات العاصمة منذ أيام في احتجاج على ما أسموه بكثافة المقرر الدراسي، ومن بين الثانويات التي عرف سير دراسة الأقسام النهائية فيها تعطلا ثانويتا سعيد حمدين ببئر مراد رايس وعلي بومنجل بالعناصر فيما تستمر الدراسة بصورة عادية كما لوحظ بالنسبة لثانوية الإدريسي بساحة أول ماي وثانويتي حسيبة بن بوعلي والإخوة حامية بالقبة. وحسب أراء عدد من التلاميذ المحتجين فإن مطالبهم تنحصر في التخفيف من حجم الدروس المقررة وكذا التأني وعدم الإسراع في تقديمها بغية ضمان تحصيل نوعي على حد تعبيرهم. كما اشتكى عدد من تلاميذ ثانوية علي بومنجل من عدم استفادتهم من إجراء التجارب العلمية في المخابر والاكتفاء بالدروس النظرية. وقد أعرب منسق النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني مريان مزيان عن انشغاله إزاء هذه الوضعية التي تتكرر كل سنة، مشيرا إلى ضرورة إشراك المختصين والبيداغوجيين في مجال التربية من أجل تقييم وتصحيح المقرر بالكيفية التي تضمن للتلاميذ شهادة بكالوريا ذات نوعية علمية، داعيا وزارة التربية الوطنية إلى التدخل لإيجاد حل لهذه الظاهرة. من جهته نفى مدير التربية لولاية الجزائر غرب ساعد زغاش، أن يكون هناك إضراب بالمعنى الحقيقي، مبرزا أن تلاميذ ثانوية علي بومنجل قد التحقوا أمس، بالدراسة بعد محاورتهم وإقناعهم. ونبه زغاش إلى أن إدارة الثانويات تعتبر التلاميذ الذين امتنعوا عن التمدرس متغيبين داعيا الأولياء إلى نصح أبنائهم بمتابعة الدراسة بصفة عادية ومطمئنا إياهم بأن ذات الإجراءات التي اعتمدتها الوزارة الموسم الماضي بخصوص عتبة الدروس سيعمل بها خلال هذا العام. وذكر مدير التربية للجزائر غرب أن هذا التشويش بدأ مع بداية الفصل الثاني مشيرا إلى أن الدراسة تسير "بصفة عادية" على مستوى الثانويات ال31 التي تندرج في نطاق اختصاصه. من جهتها كانت وزارة التربية قد طالبت مفتشيها بتكثيف المتابعة البيداغوجية ومرافقة الأساتذة خاصة في الأقسام النهائية وذلك في إطار التعليمات المتعلقة بتنفيذ البرامج الدراسية في أحسن الظروف دون تسرع أو حشو وكذا وإجراء كل الأعمال التطبيقية المقررة في البرامج الدراسية. كما طمأنت تلاميذ أقسام الامتحانات الرسمية عامة والبكالوريا خاصة بأن مواضيع الامتحانات لن تخرج عن نطاق الدروس التي قدمت إليهم فعلا في أقسامهم. وأوكلت للمفتشين أيضا مهمة التأكد من فتح أبواب المؤسسات التربوية بعد الدوام الرسمي للتلاميذ من أجل المراجعة و العمل الجماعي.